الأحد - 16 حزيران 2024

إعلان

بعلبك - الهرمل: تأنٍّ في المرشحين وتشكيل اللوائح... ومنافسو "الثنائي" يراهنون على إحداث خرق

المصدر: "النهار"
تعبيرية (النهار).
تعبيرية (النهار).
A+ A-
بعلبك - وسام اسماعيل

الكل يترقب ما ستؤول إليه الخيارات الإنتخابية في دائرة بعلبك - الهرمل بعد انطلاق عجلة التمهيد لتشكيل اللوائح واختيار المرشحين الذين سيتنافسون على عشرة مقاعد نيابية، 6 منها للشيعة، 2 للسنّة، اضافة إلى مقعد واحد لكل من الكاثوليك والموارنة.

التحضيرات بدأت باكراً من كل الأفرقاء لهذا الاستحقاق الذي يعد فرصة كبيرة للتغيير، أو لتحقيق مزيد من المكاسب، في منطقة ذات ثقل شيعي غالبيته موالية للثنائي "أمل" و"حزب الله" اللذين استكملا تنظيم ماكينتيهما الانتخابيتين عدة وعديداً، تقابلهما بعد غياب "تيار المستقبل" عن الساحة السياسية وعن الإستحقاق المقبل ترشيحاً، ماكينة "القوات اللبنانية" التي أثبتت فعاليتها خلال الاستحقاق النيابي السابق في عرينها في محور منطقة دير الأحمر خصوصا وفي سائر القرى ذات الغالبية المسيحية عموما، ونتج عنها وصول نائب ماروني وآخر سنّي من جراء التحالف مع "تيار المستقبل".

قد يكون من المبكر الحديث عن الصورة الكاملة لما ستؤول إليه الأمور في الدائرة الثالثة (بعلبك - الهرمل) ومعركتها الانتخابية، لكنها ستتضح أكثر فأكثر كلما اقتربنا من موعد الاستحقاق.

ولأنها معركة ذات دلالات في المشهد الوطني، من دون نكران امتداداتها الإقليمية، وحتى الدولية أحياناً، لذا يبدو الحذر والتأني في اختيار المرشحين لدى جميع الاطراف المتنافسة، سواء لدى "الثنائي الشيعي"، أو "القوات اللبنانية" التي تتزعم اللائحة المنافسة والتي ستضم بالتأكيد شخصيات شيعية معارضة لـ "الثنائي"، وإن تُرك في الواجهة أحد المرشحين الشيعة الأقوياء ليرأس اللائحة نظراً الى خصوصية المنطقة ذات الغالبية الشيعية، فيما يبقى الصوت السني الذي يتلمس حاضنة جديدة ترث ساحة "المستقبل" بيضة القبان التي تشكل الرافعة الأساس لأي حلم بالتغيير.
ويراهن معارضو "الثنائي" على بهاء الحريري في استقطاب الشارع السني عبر مشاركته بقوة سواء بالتحالف مع "القوات اللبنانية" أو عبر لائحة مستقلة (سوا للبنان) تلبي طموح الثوار.

ثلاث لوائح أساسية واضحة المعالم والأهداف حتى الساعة سيشهدها البقاع الشمالي، الأولى لائحة "حزب الله" وحركة "أمل" التي حسمت خيارها بالإبقاء على النائب الحالي غازي زعيتر ممثلاً لها، في حين أن الحزب اعتاد عدم تسمية مرشحيه إلا قبل ساعات من إعلان اللوائح، على ضوء ما سينتج عن اتصالاته ومشاوراته لاختيار تحالفاته في مختلف الدوائر، سواء مع "التيار الوطني الحر" أو "جمعية المشاريع"، أو مع الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث، ومن حصة الحلفاء المرشحين السنيين والمرشحين المسيحيين، وقد يُستدل من تحرك ماكينة "حزب الله" باتجاه بلدة عرسال أنه قد يكون من خياراته أن تضم لائحته مرشحاً من البلدة ذات الثقل السني الأكبر في المنطقة.

في المقابل، يكمن الرهان لدى اللوائح المنافسة على إحداث خرق في المشهد، في نجاح الشيعة المعارضين برفع الحاصل الانتخابي للائحة، وقد مدت "القوات اللبنانية" يدها إلى الشيخ عباس الجوهري (شيعي) الذي بات المرشح الأول على لائحتها، على أن يلي ذلك تأمين مرشحين معارضين من الطائفة الشيعية يتمتعون بثقل تمثيلي بين العائلات والعشائر، ولهم القدرة على خرق الخطوط الحمر لدى "حزب الله" و"أمل" بعدما اثبت "الثنائي" قدرته على رص الصفوف الشيعية خلال كل الاستحقاقات السابقة، وهنا يكمن التحدي في نجاح مساعي "الجوهري" فيما الحظ الأوفر للمرشحين السنّة على اللائحة لكل من سميح عزالدين من بلدة عرسال والدكتور صالح الشل من مدينة بعلبك، فيما المقعد الماروني ستبقي فيه "القوات" على مرشحها النائب الحالي انطوان حبشي، على أن تتريث في تسمية المرشح الكاثوليكي، بانتظار كشف "حزب الله" عن مرشحه، ذلك ان اختيار المرشح الكاثوليكي وحساسية موقعه الجغرافي والسياسي يمكن أن يساهما في تغيير مزاج الناخب المسيحي، وهو ما يدركه الجميع.

أما حركة بهاء الحريري وطموحه التغييري تحت مظلة الحراك المدني، فتركز انظارها على بلدة بريتال الشيعية ذات الـ 13 الف صوت شيعي، وقد يتم اختيار اكثر من مرشح منها ومن محيطها، على اعتبار وجود قاعدة خصبة معارضة للثنائي الشيعي فيها، وقد شهدت البلدة عبر أحد ابرز فاعلياتها توزيع كميات كبيرة من مادة المازوت مجانا على الأهالي، على غرار ما فعله "حزب الله" طوال الفترة الماضية بتكثيف خدماته التي شملت معظم البلدات، وتوزيعه المازوت والحصص التموينية وغيرها.

ولا بد من الإشارة إلى أن المال الانتخابي بات واضح المعالم في دائرة بعلبك -الهرمل من جميع الأطراف تحت عناوين مختلفة، حتى أن الاعداد الكبيرة التي بدأت تظهر من مرشحين داخل الدائرة يصب معظمهم في إطار الإستفادة المالية، إن بالمشاركة أو بالانسحاب من المعركة أو بالمبايعة، وكذلك هناك الكثير من المرشحين الذين اعتادت المنطقة صورهم عند كل استحقاق انتخابي، لا تزال تراودهم أحلام الندوة البرلمانية، رغم أن بعضهم لم يحصل على أكثر من 50 صوتاً عام 2018، ومنهم من نال أقل من 10 أصوات.

الأصوات المارونية الكاسحة التي تحظى بها "القوات" في البلدات المسيحية، يقابلها تأييد كاسح لـ"الثنائي" في الدائرة ذات الغالبية الشيعية، ومن هنا تبدأ المعركة الحقيقية. فـ "القوات" تسعى جاهدة إلى نسج تحالفات قوية مع القاعدة السنية والشيعية المعارضة، ليس فقط لتحافظ على المقعدين النيابيين الحاليين، بل لمحاولة حصد مقعد شيعي يسجل للمرة الأولى، وهو ما يحتاج إلى قاعدة شيعية وازنة، تزامناً مع المتغيرات في المنطقة وظروفها الاقتصادية، وهنا تكمن الصعوبة الأكبر. فخلال الاستحقاق السابق تمكنت من انتزاع حاصلين، مستفيدة من أصوات مرشحين أقوياء على لائحتها مثل النائب السابق يحيى شمص الذي حصل على 2000 صوت شيعي، وصبت الأصوات السنية لمصلحة مرشح "تيار المستقبل" على اللائحة النائب الحالي بكر الحجيري والمرشح حسين صلح.

وفي المقابل، يجهد "حزب الله" لرفع الحاصل الانتخابي عبر عملية استقطاب واسعة بدأ التحضير لها من شأنها رفع نسبة الاقتراع إلى ما يزيد على 50 بالمئة بعدما وصلت الى 48 بالمئة خلال الاستحقاق الأخير، وهذا ما أكده مصدر معني لـ"النهار"، لأن الحزب يعتبر أن رفع عدد المقترعين من 80 ألفاً إلى مئة ألف هو ركيزة معركته لتغيير المعادلات وتحصين حصته وزيادة مقعد نيابي عليها، وقد يعقد الحزب في البقاع مؤتمرا صحافيا قريبا يعرض فيه الانجازات والخدمات التي قدمها خلال السنوات الأربع الماضية. كذلك يؤكد المصدر" أن العديد التنظيمي للحزب في المنطقة ارتفع أخيرا بنسبة 10 بالمئة، ويبلغ عديد ماكينته الانتخابية في الدائرة 10 آلاف شخص، ناهيك عن معالجته أخطاء سابقة في الانتخابات الماضية، ومنها على سبيل المثال تسجيل 3000 ورقة ملغاة لجهل البعض بطريقة الاقتراع، كذلك آلية توزيع الإسم التفضيلي بشكل متوازن ومدروس بدقة على مقترعي البلدات.
إعلامياً، سُجلت إطلالة انتخابية أولى للمرشح طلال المقدسي وتأكيده خلال مؤتمر صحافي في دارته في شليفا ترشحه ضمن لائحة تضم مستقلين من خارج الطبقة السياسية مع عرض برنامجه الانتخابي.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم