السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ميشال المرّ مُغرم بسيَر الرجال العظام... حين يفتح قلبه عن السياسة والعائلة

المصدر: "النهار"
الراحل ميشال المر مع زوجته سيلفي، وأبنائه ميرنا والياس ولينا.
الراحل ميشال المر مع زوجته سيلفي، وأبنائه ميرنا والياس ولينا.
A+ A-

رحيل النائب ميشال المر محطة للغوض في أرشيف السياسة والشخصي والمهني. تحدث "أبو الياس" عن المحطات التي صنعت سيرته، وفتح قلبه لـ"النهار" في حوار نشر في "نهار الشباب" وأجرته الزميلة مارلين خليفة، ونستعيده في الآتي: 

مرّ باسمه وبحزمه، وحلو مع سكر زيادة في شخصيته. هكذا هو وزير الداخلية والبلديات ميشال المّر. يجمع التناقضات ويدمج الأضداد في مهارة قلّ نظيره. لكن الرجل خطر. وهذا الشعور يستولي عليك منذ اللقاء الاول معه. وتنبع خطورة الرجل من دهائه وتمرسه في السياسة، ومن خبرته الطويلة في شؤون البلاد والعباد التي تجعله يتخلص من المواقف الحرجة كالزئبق. ومصدر خطورته أيضاً، أوجهه وشخصياته العدة التي تلتصق به، ويظهر فيها كلها رجلاً واحداً. فمن يصدق أن الوزير الأكثر إثارة للجدل في أيامنا، والذي يظهر على شاشات التلفزيون بوجهه الصارم وقسماته الجدية وصوته القاسي وعبوسه شبه الدائم مثيراً مشاعر مختلطة، هو رجل طريف مرح إلى أقصى الحدود، رحب الصدر، تسبق النكتة والقفشات بعياراته الخفيفة والثقيلة كل عبارة يتفوّه بها؟

شخصية الوزير المر اللطيفة والمحببة تضاعف خطورته، لأن الاعجاب الذي يثيره لدى محدثه يدفعه من غير قصد الى لجم نفسه عن احراجه خوفاً من أذيته! لكن عبثاً تقاوم غريزتك الصحافية، ولا تلبث أن تسأله عن سبب إخفائه شخصيته الطريفة وراء قناع العبوس والتسلط الذي لا يحبه كثيرون من الناس؟ لا ينفعل ولا يتململ، بل يبتسم ويزيد أن ثمة أشخاصاً لا يحبونه البتة ليس فقط بسبب صورته تلك، ويوضح: "لدى خروجي القسري من لبنان بين عام 1986 و1989 مكثت في باريس حيث توطدت علاقتي بوزير الداخلية آنذاك شارل باسكوا، وقد تعلمت منه الكثير علماً انني لم أكن أطمح إلى تسلّم وزارة الداخلية. وأذكر جيداً قوله لي أن حفظ الأمن يرتب على وزير الداخلية إبراز صرامته على الشاشة، فيظهر للناس وجهه القاسي والمخيف كطريقة فضلى لتخفيف المشاغبات عن كاهل رجال الشرطة فيرتدع "الزعران" عن مخططاتهم الاجرامية". ويشرح بمرارة، "عندما يراني المجرمون والسارقون يخافون. وأعترف أن هذا الوجه الذي ألبسه هو من سيئات حياتي السياسية. ويبدو أنني أعجبت الدولة كوزير للداخلية، فما عادوا يفكرون في اراحتي من هذه الوزارة، وهي ألعن وزارة، وأنا أطلب عبثاً أن يسندوا إلي وزارة الخارجية".

عند الزيارة الأخيرة التي قام بها باسكوا إلى لبنان شكا له المر من ان نصف الناس لا يحبون وجهه القاسي، لكن الوزير الفرنسي منعه من استبداله بوجه ألطف، وحذّره قائلاً: "سوف تتضاعف مشاكلك وقد تفرجت عليك على التلفزيون فأعجبتني".

تلفت في مكتب الوزير المر مكتبة ضخمة، منوعة ومكتملة تضم كتباً هندسية وحقوقية، كون الوزير المر درس الاختصاصين، وهو متابع دائم لكل تطور في عالم الهندسة، ولقضايا القانون الدستوري، وأخيراً استعان مجلس النواب بمكتبه كونه الوحيد الذي يملك محاضر مجلس النواب منذ العام 1961. والوزير المر الذي يعمل 18 ساعة متواصلة، يجد دائماً وقتاً للقراءة، وهومغرم بسير الرجال العظام الذين طبعوا التاريخ. ويجد متعة في تعداد تلك الكتب عن مصطفى كمال، ونستون تشرشل والملك عبد العزيز، حافظ الأسد، شاه إيران، فرنسوا ميتران، جون كينيدي، ميخائيل غورباتشوف وسواهم، وهو يكره خط هتلر الجنوني في السياسة، ويعتبر الجنرال ديغول مثاله السياسي. إلى ذلك يهوى المر مطالعة الكتب العاطفية، لكنه لا يفصح عن مضمونها! أستطيع حل مشاكل الناس وتقديم المشورة لهم حين يراجعونني في مسائل حياتية وعائلية".

يُخفي الوزير المر أكثر مما يُظهر، ويتوخى الحذر الدائم في اجاباته، هو صريح جداً في ابداء رأيه في أشخاص سياسيين عاصرهم وعمل معهم لكنه يرفض نشر آرائه حرصاً على عدم جرح مشاعر هؤلاء الأشخاص، وهذا سبب إحجامه عن كتابة مذكراته أيضاً.

يعرّف الوزير المر عن نفسه بقوله "أنا الرجل الذي صنع نفسه بنفسه مالياً وسياسياً، لم يورثني والدي إلّا شهادة هندسة، وبالتالي فإني لم ارث سياسيّاً". لكنني تمكنت عبر ممارستي في الحكم أن أكوّن شخصية تختلف عن شخصية السياسيين الآخرين. أنا لا أساير خصمي ولا أسترضيه، خمصي أكسره وصديقي أرفعه"!

هكذا بين لحظة وأخرى وببرودة أعصاب لافتة والبسمة تعلو وجهه يُطلق الوزير المر هذا التحذير، ومن لديه اذنان سامعتان فليسمع! لكن، كيف توصل هذا الرجل الذي يوحي بشعره الأبيض وبزّته الكحلية وربطة عنقه الظهرية المقلمة ونظارتيه البنتين انه جد حنون (لديه 7 أحفاد) أكثر من كونه سياسياً قاسياً. كيف توصل لاتخاذ هذا الموقف الجذري والمتطرف من الجميع، فإذا به المحور وجميع السياسيين يدورون في فلكه، هو الآتي من عائلة عادية لا إرث سياسياً لديها ولا مال؟

 

"عملت سائق تراكتور"

ولد ميشال المر في بتغرين في 29 أيلول عام 1932، والده الياس المر متعهد للأشغال العامة، ووالدته روز صليبا. لديه شقيق واحد هو غبريال وأربع شقيقات هن: مي، آمال، مهى وليلى.

تابع دروسه في المدرسة اليسوعية حتى المرحلة الثانوية، انتقل بعدها الى جامعة القديس يوسف حيث نال شهادة الهندسة عام 1955، وأكمل الدكتوراه في فرنسا، حيث درس الحقوق أيضاً في جامعة آساس ونال شهادته عام 1958، يروي عن مرحلة الدراسة: "كنت شاطراً في المدرسة ورياضياً، لكنني طالما كرهت المواد الأدبية والفلسفية ولم استوعبها البتة، في حين تفوق في العلوم والرياضيات. أذكر انه في صف البكالوريا، رسبت في مواد التاريخ والجغرافيا والأدب العربي، وكان عليّ أن أنال في العلوم والرياضيات علامة لا تقل عن 18 كي أعوّض. مثلت أمام اللجنة الفاحصة المؤلفة من 3 أساتذة وأجبت عن سؤالي الرياضيات جيداً فقيل لي أنني حظيت بـ 15 علامة فقط.

أدركت أنني سأرسب واعترضت على علامتي. فقال لي أحد الأساتذة انه سيطرح عليّ سؤالا ثالثاً إن عرفته تزيد علامتي 3 نقاط وإلّا تنقص 3 نقاط. قبلت، وطرح الأستاذ سؤالاً من أصعب الأسئلة في الرياضيات، فنظرت اليه ورسمت الحل على اللوح فاستغرق في الضحك، ولما انتهيت قالوا لي "برافو" ونلت 18 علامة، هكذا نجحت في البكالوريا".

إنتقال الوزير المر من عالم الهندسة إلى السياسة جاء بمبادرة منه وحده ومن دون تشجيع من أحد. كان غبريال المر ابن عم والده نائباً ووزيراً، ولم يكن لديه أولاد فتوطّدت علاقته بالمر. لكن خلافاً عائلياً نشب ودفع المر الى الترشح ضد غبريال عام 1960 وهو لا يتجاوز الـ 27 عاماً. فنال 15 ألف صوت ونال غبريال 2000 صوت، وحصل ألبير مخيبر على 15200 صوت فنجح، وسقط المر. "مذذاك سرى فيّ ميكروب السياسة".

بعد سقوطه في الانتخابات، وجد المر نفسه من دون أي رأسمال مادي وليس له سوى شهادة الهندسة، فسافر إلى افريقيا حيث بدأ العمل في شركة، "كنت أتقاضى راتباً مقداره 3000 دولار، ولكي أزيد مرتّبي عملت سائق تراكتور وجرافة أشق الطرقات في الصحراء ليلاً، إذ علمت أن السائق يجني أكثر من المهندس، هكذا بلغ راتبي 9000 دولار شهرياً، واظبت على هذا المنوال 3 أعوام متواصلة حتى جنيت ثروة وصرت غنياً. فأسست شركة والتزمت أشغالاً في افريقيا، وانتشرت مشاريعي في ليبيا، الجزائر، نيجيريا، شاطئ العاج، الغابون، زائير وبعض الدول العربية. وكنت أعود إلى لبنان من وقت إلى آخر في طائرتي الخاصة، وصارت أعمالي تزدهر حتى بات لدي 4000 موظف وزهاء 17 شركة، قلّصتها منذ عام 1990 حتى صارت 5 بسبب انهماكي في العمل السياسي".

عام 1958، تزوج ميشال المر سيلفي أبو جودة، "أحببنا بعضنا على مقاعد الدراسة، أنا كنت في السنة الرابعة هندسة وهي في السنة الأولى حقوق. وبعد قصّة غرام دامت زهاء عامين تزوجنا ولدينا 3 أولاد هم: الياس، ميرنا ولينا".

 

"لست رجل معظم العهود"

عام 1968 انتخب المر للمرة الأولى نائباً عن المتن. ومذذاك انطلق بزخم في الحياة السياسية اللبنانية. فعيّن وزيراً للبريد والبرق والهاتف في حكومة الرئيس الراحل رشيد كرامي عام 1969، ووزيراً للبريد والاسكان عام 1977 في حكومة الرئيس سليم الحص، ووزيراً للبريد في حكومة الرئيس شفيق الوزان عام 1980. لكن ديناميكية الوزير المرّ لم تقتصر على حقل المواصلات وأهّلته لممارسة دور مهم في قضايا مفصلية في تاريخ لبنان الحديث.

هو من هندس لقاء إهدن الشهير عام 1985 بين الرئيس سليمان فرنجية و"القوات اللبنانية"، ونسف قصره إثر ذلك في بتغرين. وكان مؤيداً للاتفاق الثلاثي كمدخل لانهاء الحرب اللبنانية. مارس دوراً كبيراً في ايصال بشير الجميل الى رئاسة الجمهورية، وترأس ما يقارب 70 لجنة وزارية لدراسة شتّى الأمور والقضايا بالبلد.

تعرّض إلى 3 محاولات اغتيال، آخرها وأقواها عام 1991 في انطلياس، ففقد نصف سمعه وكان قد عيّن قبل عام نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع في حكومة الرئيس عمر كرامي، ثم وزيراً للداخلية والبلديا ، يرفض الوزير المر القول انه رجل معظم العهود ويتكيّف مع مختلف الرؤساء: "هذا غير صحيح، لقد بقيت 6 أعوام خارج الحكم في عهد سليمان فرنجية لأنّي صوّت مع الياس سركيس، كذلك طيلة عهد أمين الجميل". وماذا عن عهدي الرئيسين الهراوي ولحود؟ يجيب: "لا اعتبر أن العهدين متضادان، مزاجان مختلفان، لكن سياسة الدولة اللبنانية لا تزال هي نفسها"، ولا يرى تأثيراً للقرابة التي تربطه بالرئيس على مساره السياسي. "لقد توطّدت علاقتي بلحود مذ كنت وزيراً للدفاع الوطني ولا شأن للقرابة العائلية بذلك".

يتذكر الوزير المر علاقته بالرؤساء اللبنانيين الذين كان وزيراً في عهودهم، ويحرص على عدم الاساءة اليهم، رغم ملاحظات له عليهم يجتهد لاخفائها. ويصف الرئيس حلو بأنه رجل ثقافة، ذكي وتقي وun bon papa.

ويرى ان الياس سركيس تفوق خبرته جميع الرؤساء اللبنانيين لانه عمل مديراً عاماً لرئاسة الجمهورية طيلة عهد فؤاد شهاب قبل تسلّمه الحكم، ويصفه برجل القيم والأخلاق وطالما اهتم بالحفاظ على سلامة النقد.

أمّا الرئيس الياس الهراوي فـ"ذكي جداً" ورجل قرار "لكنه ماكيافيلي" أنهى عهده بسرعة في اليوم الذي سلّم فيه الحريري الحكم. لقد ذبح الحريري الهرّ بعد شهرين من تسلّمه، فعيّن 100 مدير عام وهرب الهراوي من جلسة مجلس الوزراء بعدما عجز عن تعيين مدير عام واحد".

ويصف المر الرئيس لحود بأنّه رجل مستقيم، يشبه بأخلاقيته العالية الرئيس سركيس لكنه أكثر عفوية وصراحة وشجاعة. حقق أهدافاً كبيرة في الجيش ورغب في إنجاز أهداف مماثلة على صعيد الدولة لكنه لم يستطع بسبب الوضعين الحكومي والسياسي. إنجازه الأكبر كان عندما دعم المقاومة وأعطاها غطاء دولياً شرعياً أدى إلى تحرير الجنوب. على صعيد الإدارة لم يكن النجاح حليفه ".

يُتّهم الوزير المر من السياسييين بالاستفادة من السلطة لا سيما لمصالحه الانتخابية، يردّ على هذا الاتهام بقوله: ثمة نائب في المتن اليوم يتهمني بأني أضغط على رؤساء البلديات عبر حجز أموال البلديات ان لم يؤيدوني في الانتخابات. حصلت انتخابات بلدية في المتن الشمالي عام 1998. وربحت 39 بلدية من أصل 42 فكيف أضغط على الـ 39 رئيساً لتأييدي وهم أصلاً معي ويشكلون ماكينتي الانتخابية؟".

ويضيف: يوجد 80 مختاراً في المتن، منهم 72 من المؤيدين لي و8 فقط من أخصامي. وزارة الداخلية هي محرقة لأن كل عمل ينجزه الوزير يسبّه بعده نصف الناس لأن فرض القانون يزعج". يستفيد السياسي من السلطة بقدر ما يُمارسها بأخلاقية، وان استغلال السلطة شيء وممارستها بأخلاقية شيء آخر".

 

"ندمت لأني لم أكذب"

ندم الوزير المر على امور كثيرة في حياته السياسية. في السياسة لا يجب أن يكون الشخص صادقاً كلياً بل "نص نص". أنا ندمت لأني كنت رجلاً صادقاً. لو كنت كاذباً لما أمضيت نصف حياتي السياسية خارج الندوة البرلمانية".

ويضيف: لكي يشتغل السياسي ويعيش في لبنان، عليه أن تتعدى نسبة كذبه الـ 50 في المئة، شخصياً أرغم على الكذب 10 في المئة فقط حين يكون لديّ اجتماعات، فأوصي السكرتيرة أن تقول اني غير موجود في المكتب".

ويعتبر الوزير المر أنه دفع غالياً ثمن نزاهته لا سيما بعد محاولة اغتياله عام 1991. كنت أرى وجوب اعادة بناء البلد وحلّ الميليشيات، لكن لم يجدر بي أن أقف في الواجهة دائماً وأتلقى كل الضربات، ندمت على ذلك رغم انني لا ازال في الواجهة حتى اليوم، ومن يفعل ذلك يدفع الثمن".

بعد محاولة اغتياله في انطلياس وفقده نصف سمعه فقد المر أيضاً الشعور بالخوف: لم يعد الموت يعني لي شيئاً، لأنه لو بدّي موت مت". لم أعد أخاف شيئاً صرت مسلّمها ربّانية. أذهب حيثما كان، لديّ فقط 6 حراس يرافقونني بالتناوب. وقد درّبتهم في ألمانيا وأدفع لهم من جيبي الخاص".

يرى الوزير المر أن سر نجاحه في السياسة يعود إلى صدقه في التعامل، وإلى عمله الدؤوب "أعمل 18 ساعة يومياً، وأعطي الدولة من قلبي ودمي مقابل لا شيء". أما العيش بعيداً من السلطة فيعتبره وشيكاً: بعد فترة سأطلب إعفائي من السلطة، فقد تعبت من الوزارة بعد 10 أعوام متواصلة. اشتاق إلى وقت فراغ أعيش فيه على هواي وأسافر من دون قيود".

يطمح الوزير المر إلى تمضية وقت أكبر مع أحفاده السبعة، الذين يتكلّم عليهم بحنان وحب كبيري: أكرّس لهم يوماً في الأسبوع أتغدّى معهم وألعب وأعود صغيراً". وهل يتوسم لأحدهم مستقبلاً سياسياً؟ يضحك الوزير ويجيب: أعلم ميشال الصغير وعمره 7 أعوام القيادة، والقيادة فن، وهو يتعلّم بسرعة حتى انه يشبهني بكلامه وحركاته، ولدي نايلة، وهي ذكية جداً واعتبرها رفيقتي ومساعدتي رغم عدم تجاوزها الـ 17 عاماً. ترافقني في الانتخابات النيابية ولا تتركني، وحالياً هي مسؤولة عن فرقة الكشافة في بتغرين، وتضم زهاء 300 شخص، لديها قدرة على التنظيم والقيادة وأعتقد أن لها مستقبلاً سياسياً....

هكذا لا يتوقف الوزير المر عن الطموح، وان ملّ يوماً من السلطة فهو لن يملّ من هندسة مستقبل من سيرثه سياسيّاً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم