السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ماكرون في إسرائيل... الوساطة الفرنسية الرئاسية معلّقة أم في "خبر كان"؟

المصدر: "النهار"
جو لحود
جو لحود
الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون
A+ A-
قد يكون الإجماع اللبناني الوحيد خلال هذه المرحلة هو اتفاق اللبنانيين على أنه من المبكر جداً "تقريش" الحرب في غزة وتفاصيلها المختلفة في الداخل اللبناني. بمعنى آخر يتفق اللبنانيون اليوم على أنه لا بد من الانتظار وترقب ما ستؤول إليه الأوضاع في قطاع غزة قبل الحديث عن أي أثر لها على الحياة السياسية العامة في لبنان وعلى الملف الرئاسي بشكل خاص.
 
وينبع اتفاقهم هذا من واقعية سياسية ومن نظرة إنسانية لا بدّ من التأكيد عليها، إذ إن هول ما يحصل في غزة والقتل المتعمّد الذي يطال الأطفال الفلسطينيين الأبرياء يجعل أي محاولة للاستفادة من أحداث غزة داخلياً مخجلة إن صح التعبير بشكل أو بآخر.
 
واللافت في الأحداث المتسارعة بغزة، هو الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إسرائيل، حيث يعبّر عن دعمه ودعم فرنسا الكامل لها، فهل يمكن الربط بين هذه الزيارة والوساطة التي تقوم بها فرنسا في لبنان على صعيد الملف الرئاسي، وهل من تأثير سلبيّ أو إيجابي لهذه الزيارة على الوساطة الفرنسية في لبنان؟

الملفات السياسية معلّقة 
في هذا السياق، أكّد عضو "كتلة الجمهورية القوية" النائب زياد حواط في حديث مع "النهار"، أنّ "الحديث عن وساطة فرنسية في لبنان في ما يتعلق بالملف الرئاسي مجمّد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة منذ ما قبل اندلاع الحرب في غزة.
واليوم وأمام الحرب الدائرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأمام التبدلات الكبيرة التي تشهدها المنطقة والحركة الدولية اللافتة، لا بد من الإشارة إلى أن مختلف الحراك السياسي الدولي المرتبط بلبنان معلّق، فالوساطة الفرنسية معلقة تماماً كما أيّ بحث في الملف الرئاسي بشكل عام".
وأضاف: "من المهم جداً أن نتنبه إلى أصوات المجتمع الدولي الذي يصرّ على عدم إقحام لبنان في الحرب بشكل كامل وشامل، فدخول لبنان في الحرب، سيدفعنا مرة جديدة لدفع فواتير الآخرين التي لا علاقة لنا بها".
 
ورأى حواط أنّ "الوقوف إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني المحقّة، لا يكون بإدخال لبنان في أتون الحرب وهو في حالة من الاهتراء السياسي والاقتصادي والمعيشي، فلبنان يعيش وضعاً كارثياً لم يشهده منذ 50 سنة، لذلك نكرّر ونشدّد على ضرورة إبعاد لبنان عن الدخول في مشهد الحرب الدائرة في غزة وعن مفهوم وحدة الساحات، وهنا نسأل، أين كان هذا المفهوم خلال حرب تموز 2006 حين تم تدمير لبنان".
 
واعتبر أنّ "التضامن الفعلي مع الشعب الفلسطيني يكون في رفع الصوت للدفع نحو السلام في المنطقة وقيام الدولتين".
وفي رأيه أنه "على الحكومة اللبنانية أخذ المبادرة للتأكيد على القرار الأمني والسياسي في لبنان الذي يتمثل في عدم إدخاله في الحرب الكارثية، ومَن يدفع بالاتجاه المعاكس، فهو يريد وصول لبنان إلى مزيد من الانهيارات وزجّه في حرب معروفة النتائج سلفاً".
 
"حزب الله" يضحّي ويتصرف بحكمة
بدوره قال عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب محمد خواجة  لـ"النهار" أنه "من غير المنطقي الربط بين الزيارة التي يقوم بها ماكرون إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وبين متابعة الملف الرئاسي اللبناني من قبل الوساطة التي تقوم بها فرنسا، إذ إن المرحلة الحالية أدت بطريقة أو أخرى إلى حصر الاهتمامات الدولية بالملف الفلسطيني دون سواه لاسيما في ما يتعلق بمنطقتنا".
 
وأضاف: "الزيارة الفرنسية ومن قبلها البريطانية والأميركية تؤكد انحياز الغرب لإسرائيل ووقوفه إلى جانبها، كما تؤكد ازدواجية الغرب في تعاطيه مع الملفات حول العالم، فهذا الغرب نفسه الذي يرفع شعارات حقوق الإنسان على تنوعها واختلافها، نراه اليوم يقف ضد الشعب الفلسطيني وإلى جانب آلة الحرب التي تقتل الأطفال والنساء والمدنيين".

ورأى خواجة أن "انحياز الغرب الواضح معيب بشكل كبير، وما هو إلا دلالة على محاولته للحفاظ على مصالحه في هذه المنطقة، فإسرائيل لها وظيفة واضحة وهي عبارة عن تأمين قاعدة متقدمة للغرب في منطقة الشرق الأوسط، لذلك وعندما التمس الغرب هشاشة إسرائيل في السابع من تشرين الأول الجاري، وعندما عاين انعدام  ثقة الشعب الاسرائيلي بحكومته و جيشه، وجد نفسه مضطراً للتدخل بشكل مباشر. من هنا نقول إن أميركا هي من تدير الحرب اليوم في غزة وليست إسرائيل".
وعن إمكانية توسّع الجبهة في جنوب لبنان، قال خواجة: "لن نرغب في الحرب ولم نسعَ إليها في أي يوم من الأيام، وهذا هو التوصيف الدقيق للمرحلة الحالية، و"حزب الله" عبر أدائه يظهر من أكثر الحريصين على لبنان عبر تجنّبه قدر المستطاع الدخول في حرب شاملة وكبيرة".
 
واعتبر أنّ "المقاومة في جهوزية تامة، لكنها لن تدخل الحرب، إنما ستواجه في حال، وكما اعتدنا، أراد الإسرائيلي الاعتداء على الأراضي اللبنانية، وهنا لا بد من التنويه بالمقاومة وبتعريض نفسها للخطر تجنباً لدخول القرى الجنوبية في مرحلة خطر القصف الإسرائيلي المباشر. ولهذه الغاية تعمد المقاومة إلى ضرب الصواريخ من مسافة قريبة جداً من الشريط الحدودي، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع عدد شهدائها، وبالتالي يمكن القول إن المقاومة حريصة جداً وتضحي من أجل عدم إدخال لبنان في أي معركة كبيرة".
 
ورأى أن "التطورات في الجنوب حتى الساعة يمكن القول إنها ضمن قواعد محددة للاشتباك، لكن لا يمكن لأي أحد أن يتوقع ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم