الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

رواية الاستهداف كاملة... وصحافيّون يؤكّدون: مستمرّون في رسالتنا ولن يوقفنا الإرهاب

المصدر: "النهار"
الشهيد الزميل عصام عبدالله.
الشهيد الزميل عصام عبدالله.
A+ A-
ليست المرة الأولى التي يدفع فيها الجسم الإعلاميّ ثمن الصراعات والحروب، كما أنّها ليست المرة الأولى التي يُستهدَف فيها الإعلام وناقلو صوت الحقّ والحقيقة من قبل الهمجية الإسرائيلية، وقافلة الشهداء الزملاء طويلة من البعيد البعيد حتى القريب القريب.

لا مكان للحماية ولا لتطبيق القوانين والشرع الدولية في قاموس إسرائيل، وكأنّ لديها عداء مع الإعلام، وبالتالي مع الحقيقة التي يسعى إلى نقلها، فتقوم باستهدافه بضربات عشوائية قاتلة من دون أن يرفّ لها جفن، ضاربة بعرض الحائط جميع المواثيق الدولية.

وما جرى اليوم الجمعة أكبر دليل على هذه الهمجية، إذ قامت إسرائيل باستهداف سيارة صحافيين في بلدة علما الشعب الجنوبية الحدودية، ما أدّى إلى استشهاد المصوّر الزميل عصام عبدالله من وكالة "رويترز"، وإصابة 4 زملاء آخرين منهم مراسلة "الجزيرة" كارمن جوخدار ومراسلة وكالة "الصحافة الفرنسية" كريستين عاصي التي أصيبت إصابة بليغة في القدمَين واليدين. إضافة إلى مراسلَي "رويترز" العراقيين ثائر زهير كاظم وماهر نزيه عبد اللطيف، وإيلي برخيا من قناة "الجزيرة"، ومراسل وكالة "فرانس برس" ديلن كولينز.
 

وفي هذا الإطار، يروي مراسل قناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" الزميل إدمون ساسين ما حصل، ويقول: "وصلنا إلى علما الشعب وتمركزنا في نقطة مرتفعة لأنّ المعركة كانت تحت هضبة، وقد رأينا الدخان والقذائف لكنّ كلّ شيء كان بعيداً عن مكان تجمّعنا".

ويضيف لـ"النهار": "عندما كنت على الهواء، أدركت وجود صحافيين بلباس التغطية الحربية، وقد رأيناهم بالعين المجردة في نقطة أعلى من نقطتنا بقليل".

ويتابع: "اقترحتُ على فريقي الصعود إلى تلك النقطة لكنّهم رفضوا لصعوبة إيقاف النقل المباشر، ولكن فجأة سقطت قذيفة فوقنا في النقطة القريبة من الفريق الآخر وحدث الاستهداف".

ويؤكّد ساسين أنّ "الجسم الصحافي كان خارج مكان المعركة، والنقطة التي تمركزنا فيها لم تشهد إطلاق أيّ قذيفة أو رصاصة من قبل".

ويكمل بحسرة... "توقّف الاشتباك واستُشهد عصام".
 
 
يصف ساسين المشهد المأسوي من بعدها: "طلبتُ من الجيش إبلاغ الدفاع المدني بوجود صحافيين جرحى، فالمشهد كان مرعباً، ورأيناهم بالعين المجردة قبل دقيقة واحدة على أرجلهم يؤدّون مهمّتهم، ثمّ فجأة استضعفوهم وجرى قصفهم".

ويقول: "لا أستطيع أن أصف ما رأيت...  عصام  والفتاة التي ساعدها زميلي المصوّر روبير خلف وسيارة النقل المباشر التي كانت تحترق، كما وجدتُ الزميل إيلي تحت السيارة، ولو أنّنا التفتنا إلى وجودهم فور وصولنا وانضممنا إلى فريقهم، لأصابنا ما أصابهم".

ويشير ساسين في حديثه إلى أنّ "القذيفتين الأخيرتين في المعركة أصابتا الفريق الصحافي مباشرة وانتهت المعركة من بعدها"، مشدّداً على أنّ "جميع من كان في المعركة يعلم أنّ في هذه النقطة يتمركز الفريق الصحافيّ لنقل الصورة، ولا يوجد أيّ مبرّر لقصفها، فلم يصدر من الأراضي اللبنانية بالقرب منّا أيّ إطلاق نار ولم نشهد أيّ حركة عسكرية".

ويلفت إلى أنّ "مروحية من نوع (أباتشي) كانت تُحلّق في الأثناء، لذلك لم أحسم مصدر القصف خلال رسالتي عبر الهواء، وكان هناك قصفٌ مدفعيٌّ أيضاً، إنّما اعتقد أنّ القصف الذي استهدف الطاقم الصحافيّ كان بريّاً".

ويُشدّد على أنّنا "سنكمل عملنا ولا أحد يمكنه إيقاف رسالتنا"، لافتاً إلى أنّ "الصحافيين اليوم في دائرة خطر كبيرة، ولم نعرف حتى الساعة ما سبب هذا الاستهداف الخطير"، متسائلاً "إذا كان الحادث يشكّل ضغطاً على جهة معيّنة، فهو ضغط على الإعلام اللبناني والعربي والأجنبي لأنّ الفريق متنوّع".

ويختم قائلاً: "مِن غير المقبول أن تتوقّف رسالتنا، ومِن غير المقبول أن تبقى الفرق الإعلامية في مرمى الخطر، وإذا لم تستطع الأمم المتحدة إيقاف الاشتباك أو الحرب، فأقله نُطالب بمساعٍ لحماية الفرق الإعلامية والمدنية".
 
 
أمّا الزميل في قناة "المنار" سامر الحاج علي، فيقول لـ"النهار": "كنّا جميعنا على مثلث مروحين، لكنّنا توجّهنا إلى منطقة الضهيرة التي تمّ قصفها عصراً، وما لبث أن بدأ إطلاق النار وجرى استهداف برج عسكري قديم، ثمّ توجهنا نحو علما الشعب حيث بدأ القصف، لكنّنا لم نكن في المنطقة نفسها"، مضيفاً: "ذهب الفريق المستهدف إلى تلك النقطة كي يتمكّن أفراده من التقاط المشهد بشكل واضح حيث كان أمامهم مباشرةً، قبل أن يطلق العدو قذيفة مدفعية نحوهم، بحسب معلومات الجيش".

ويردف قائلاً: "كان أفراد فريق وكالات "رويترز"، "الجزيرة" و"أ ف ب" في منطقة مكشوفة مرتدين السترات والخوذ الصحافية، ويبدو أنّ طائرات الاستكشاف تحوم فوقهم، ما يعني أنّه تمّ استهدافهم مباشرة، كما استُهدف الحائط الذي كان بجانبه الشهيد عصام عبداللّه".

ويضيف: "بعدها ساد الهدوء على الرغم من استمرار التحليق الإسرائيلي على خطّ الحدود، وتمّ إخلاء المنطقة بطلب من الجيش خوفاً من تجدّد القصف".

كما يعتبر الحاج علي أنّها "ليست المرّة الأولى الذي تستهدف فيها القوات الإسرائيلية الصحافيين خلال الأحداث الأمنية، وذلك بغية نشر الخوف"، مشدّداً على أنّ "هذا لن يوقفنا عن استكمال عملنا... نحن موجودون حتّى لو كلّفنا الأمر حياتنا... مَن رحل كان يؤدّي رسالته ونحن سنُكملها".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم