الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الاستقلال على عتبة الثمانين: ما هي شرعة المستقبل؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
العرض العسكري بمناسبة الاستقلال في العام الماضي (نبيل إسماعيل).
العرض العسكري بمناسبة الاستقلال في العام الماضي (نبيل إسماعيل).
A+ A-
 الدكتور داود الصايغأعمار الأوطان لا تقاس بأعمار البشر، لأنه كلّما مرّ الزمان عليها تجذّر البنيان في طيّات الزمان. وأعتاب الثمانين على بدء الاستقلال تبدو اليوم كأنها مثل أمس الذي عبر، كما جاء في الكتب السامية. الإنسان يتهيّب أمام مرّ السنين، لكن الأوطان كلما عتقت تجوهرت. ففي الشرق كياناتٌ مصطنعة من حظ لبنان أنه ليس منها. وإذا كانت حدوده البحرية الجنوبية رُسمت أخيراً، فإن البحث في حدوده الكيانية يعود إلى أزمنة أقدم بكثير. ولكن المناسبة اليوم لعلها تنتـشلنا قسراً من أيام الضلال وشرود العقول لتضعنا أمام مرآة ذواتنا بالموقف المرير الذي وجد نفسه رئيس الحكومة مدفوعا إلى اتخاذه أمام قمة الجزائر، وهو موقفٌ لو تمّت مراجعته بعكس الاستغاثة لكانت فرصة ثمينة أمام رئيس الحكومة اللبنانية ليُخاطب المجتمعين من منارة سبق لها ان زُوّدت بالشمس وهي لا تنطفئ، وليُذكّرهم بالتالي بأن لبنان كتب دستور العرب، وأن المؤسـسَين بشارة الخوري ورياض الصلح شبكا أيديهما بأيدي الملك فاروق والملك عبد العزيز آل سعود والرئيس السوري شكري القوتلي وملك العراق وأمير شرق الأردن وملك اليمن ليسجّل في المادة السابعة من ميثاق الجامعة بناء على طلب لبنان واحتراماً لخصوصيته مبدأ الاجماع في التصويت وذلك كما روى الرئيس بشارة الخوري في مذكراته (حقائق لبنانية). فالخصوصية تلك هي ثراء للعرب كما ورد في البيان الختامي لقمة الدار البيضاء في أيار 1989 التي سبقت مؤتمر الطائف وجعلت الملك عبد العزيز يقول في أيّامه: "لو لم يكن لبنان موجوداً لوجب إيجاده". لم يكن الوقت وقت المراجعة في تلك القمة، وبخاصة أمام مَن تسببنا بإقفال الأبواب أمامهم. نعم نحن المسؤولين ولو مع الظلم الكبير الذي وقع علينا من أقرب الأقربين الذين أحدثوا خراباً لم يكن من السهل إصلاحه حتى الآن، ومن أبعدين طارئين دخلنا معهم قسراً في الصراع فبتنا عاجزين عن تسيير أمورنا فإذا بنا نستغيث. فلو وُضع لبنان اليوم على منصة العالم وسأله الحاضرون: ماذا عندك لتقدم لنا أيها الوطن الصغير في الشرق العتيق، لكي تعود إلى ذاتك أولاً كما...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم