الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

مبروكة لكم الأحقاد فهذا كل ما لديكم

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
مآسي اللبنانيّين (حسام شبارو).
مآسي اللبنانيّين (حسام شبارو).
A+ A-
لم يأتِ الظلام من انقطاع التيار. فالأجيال السابقة عاشت على أضواء الشمس وأنوار القلوب. العتمة الحالية عندنا جاءت من انطفاء القلوب. مشكلة لبنان الحالية تكمن في الأبواب الموصدة. لأنه ليس هنالك من مفتاح لتلك الأبواب، سوى ذلك الضوء البهي الذي يكمن في النفوس الكريمة.قال الشاعر العربي "وقد ينبُتُ المرعى على دُمنِ الثرى وتبقى حزازات النفوس كما هي". فالحقد هو قاعدة التعامل اليوم بين من لهم القرار في لبنان، أكانوا على الكراسي داخل السلطة أم خارجها. والحقد مُدمّر. كلّ جرائم العالم منطلقها الحقد، الذي لا يُفترض بعالي الرُتب أن يحمله.ولكن أي علو هو ذاك الذي ارتـقى بالمتربعين على كراسي هذه الأيام. هل هنالك لعنة ما بالنسبة إلى الذين يؤمنون بلعنات الأقدار. هل هنالك أكبر من تلك اللعنة واللبنانيون يتفرّجون على اتهامات تطاير الملايين المنهوبة، مرفقة بملايين الشتائم التي لو كان هنالك اليوم قاضٍ بسيطٍ متحرر اختلط عنده نور المعرفة بنور الضمير لوضعهم خلف القضبان. نبتَ المرعى على دُمن الثرى. نبتَ العشب على دروب الوفاق والحوار والأيدي المتلاقية. ولم يعد هنالك بالنسبة إليهم سوى قضية حياة أو موت. حياتهم أو موتهم هم. أما حياة لبنان أو موته فقد تلاشت في ضمائرهم كما تلاشت أموال المودعين في المصارف الذين أصيبوا بالسكوت من هول ما يرون وما يسمعون.بالطبع هنالك تراكمات السنوات وتـقصير السابقين كما يرددون. وإذا صحّ فذلك حصل في كل مكانٍ وزمان. ولأجل ذلك جاء المصلحون ولأجل ذلك رفعتم الشعارات. بالطبع هنالك الذراع الايرانية التي يتسع مداها يوماً بعد يوم ربما لأنها ترى أنه لا بدّ من ساعة حساب. فاللبنانيون هم اليوم صامتون. ولكن أصلب أنواع التمرّد هو ذلك الصمت الدفين. والساعة تقترب. لأجل ذلك يهوّلون. لأجل ذلك يقتحمون المقار الرسمية ويهددون. لأجل ذلك يتكرر مشهد الأصابع المرفوعة. وهم أول العارفين أن كل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم