السبت - 11 أيار 2024

إعلان

ومضات من لبنان شارل مالك في معراب: تأمّلات في المعلّم، الفيلسوف والمؤمن

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
Bookmark
شارل مالك المعلّم والفيلسوف والمؤمن (تعبيرية).
شارل مالك المعلّم والفيلسوف والمؤمن (تعبيرية).
A+ A-
أن تأخذ ندوة في معراب الحضور إلى عالم شارل مالك في ذكرى ميلاده، فهذا يعني أن تقلّهم بعيداً عن بهتان كلّ المشاهد المستطلعة على طريق الوصول إلى الوجهة والمتلاحمة خلال رمي النظر إليها مع ذاك المستوى من الدَّرْك الذي وصلت إليه البلاد عندما انْسَلَخَت عن هذا الشغف القويّ والإصرار العنيد على الوجود اللبنانيّ الذي اكتنزه جَنَان شارل مالك الفكريّ استناداً إلى الدفق التعبيري المعبَّر عنه في كلمات الدكاترة المحاضرين في المناسبة التي نظّمتها مصلحة المهن القانونية في "القوات اللبنانية". انسيابية تصويرية عرّجت أيضاً كرفرفة جناحي فراشة على "الفيلسوف شارل مالك" وناقشت أسبقية الفكر أو الوجود ومقاربته حولها، واستقرّت ترتشف الرحيق في صفحات الكتاب المقدّس الذي يحيى به "المؤمن شارل مالك". رقّة التحليق في عالم مالك تصل إلى مجرّة فكرية أضاء فيها على أهمية الانسان منطلقاً من الحضارة الغربية واعترافها بأهميته ووضع نظام قانوني لحماية هذه الحقوق وتماهي مسيحيي الشرق مع الحضارة الغربية. وتكلّلت هذه العصارة مع الدور الرائد الذي اضطلع به مالك في كتابة وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الانسان، استنار فيها رينيه كاسان برأيه عند وضعه مسوّدة لكلٍّ من فقراتها. لكن، لا تلبث روحية الشرنقة المجنّحة أن تتخبّط عندما ترتطم على نكبة أرصفة الزمان الراهن كلّما عَبَرت مقاربات المحاضرين في الندوة إلى الواقع القائم وعَبَّرت عن عمق القعر - لا الفكر - والانتهاكات المقيتة الشنيعة التي تعانيها حقوق الانسان في لبنان، ولا خيار للبنانيين في ظلها سوى الصمود والصبر. واكتمل عصر الانتكاسة اللبنانية مشرَّداً قابعاً على قارعة التسوّل مع فقدان لبنان حقّ التصويت في الأمم المتحدة قبل أسابيع نظراً لتأخّره عن دفع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم