السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

المشهد الانتخابيّ في عكار... تبدّل محتمل في الوجوه والمقاعد

المصدر: "النهار"
تجمعات انتخابية
تجمعات انتخابية
A+ A-
عكار - ميشال حلاق
 
أمّا وقد اقترع اللبنانيون في دنيا الاغتراب، على مرمى أيّام معدودة من موعد الاستحقاق الانتخابيّ، فلم يعد أمام الموظّفين من أبناء عكار المنتدبين لإدارة العملية الانتخابية خارج عكار إلا التوجّه غداً الخميس للاقتراع في سرايا حلبا الحكومية.
 
إذن بات الجميع على يقين بأنّ الانتخابات حاصلة لا محالة، الأمر الذي رتّب على المرشّحين الدفع بأقصى قوّة عجلات ماكيناتهم الانتخابية على أمل الفوز بالسباق الانتخابي المحموم، والذي يزداد حماوة في ظلّ الأَسْقُف السياسيّة العالية النبرة، التي يُخشى أن تُولّد سلسلة من المناوشات بين أنصار المرشّحين ومؤيّديهم والمنتمين إلى تيّارات وأحزاب سياسيّة متنوّعة ومختلفة ومستقلّين ودعاة التغيير، وتحديداً في البلدات الكبرى ذات الثقل الانتخابيّ الموصوف مثل: فنيدق، وببنين، ورحبة، والقبيّات، ووادي خالد، ومشمش وغيرها، حيث يتنافس أكثر من مرشّح من البلدة الواحدة على لوائح مختلفة. وهذا التنافس الحادّ يُخشى أن تنتقل عدواه إلى باقي قرى وبلدات المنطقة، التي يبدو أنّها دخلت جدّياً في أتون هذا الاستحقاق الاستثنائيّ غير المسبوق، في محاولة لتجديد الحياة السياسيّة عبر البرلمان اللبنانيّ، بموازاة انشغال الناخب العكاريّ بهمومه الحياتيّة والمعيشيّة غير آبه لهذا الضجيج المثار من حوله .
 
فهل ستنجح عوامل الإغراء التي يقدّمها المرشّحون في تحفيز الناخبين وتشجيعهم على الاقتراع والتصويت لهذه اللائحة أو تلك، وبالتفضيلي لهذا المرشّح أو ذاك؟
 
يقول المتابعون إنّ نسبة الاقتراع المقبولة التي سجّلها الناخبون في الاغتراب لن تنسحب بالضرورة على الداخل لاعتبارات موضوعيّة وذاتيّة كثيرة، أهمّها أن الناخبين في الاغتراب سبق لهم أن تسجّلوا تأكيداً لحسم قرارهم بالاقتراع، واقتناعاً منهم بأهمّية التعبير عن رأيهم الحرّ لتغيير النهج القائم في لبنان، بعد أن أورث البلاد مشكلات باتت عصيّة على الحلّ.
 
أمّا بالنسبة إلى الناخبين في الدوائر الانتخابية المختلفة، خصوصاً في عكار، فإنّ القسم الأكبر منهم لم يحسم أمره حتى الآن، ولم يتّخذ قراره بالاقتراع، لاعتبارات عديدة، منها ماليّة، كتكلفة الانتقال من أماكن سكناهم البعيدة نسبياً من أقلام الاقتراع، والتي قد تحول دون تمكّنهم من ممارسة حقهم الدستوريّ؛ وهو أمر قد يستغلّه المرشّحون المقتدرون، وسط تزايد الحديث عن حجم المال الانتخابيّ المستخدم كسلاح فتّاك في معركة كسر العظم الانتخابية.
 
لذا، يتوقّع مراقبون انخفاضاً في نسبة المقترعين لهذه الانتخابات عن سابقتها في الـ2018، إلا إذا استجدّت أمورٌ قد تستفزّ النّاخبين وتشجّعهم على الاقتراع بكثافة. ومنها على سبيل المثال احتمال قيام السفير السعوديّ بزيارة مفاجئة إلى عكّار على غرار زيارته البقاعيّة، أو إذا صدر - بخلاف كلّ التوقّعات - بيانٌ من الرئيس سعد الحريري يحثّ فيه جمهور "تيار المستقبل" على المشاركة في التصويت.
 
فهل" يكتمل النقل بالزعرور" أو يتطابق حساب بيدر المرشّحين مع حساب حقول الناخبين؟ على قول المثل الشعبي المعروف، والمستنبط من بيئة زراعية تتشابه مع بيئة عكار. وحدها صناديق الاقتراع هي الكفيلة بالإجابة عن كلّ هذه التساؤلات.
 
إشارة إلى أنّ أكثر من 300 ألف ناخب مدعوون في 15 أيار الجاري لانتخاب 7 نواب في دائرة الشمال الأولى (عكار)، حيث يتنافس 53 مرشّحاً (بالرغم من انسحاب 3 مرشّحين حتى الآن من لوائح مختلفة) منضوون في 8 لوائح انتخابيّة أُعلن عنها سابقاً. وقد سبق لقسم من 8500 ناخب عكّاري أن شاركوا (لم تُعرف بعد النسبة الدقيقة للمشاركين) اقتراعاً في الاغتراب، ولا يبدو أنّ هذا الرقم، وهو الأقلّ قياساً بباقي المناطق اللبنانية، قادر على أن يغيّر في حسابات الواقع العكاري، إلا إذا صبّت الأصوات لصالح جهة واحدة، أو لصالح مرشّح واحد، وهو الأمر المستبعد نسبياً.
 
وقياساً على ما تقول به كلّ الإحصاءات والدراسات والتحليلات، فإن المشهد السياسيّ لخريطة النواب المحتملين لا يبدو أنه سيشهد تغيّراً عميقاً بالمعنى السياسيّ، وإن تغيّرت بعض الوجوه أو بعض المقاعد.
 
ويرى مراقبون مطّلعون أن نتائج انتخابات 2018 قد تُعيد نفسها في الـ2022 على المستوى السياسيّ، مع تعديل بسيط قد يطرأ على المقعد العلويّ.
 
في هذه الأثناء، تبقى العين مشدودة نحو القرار، الذي سيتّخذه جمهور "تيار المستقبل" في حال قرّر الاقتراع لصالح هذه اللائحة أو تلك، في وقت تبدو "الجماعة الإسلامية" في عكار متّجهة إلى اتّخاذ قرار بترك الحرية لناخبيها للاقتراع لمن يَرونه مناسباً. وعُلم بأنّ بياناً بهذا المعنى سيصدر عنها خلال اليومين المقبلين.
 
واستنتاجاً من كلّ ما تقدّم:
 
قد تفوز لائحة "الاعتدال الوطني" المشكّلة من نواب المستقبل: وليد البعريني ومحمد سليمان وهادي حبيش، بالتحالف مع شخصيّات مستقلّة بـ3 مقاعد، وهي تسعى لتعزيز الكسر المكوّن لديها، على أمل الفوز بمقعد رابع.
 
أما لائحة "عكار أولاً" التي يرأسها النائب السابق محمد يحيى، بالتحالف مع "التيار الوطني الحر" والحزب "القومي السوري الاجتماعي" فقد تحصل على مقعدين.
وفي ما يخصّ لائحة "عكار"، التي يرأسها النائب السابق طلال المرعبي، بالتحالف مع "القوات اللبنانية" والنائب السابق خالد ضاهر فمن الثابت - وفق مصادرها - الحصول على مقعد واحد، وتسعى لتعزيز كسر الحاصل الثاني لديها للفوز بمقعدٍ ثانٍ.
 
ويبقى القول إنّ لائحة "الوفاء لعكار"، التي يرأسها علي طليس، لديها أمل بالإفادة من كسر الحاصل في باقي اللوائح للفوز بأحد المقاعد النيابية، إذا تمكّنت من بلوغ العتبة الانتخابية.
 
 
إنها مسألة معادلات رقميّة حسابيّة قابلة للتغيير تبعاً لنسبة المقترعين أكانت مرتفعة أم منخفضة. وبالتالي، فإنّ التغيّر في هذه المعادلات سينعكس تغيّراً في الأسماء والمقاعد؛ وحصول مفاجآت أمرٌ متوقّع في كلّ استحقاق بهذه الأهمية؛ لذا فإنّ الانتظار واجب تمليه الضرورة لحين الانتهاء من فرز الأصوات وصدور النتائج بشكل رسميّ .
 
على صعيد آخر، شارفت الاستعدادات اللوجستية والإدارية الخاصة بالاستحقاق الانتخابي في محافظة عكار على الانتهاء بإشراف محافظ عكار المحامي عماد اللبكي، الذي يتابع التفاصيل كي يضمن جاهزيّة إدارية تامّة، وفق الإمكانيات المتاحة، ممّا جعل دوائر المحافظة خلية عمل متواصلة.
 
يُشار إلى أن التحضيرات لإجراء الانتخابات كانت بدأت في محافظة عكار منذ شهر تقريباً لتدارك بعض الثغرات الأساسية، لا سيّما تأمين الطاقة الكهربائية، حيث وضعت المحافظة خطّة بديلة، بالتعاون مع وزارة الداخلية، من أجل تأمين الكهرباء لكلّ أقلام الاقتراع في عكار. كذلك أمّنت الدولة الكهرباء للجان القيد 24/24 في سرايا حلبا الحكوميّة. وفي مراكز الاقتراع يتمّ التعاون بين المحافظة والبلديات ورؤساء الاتحادات البلديّة والمخاتير في القرى التي لا بلديات فيها من أجل تأمين الكهرباء يوم الأحد، من السادسة مساء وحتى الانتهاء من عمليّة الفرز. وبهذا، تكون المحافظة قد تخطّت 95 في المئة من مشكلة الكهرباء.
 
كذلك، تمّ توزيع الصناديق والمندوبين ورؤساء الأقلام والأساتذة، بالإضافة إلى تأمين "سلفة انتخابات" لصالح المحافظة للاستخدام الطارئ، ممّا يُمكّننا من القول إنّ التحضيرات قد اكتملت.
 
أمّا التحضيرات لانتخابات الموظفين العامّين فقد اكتملت، وستُجرى يوم غد الخميس. وهناك أربعة أقلام اقتراع مخصّصة لاقتراع الموظّفين المسجّلين على اللوائح، والذين يبلغ عددهم 1888 موظفاً من أبناء عكار، من المكلّفين بالمشاركة في إدارة العملية الانتخابية (رؤساء أقلام وكُتّاب) خارج عكار يوم الأحد المقبل.
 
ويوم الجمعة المقبل، سيتمّ استلام صناديق الاقتراع المخصّصة لدائرة الشمال الأولى، وستسلّم للموظّفين رؤساء الأقلام ومساعديهم، لتوزّع على أقلام الاقتراع صباح يوم السّبت .
 
أمّا على الصعيد الأمني، فقد عقد اجتماع أمن فرعيّ برئاسة المحافظ اللبكي مطلع هذا الأسبوع، بحضور الأجهزة الأمنية المعنية كافة، وتمّ الاتفاق على خطة أمنيّة أساسيّة رسميّة، بناءً على توجيهات وزير الداخلية والمكتب الأمنيّ الفرعيّ في بيروت .
 
أمّا في ما يتعلّق بالسرايا الحكوميّة في حلبا، فهي معتمدة كمركز لفرز صناديق الاقتراع، بعد انتهاء عمليات الاقتراع. وسيكون هناك لجنة قيد عليا برئاسة القاضية سهى الحسن، ولجنة قيد احتياطية إلى جانب 6 لجان قيد أساسيّة.
 
هذا، وكان المحافظ اللبكي قد استقبل في مكتبه في سرايا حلبا الحكوميّة موظفين من بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في لبنان وأشرف على دورة تدريبية لموظفي المحافظة تعنى بآلية إدارة الانتخابات قدّمها المدرّب جورج رزق من LADE.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم