الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اللواء ابراهيم مُكرَّماً في ألبانيا: لا يجب أن نألو جهداً للتفاوض بهدف تحرير أيّ معتقل

المصدر: "النهار"
المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس وزراء ألبانيا إيدي راما.
المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس وزراء ألبانيا إيدي راما.
A+ A-
قام المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بزيارة رسمية إلى جمهورية ألبانيا بدعوة من رئيس الوزراء إيدي راما الذي قلّده وسام "النجمة الكبرى المكللة" عربون امتنان وتقدير لإسهامه في إعادة نساء وأطفال ألبان من مخيمات الحرب في شمال سوريا، في احتفال رسميّ اقيم في مقرّ رئاسة الحكومة الألبانية.
 
وفي المناسبة، ثمّن راما الجهود التي بذلها اللواء ابراهيم في مساعدة النساء والأطفال للخروج من المخيمات، قائلاً: "نجتمع اليوم من أجل صديق ساعدنا بسخاء في الأوقات العصيبة عبر تفانيه الاستثنائي من أجل إنقاذ أطفال ونساء بؤساء، وانتشالهم من براثن الجحيم في مخيمات الحرب السورية".
 
واتشهد راما بقول الشاعرة الأميركية مايا أنجيلو إنّ "البطل هو ذاك الشخص الذي يقصد فعلياً جعل العالم أفضل من أجل الناس أجمعين"، معتبراً أنّه "ليس من تصوير أدقّ من ذلك في ما يخص اللواء عبّاس ابراهيم"، مضيفاً: "خلال العمليات التي قدناها في الأعوام الثلاثة الأخيرة، حين تمّ استرجاع عدة أطفال ونساء إلى الوطن من مخيم الهول الشهير، شكّل اللواء عباس ابراهيم دوماً نقطة ارتكازنا، وكان يدنا الممدودة لأولئك الأطفال والنساء، لقد كان الأفضل، والأشدّ مثابرة".
 
وتابع: "كان ذاك الألباني الدؤؤب الذي لا ينتظر شيئاً في المقابل، بل يهتمّ فقط للمصلحة الإنسانية من أجل إعادة أولئك الأشخاص المنكوبين وإخراجهم من الجحيم".
 
وأضاف: "أعتقد أنّ الجميع يتذكر العملية الاستثنائية لإنقاذ ألفين، الصبيّ الذي تحوّل إلى رمز للتضامن، وشكّل محطّ التماس من عشرات آلاف المواطنين في ألبانيا من أجل انقاذه. حسناً، فإنّ هذه العملية تمّت إدارتها بنجاح بفضل اللواء عباس ابراهيم، الموجود هنا اليوم من أجل تكريمه وتقديم امتناننا له. تكرّر الأمر مع استعادة 5 أطفال بعد فترة وجيزة و14 طفلاً آخرين و5 نساء لاحقاً. كلّ هذه الجهود المستمرّة مرتبطة بشكل وثيق باسم اللواء عبّاس ابراهيم".
 
وأردف: "يتعلق الأمر بالمثابرة في تنفيذ عمليات صعبة وخطرة بشكل متزايد، تشوبها مشاكل معقدة للغاية تفرضها المجموعات الخطرة العاملة في تلك المناطق، فضلا عن مضاعفات أخرى كبيرة بسبب الوباء. لكن اليوم، وبالرغم من هذه الصعوبات كلها، يتنفس ألفين بريشا وأماري وإميلي وهاتيكشه رشا وإندريت دوماني والعديد من الأطفال الآخرين اليوم بحرية في موطنهم، ويعيشون حياة آمنة وصحية مع أسرهم، وذلك بفضل شخص أصبح بالنسبة لهم والداً مجهولاً، وهو على نقيض والديهم الحقيقيين الذين كانوا للأسف السبب في اقتيادهم الى ذلك الجحيم، لم يستسلم الى حين اصطحبهم شخصيا إلى باب الطائرة".
 
من جهة ثانية، اعتبر راما أنّ "اللواء يجسّد كلّ سخاء ولطف وثقافة بلاده، ويشارك من خلال عمله اليومي- ليس مع المجتمع اللبناني فحسب بل مع الجميع- بتوجيه رسالة قوية تعلي قيم الإنسانية والحرية وحقوق كل إنسان بغضّ النظر عن الدين أو البلد أو المعتقدات".
 
وأضاف: "لقد ساعدت العمليات التي تمّت إدارتها بنجاح من خلال الدعم السخي للواء، الرأي العام هنا بأكمله وأمتنا بأكملها على إدراك الطريق المسدود الذي سلكه للأسف بعض الآباء الذين أعماهم التطرف وهم وجّهوا اليه عائلاتهم وأطفالهم... يدرك الناس اليوم أكثر من أي وقت مضى العبثية وعدم الفهم، والجانب الحقيقي واللاإنساني للسلوك في طريق التطرف".
 
وتابع راما: "اليوم، وفقاً للبيانات التي نعمل ونعتمد عليها، لأننا نعلم جيداً بأن البيانات نسبية، قمنا بالفعل بإعادة أكثر من نصف المواطنين الألبان من تلك المعسكرات. إنّ الجهود مستمرة على الرغم من زيادة الصعوبات، لأن الوضع في المخيمات غير مستقر وأصبح الآن من غير الوارد التفاوض مع سلطة واحدة، بل يتعلق الامر بالتفاعل مع العديد من الأفراد وعوامل متعددة، كل منها ينافس الآخر بغموضه، وواحدها يتجاوز الآخر بخطورته".
 
وأضاف: "أودّ أن أعبّر عن خالص التقدير ﻠلواء على الشجاعة التي قدمها لنا من خلال تعهده بإنقاذ جميع هؤلاء الأطفال ولطمأنتنا بأنه يمكننا الوفاء بهذا التعهد. ليس ذلك فحسب، بل أود أيضا أن أشكره على تهيئة الظروف المثلى لتوفير الامن الجسدي للأفراد الألبان الذين شاركوا في العمليات سواء في لبنان، أو في عمليات التسلل الى داخل الأراضي السورية. وأيضاً لتوفيره جميع الموارد اللوجستية لدعم العملية، وبالتأكيد لقدرته على التأثير على أصحاب المصلحة من السياسيين الآخرين ونحن ليس لدينا أي اتصال مع بعضهم ولا حتى امكانية اتصال على الإطلاق".
 
وأشار راما إلى افتتاح القنصلية العامة لألبانيا في بيروت، "التي كانت مرة أخرى مساهمة لا تحمل أي تكلفة على الإطلاق للدولة الألبانية، ولكن تم افتتاحها من قبل القنصل العام في لبنان مارك غريب الذي يعود إليه الفضل باعتباره من عرّفنا باللواء عباس ابراهيم، وبهذه الطريقة تم بناء هذه السلسلة من الصداقة والتضامن والتعاون بين الشعوب، وهؤلاء اليوم متحدون من اجل هدف واحد مشترك يتجاوز السياسة والحدود والجغرافيا، إذ يتمثل هدفهم بجعل العالم مكانا أفضل بموجب العقيدة الإيمانية للنبي محمد: من ينقذ واحداً - فكأنه قد أنقذ البشرية بأكملها".
 
وأضاف: "أيها اللواء، إن الكلمات لا تفي الغرض من اجل مكافأة مأثرتك، وبغض النظر عن المدة التي يستغرقها كلامي ستكون كلماتي مرة أخرى غير كافية تماما مثل وسام الامتنان العام، والذي على الرغم من أنه يعبر رسميًا عن أرفع امتنان، إلا أنه يبقى رمزيا ولا تظهر أهميته فعلياً كما تظهر أهمية عملك.... لقد ضمنت مستقبلاً أفضل للعديد من الأطفال ومنحتهم الفرصة للنمو في منازل عائلاتهم، وأود أن أؤكّد لكم اليوم أن ألبانيا هي منزلكم وأن وطننا هو لكم أيضاً".
 
 بعد تقليده الوسام، ألقى اللواء عباس ابراهيم كلمة تعهّد فيها بأنه وفريق عمله "سيستمرون ببذل كل ما في وسعهم من أجل تحرير الرهائن بغضّ النظر عن المخاطر المحدقة".
 
وقال: "يشرّفني أن أكون حاضراً في الأرض التي احتضنت أبناءها وبناتها، وفي بلد يحفظ حياة مواطنيه وحقوقهم. يشرفني حضور هذا الحفل التكريمي ليس امتناناً فحسب، ولكن كتقدير لقيمة الحرية وهي حقّ أساسي لكل إنسان".
 
واعتبر اللواء ابراهيم أنّ "ألبانيا، كما سواها من البلدان الشاسعة، تألمت من الكوارث التي رتّبها الارهاب في العالم"، مشيراً إلى أنّ "ألبانيا كمجتمع وكمسؤولين رسميين دفعت ثمناً باهظاً في غضون عامين، كان هنالك نساء واطفال معتقلين ومصيرهم كان مجهولاً. شكّل هذا الملف منذ البداية أولوية لرئيس الوزراء، ونقطة ارتكاز لاهتمامه المستمر، استدعى من قبله متابعة دقيقة وجهوداً لا تتوقف من أجل إتمام عملية تحرير عائلات من مخيّمَي الهول والروج في ريف الحسكة شرقي سوريا والذي تديره القوات الكردية".
 
وتابع: "لم تكن المفاوضات سهلة، وكان مدى الألم ضخماً. لقد تحملت الدولة مسؤوليتها تجاه مواطنيها استجابة لقلق العائلات وخوفها. نجحت الجهود في استعادة الأطفال والنساء، ولا يمكن وصف شعور إعادة حريتهم لهم. لقد شكل يوم تحريرهم يوماً للحرية لكل واحد منّا، يوم حرية للبنان ولألبانيا. بالرغم من الظروف التي يمرّ بها لبنان، فهو يستمر في مدّ يد العطاء لأصدقائه وللمجتمع الدّولي".
 
وأكّد اللواء ابراهيم أنه "لا يجب أن نألو جهداً للتفاوض بهدف تحرير أي معتقل بالرغم من الصعوبات التي نواجهها والمشكلات التي نصرّ دوما على اجتيازها. بالرغم من المخاطر التي يواجهها عناصرنا في الأمن العام اللبناني، وأتحدّث عن المخاطر الميدانية حين يطأون للمرة الأولى أرضاً خطرة، فنحن ندرك جيداً معنى الحرية وحسّ الأمن والأمان، وندرك تماماً مآسي التوقيف والاعتقال والخوف".
 
وختم اللواء ابراهيم كلمته قائلا:" ختاما، أودّ أن أعبّر عن شكري الخالص لرئيس الوزراء إيدي راما وجميع المسؤولين الرسميين من أجل هذا التكريم الذي أريد اهداءه للبنان ولألبانيا ولكلّ من عمل من أجل البشرية وحريتها في العالم. وفي هذه المناسبة، أدعو إلى تحرير جميع المعتقلين في العالم، ولتحرير الشعوب من الإرهاب والخوف، وـناشد زعماء العالم للعمل لنشر لغة السلام عوض لغة الحروب والاحقاد، ولأن يسود الحوار في ما بينهم بغية حلّ الصراعات من أجل خير البشرية وحقها بالعيش بحرية وأمان".
 
يذكر أنّ ميدالية "النجمة الكبرى المكللة" تُعتبر الأرفع وتقدَّم كعربون شكر وطني من الدولة الألبانية، وقد نالها لغاية اليوم شخصيات دولية منها رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، الأكاديمي الكوسوفي ريكسيب كوجا، أسقف آكوليا شارل جون براون، سفير النمسا لدى ألبانيا جوهان ساتلر.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم