معادلة "اعتذار الحريري باستقالة عون" هل تصحّ؟

لم يغب مشهد التظاهرات والاحتجاجات عن شوارع بيروت والمناطق منذ الاستقلال عام 1943 الى اليوم، ولم تخلُ من توجيه رسائل سياسية مثلما يحصل اليوم مع فارق هذه المرة ان أعداد المنتمين الى طائفة الفقراء والمعوزين من اللبنانيين الى ازدياد. في العام 1951 شهدت بيروت تظاهرات عدة نتيجة ارتفاع سعر الخبز مع اطلاق هتافات من نوع "بدنا ناكل جوعانين"، فضلاً عن تحركات طالبية احتجاجاً على ارتفاع اسعار الكتب. وفي 9 ايلول 1952 التأم البرلمان في جلسة عامة شن فيها رئيس الحكومة سامي الصلح هجوماً على رئيس الجمهورية بشارة الخوري. ومذذاك أخذت الدعوات تتصاعد لاستقالة اول رئيس بعد الاستقلال بوجود معارضة سنية كبيرة فضلاً عن الزعيم كمال جنبلاط وشخصيات مسيحية. ولذلك لم تعمر حكومة الرئيس ناظم عكاري طويلاً و"عاشت" من 9 ايلول 1952 الى 14 منه ولم تمثل أمام البرلمان لأخذ الثقة، ليحل مكانه الرئيس صائب سلام من 14 الى 18 من الشهر نفسه. وقدم الأخير استقالته بعد اربعة ايام من حصولها على الثقة بعدما عمت الاضرابات العاصمة.  ولم "يعثر" الخوري بعدها على شخصية سنية تقبل الحلول في الرئاسة الثالثة، ليكلف بعدها في سابقة قائد الجيش فؤاد شهاب...