السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"مسرحية" انتخابات الرئيس مستمرة... ورسالة "التيار" "الهزلية" لا تغيّر الستاتيكو

المصدر: "النهار"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
تقدم الخلاف بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على ما عداه في الدورة الثامنة لانتخاب رئيس الجمهورية، التي اقتنع النواب أنفسهم بأنها أصبحت مسرحية سمجة، ملّ منها الممثلون كما الجمهور.

غاب الاهتمام عن مجريات الجلسة وعد الأصوات المكررة، وتشبثت الانظار على نواب "التيار الوطني الحر" الذي بلغ رئيسه باب مجلس النواب وعاد وانسحب في اللحظة الاخيرة، وعلى كيفية تعاملهم مع الانتخابات بعد كم هائل من التسريبات سبقت الجلسة، عن توجه لإعطاء أصوات لميشال معوض، أو البقاء في الدورة الثانية، او التخلي عن الورقة البيضاء لمصلحة مرشح، لم تصدق جميعها، واكتُفي بحركة هزلية تمثلت بخمس أوراق كتب على اثنتين منها اسم ميشال، وورقتين أخريين كتب اسم "معوض" بالإضافة إلى ورقة كتب عليها معوض بدري ضاهر.

وفيما رفض النواب العونيون التعليق صراحة على الخطوة وإن كانت كافية للرد على ما صعدوا من أجله من يومين واعتبروه نكثاً للوعود وتعدياً على صلاحيات الرئيس وغيرها، اكتفى أحد النواب بالقول إنها رسالة تحذيرية كافية وتؤكد أن هناك من يستطيع أن يغير "الستاتيكو" القائم، وهي على رمزيتها قللت الاوراق البيضاء وجعلتها تتعادل مع اصوات معوض بعدما تفوقت عليه في الجلسات السبع الماضية.

وفي هذا الاطار تحدثت معلومات عن لقاء جمع باسيل بعد الجلسة مع النائبين حسن فضل الله وعلي عمار للملمة الخلاف الحاصل.

وعقدت الجلسة بحضور 105 نواب، وتغيب 11 نائباً بعذر، هم سليم الصايغ، وضاح الصادق، سيمون أبي رميا، ياسين ياسين، الياس بو صعب، نعمت افرام، علي عسيران، هاغوب بقرادونيان، ستريدا جعجع، ملحم رياشي، طه ناجي، وانتهت بحصول معوض على 39 صوتاً و39 ورقة بيضاء و5 أصوات لعصام خليفة و9 أصوات لـ"لبنان الجديد" و1 "لأجل لبنان" وصوت واحد لزياد بارود وصوت واحد لصلاح حنين و3 أصوات لبدري ضاهر وصوت واحد لفوزي أبو ملهب وصوت واحد لـ"التوافق" وصوت لـ"معوّض بدري ضاهر" و4 أصوات ملغاة.
وبهذه النتيجة لم يحقق معوض خرقاً يذكر ضمن النواب السنة الذين بقوا يصوتون لـ"لبنان الجديد"، فيما بقي جزء من التغييريين يصوتون لعصام خليفة.

وفي بداية الجلسة، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم "البلد ينهار والتاريخ يسجّل"، وتوجه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، قائلاً إن "البلد ينهار وأنت من أكبر المسؤولين عن تدارك الأمور ويمكنكم دعوة النواب الذين يقاطعون الجلسات للحضور ووقف هذه المقاطعة". وأشار إلى أننا "نستطيع خوض المعركة لولاية إنقاذية ودستورية"، مضيفاً: "الذي يحدث لا يستطيع أحد أن يحمله". وبعدما شكر بري كرم على تهذيبه قال: "أحاول الدعوة الى الحوار من أجل اختصار هذا الوضع وآمل أن يقتنع الناس بالحوار". من جانبه، قال النائب هادي أبو الحسن في الجلسة: "إنَّ المشهد يتكرّر اليوم، إذ إنّ كل فريق ما زال على موقفه، ويبدو أننا وصلنا إلى حائط مسدود". ولفت إلى أنّ "أمامنا واحداً من هذين الخيارين، الخيار الأول الاستمرار بالجمود والمراوحة وانتظار قرار الخارج، وبذلك لا جدوى من حضور الجلسات، علماً بأنَّ بهذا المشهد لا كرامة وطنية له وكلّ نائب سيشعر بالإهانة الشخصية، أمّا الخيار الثاني فهو إيجاد الطريقة كي نلتقي على مرشح يؤمن بالإصلاح والتكامل مع الحكومة والمجلس ويؤمن كذلك بالطائف وتطبيق مندرجاته خصوصاً بعد الحديث الذي سمعناه هذا الأسبوع".

وتوجّه أبو الحسن الى كلّ أعضاء المجلس النيابي والمكوّنات السياسية داعياً إياهم "لإفساح المجال أمام طاولة حوار تتمثلّ بها جميع القوى تحت عنوان انتخاب رئيس تتوفر فيه مواصفات الإصلاح ويحرص على تطبيق الطائف لأن من المعيب الحضور إلى المجلس بهذا المسلسل المستمر المجلس بمظهر العاجز".. ولدى توجه النائب ملحم خلف إلى بري بالمطالبة بالبقاء في القاعة العامة للتشاور والوصول إلى اتفاق، أجاب بري ضاحكاً: "حدا قلك عاملين استراحة هون".

وفي ختام الجلسة قال بري: "جلسة الأسبوع المقبل هي الجلسة الأخيرة لهذا العام"، متمنياً أن "يأخذ رأي الزملاء جميعاً بالحوار"، مؤكداً أنه "اذا حصل ذلك، فسنحوّل جلسة الانتخاب المقبلة إلى حوار، وإن لم يحصل فسنذهب الى السنة الجديدة".

وبعد الجلسة انتقد معوض نواب "التيار الوطني الحر" من دون أن يسمّيهم وقال: "تصرّف البعض إن كان بتعطيل النصاب أو بالتصويت الاستهزائي لإيصال رسالة وإن كان بفتح جلسات وإغلاق أخرى، فقد أدّى إلى ملل وقرف لدى اللبنانيين".

وأضاف: "لن ندخل في بورصة الأصوات ولكننا عدنا إلى الـ45 صوتاً وهو ما يؤكد صلابة القاعدة التي تصوّت لي على الرغم من كل المحاولات لزرع جوّ أن ترشيحي غير جدّي. عندما كانت علاقاتنا طبيعية مع العالم العربي أدخلت الى لبنان 9 مليارات إضافية عن الوقت الذي عزلنا فيه وهكذا نسترد أموال المودعين".

وأكد معوض: "لن نخضع وسنقف بوجه من يحاول فرض مرشحين علينا". ولفت إلى أن ترشّحه ليس من أجل الوصول إلى المنصب بل لإيجاد حلّ وإخراج لبنان من أزمته. وأضاف: "ما حصل يؤكد صلابة مواقف الكتل التي تصوّت لي وكل ما يحصل تسبب بقرف لدى النواب وهناك من أراد إيصال رسالة ولكن ما بيسترجي يكفي للآخر". وسأل: "هل تشتيت المعارضة يمنع التسوية أم يأتي بتسوية أسوأ؟" وختم قائلاً: "ما يحصّننا من إمكانيات التسوية بمنطقها السلبي أي التسويات والرئيس الرمادي هو التوحد لا التشتت".

الى ذلك شدد النائب أسعد درغام على "أننا دخلنا في مرحلة اختيار مرشح معيّن والتواصل بشأنه مع الأفرقاء"، معلنًا "أنني أؤكد أنّه في الجلسة المقبلة سيكون لدينا مرشح".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم