السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

المعركة الانتخابية في عكّار: قراءة أوّلية في التحالفات والتحدّيات

المصدر: عكار- "النهار"
عكّار تتحضّر لخوض الانتخابات (النهار)
عكّار تتحضّر لخوض الانتخابات (النهار)
A+ A-
ميشال حلّاق
 
عكار المحافظة، لا تختلف فيها مناخات الاستعدادات للانتخابات الموعودة في 15 أيار المقبل عن باقي الدوائر الانتخابية على مساحة الوطن، فهي مشغولة اليوم بتداعيات الأوضاع الاقتصادية والماليّة والمصرفيّة والمعيشيّة بشكل خاصّ، إذ إنّ أكثر من 85 في المئة من اللبنانيين باتوا اليوم عند خطّ الفقر وما دون.
 
وتراجعت مستويات معيشتهم بشكل غير مسبوق، فلا كهرباء ولا ماء ولا فرص عمل،  ومدخّراتهم سُرقت، ونهبت، واليسير المتبقّي منها تبخّر بفعل موجة الغلاء الهستيريّة المستمرّة صعوداً على وقع انهيار القوّة الشرائيّة للّيرة اللبنانيّة.
 
كلّ هذه الأزمات المتفاقمة لا بدّ لها من أن تترك تداعياتها على مجمل المناخ العام للانتخابات المقبلة، التي تفصلنا عنها أشهرٌ قليلة فقط، إن لم يطرأ طارئ يؤخّر أو يؤجّل أو يُلغي هذا الاستحقاق المعوّل عليه للتغيير.
 
والمرشّحون الطامحون، سواء أكانوا حزبيين أم مستقلّين أم معارضين طامحين للتّغيير،  مجمعون على مطالبة الناخب المنكوب والمنهوب بتحكيم وتصويب قناعاته وخياراته في انتخاب من يرونه الأفضل للقيادة وتسلّم المسؤوليّة للمساهمة في التعافي والنهوض.
 
والسؤال: هل ستلائم رياح الأزمات سفن التغيير المُحكى عنه لإصلاح حال الكيان اللبناني أم أن الأمور لم تنضج بعد لهذا التغيير الجذريّ المطلوب؟
 
الجواب حتماً في ما ستفصح عنه صناديق الاقتراع من نتائج.
 
فمحافظة عكار التي عاشت مخاض الحراكات الاحتجاجيّة، التي كانت ذروتها في 17تشرين 2019، يبدو أنّها تتهيّأ الآن لتعيش لحظة الحقيقة، التي ستفرزها نتائج الانتخابات المقبلة لتبيان مدى التغيير المتوقّع في المجلس النيابي؛ وهل ستتمكّن قوى (الثورة) المطالبة بالتّضامن مع بعضها، وتوحيد خطابها وقواها، من إحداث خروقات جديّة على هذا الصعيد؟
إنّه التحدّي والاختبار الحقيقيّ، الذي عليه سيُبنى المسار الجديد، في بلد أنهكه تعدّد المسارات، وفي منطقة أنهكها الحرمان والوعود الفضفاضة بالإنماء المتوازن.
 
 
وفي القابل من الأيام، مع اقتراب الموعد الانتخابي، ستتوضح عدّة الشغل الانتخابية، والشعارات التي سيتمّ طرحها، والبرامج الانتخابية، التي حبلت سابقاً بالوعود، التي لم يتحقّق منها أيّ شيء مذ كانت الانتخابات حتى اليوم!
 
ولن يغفل على أحد عدّة الشغل الماليّة، التي عليها العين في هذه الانتخابات أكثر بكثير عمّا كانت عليه في السابق.
 
فهل ستكون انتخابات 2022 محطة مفصلية في تاريخ لبنان، أم أنّه كلّ عمرك يا زبيبة...؟
 
وحده الناخب مَن سيُحدّد مصيره... ولا أحد سواه، والوعي ثمّ الوعي مطلوب، فالندم لم يعد بنافع، والاختبارات كثيرة.

نحو 308 آلاف ناخب في عكّار، منهم 8 آلاف من المغتربين المسجّلين في دول الاغتراب، من المفترض أن يشاركوا في هذه الاتتخابات اقتراعاً. وهذا الرقم غير نهائيّ بانتظار انتهاء عملية التدقبق والتصحيح في القوائم الانتخابية.
 
ومن المرجّح - وفق القراءة الأوّليّة للتحالفات الانتخابيّة - أن تتشكل في عكار أكثر من 5 لوائح انتخابية، ممّا يعكس حماوة غير معهودة هذه المرّة بين قوى واحزاب وتيّارات وشخصيّات تقليديّة، لطالما تنافست انتخابياً، وبين شخصيات جديدة غير معلومة حتى الآن لقوى المعارضة والثورة والحراكات الشعبية، التي سيكون لها مرشّحوها في هذه الانتخابات المعوّل عليها لإحداث التغيير المرتجى لصناعة لبنان الجديد.
 
ومسار التنافس الانتخابي وتأليف اللوائح في عكار مرهون بما سيقرّره الرئيس سعد الحريري لجهة خوض تيار المستقبل هذه الانتخابات أو الاعتكاف؛ ذلك أن تيار المستقبل - بالرغم من كلّ الظروف التي عاكسته - لا يزال هو الأقوى شعبياً، ونواب التيار في عكار، وفق كلّ الإحصاءات التي أجريت، لا يزالون يتمتعون بشعبيّة ناخبة وازنة، ليس فقط لدى أبناء الطائفة السنيّة، وإنّما لدى أبناء مختلف الطوائف الأخرى.
 
في المقابل، لم تتوضّح حتى الآن حركة بهاء الحريري عبر حركته السياسيّة المعلنة حديثاً "سوا"، التي افتتحت مركزاً لها في عكار، ولم يظهر مدى التجاوب معه.
 
لكن المرجّح أن يكون لحركة "سوا" لائحة تطعمها انتخابياً في عكار بالتنسيق والتعاون مع بعض قوى الثورة والمعارضة، وإن لم تتبلور أسماء الشخصيات التي ستشكّل هذه اللائحة، وما إذا كانت ستعبّر عن مجمل أطياف حراك 17 تشرين، أو ستُدعم من المنصّات المعروفة، بخاصّة "كلنا إرادة" و"نحو الوطن" وغيرها من المنصّات التي تجري اتصالاتها، وتدقّق في إحصاءاتها. والسؤال ينصبّ على إمكانية انضمام ممثلين عن حزب الكتائب والكتلة الوطنية إلى اللائحة، أو على إمكانية تشكيل لائحة أخرى ستحمل نفس الشعارات والمضامين التي يجمع عليها أبناء الثورة؟
 
إضافة إلى ذلك، سيخوض "التيار الوطني الحر" هذه الانتخابات بالتحالف والتضامن مع قوى الثامن من آذار، ومن ضمنها "حزب الله"، بخلاف الانتخابات السابقة، حين تحالف مع الجماعة الإسلامية، التي يبدو أن لها توجّهاً انتخابيّاً تحالفيّاً جديداً.

ويُشار إلى أن قوى الثامن من آذار كان لها لائحتها الانتخابية الخاصّة التي ضمّت أحزاب البعث والقومي وبعض الشخصيّات، ولم تتمكّن من النجاح في تأمين الحاصل الانتخابي.

أمّا "القوات اللبنانية"، التي خاضت الانتخابات السابقة متحالفة مع "تيار المستقبل"، فقد تعمل على تشكيل لائحة لها في عكار، إذا تتوصّل إلى صيغة تحالفيّة، سواء مع تيار المستقبل أو مع قسم من مجموعات الثورة، التي تتماهى معها بالنظرة السيادية إلى الكيان، وفي الموقف.
 
وأفيد بأن لقاءات واتصالات تُجرى مع اللواء أشرف ريفي، الذي سبق له أن خاض الانتخابات الماضية بلائحة مدعومة منه في عكار، من دون أن تتبلور نتائجها بعد.
 
ويبقى الحزب الشيوعي، الذي لا يزال يحتفظ برصيد شعبيّ،  ويقوم بدعم البعض من قوى الثورة.
 
 
على كلّ حال، فإن هذه قراءة أوليّة، ومن المفيد الاطلاع على ما أدّت إليه انتخابات العام 2018 في عكار من نتائج وحواصل انتخابية لكلّ اللوائح الانتخابية، وإن اختلفت ظروف اليوم كثيراً، وبالعمق، عمّا كانت عليه قبل 4 سنوات.
 
في انتخابات العام 2018، بلغ عدد الناخبين في محافظة عكار 287071 ناخباً بمن فيهم الناخبون من أبناء عكار في الاغتراب. أما المقترعون فبلغ عددهم 136947 ناخباً، أي 47،7%.

وبلغت الأوراق الملغاة 3529 ورقة، بالإضافة إلى 838 ورقة بيضاء، ليبلغ عدد المقترعين المعوّل عليه 133412 مقترعاً، فيكون الحاصل الأول 19058، وعلى كلّ لائحة أن تحصل عليه لدخول المنافسة في احتساب نسبة المقاعد النيابية المستحقة لكلٍّ منها. وبعد احتساب الأصوات التي حصلت عليها كل لائحة تبيّن الآتي:
 
لائحة "المستقبل لعكار" المدعومة من تحالف تيار المستقبل والقوات اللبنانية: 76452 صوتاً.
 
عكار القوية المدعومة من تحالف "التيار الوطني الحر" والجماعة الإسلامية: 34430 صوتاً.
 
"القرار لعكار" التي تضمّ تحالف قوى وشخصيّات 8 آذار: 14449 صوتاً.
 
"قرار عكار" لائحة مستقلّة، وتضمّ 4 مرشحين: 2032 صوتاً.
"نساء عكار"، وتضم 5 سيّدات: 498 صوتاً.
 
وتبعاً لذلك، فإن لائحتين فقط تمكّنتا من تأمين الحاصل الانتخابي، هما لائحة "المستقبل لعكار"، ولائحة "عكار القوية" اللتان بلغ عدد الأصوات التي نالتاه 110882 صوتاً، ليتكوّن الحاصل الثاني الجديد، الذي على أساسه تحدّدت حصّة كلّ لائحة، وهو 15840 صوتاً.

فكانت حصة لائحة "المستقبل لعكار" نحو 4،83 %، وحصلت على 5 مقاعد نيابية، منها 4 مقاعد لـ"تيار المستقبل"، ذهبت إلى: وليد البعريني ومحمد سليمان وطارق المرعبي (سنّة)، هادي حبيش (ماروني) ونائب للقوات هو وهبي قاطيشا (روم أرثوذكس).
 
وحصة لائحة "عكار القوية": 2,17% وفازت بمقعدين نيابيّين هما: أسعد درغام (روم أرثوذكس) ومصطفى علي حسين (علوي).
 
ووفق هذه المعطيات فإن نواب عكار حصلوا على الآتي:
السنّة: وليد البعريني الذي حصل على أعلى نسبة أصوات تفضيلية بلغت (20426 صوتاً)، يليه محمد سليمان (14911صوتاً)، ثم طارق المرعبي (14145 صوتاً).
 
النائب الماروني: هادي حبيش (13056 صوتاً).
 
النائبان الأرثوذكسيان: وهبي قاطيشا (7911 صوتاً)، أسعد درغام (7435 صوتاً).
 
النائب العلوي: مصطفى علي حسين (1353 صوتاً).
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم