الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الشارع يغلي وسط جنون الدولار وأسعار المحروقات... الانهيار بلا حدود! (صور)

المصدر: "النهار"
تهافت على شراء الخبز في الأفران (حسام شبارو).
تهافت على شراء الخبز في الأفران (حسام شبارو).
A+ A-
الشارع اللبناني يغلي وسط دوّامة من الأزمات المتلاحقة والمصير المجهول. ماذا بعد؟ الدولار بـ32500 ليرة ظهراً، ولا أحد يمكنه توقّع الحدود التي سيبلغها في هذا النهار. جنون أسعار المحروقات، الشريان الحياتيّ الأوّل في لبنان، ولا من يحرّك ساكناً لوضع حدّ لهذا الارتفاع، بعدما وصلت صفيحة البنزين اليوم إلى 387 ألف ليرة! بضعة أيّام ويُصبح الحدّ الأدنى للأجور يساوي صفيحتَي بنزين فقط، فيقف المواطن عاجزاً أمام أقلّ حقوقه المعيشيّة.

لا لجم للانهيار وفق الظاهر، مع ضبابيّة تلفّ الأفق السياسيّ أيضاً، وتعطيل متعمّد لجلسات الحكومة، التي أُطلق عليها اسم "معاً للإنقاذ"، عند تشكيلها، في حين أنّها اليوم تقف مكتوفة الأيدي أمام معاناة اللبنانيين اليومية، وتآكل قدرتهم الشرائية، وتعاظم همومهم ومشكلاتهم.

المشهد المتفاقم يُنذر بعودة الطوابير أمام محطات البنزين، والأفران، والصيدليّات، بعد عام طُبِع بـ"عام الطوابير"، ذاق فيه المواطن اللبناني طعم الذلّ.

ارتفاع كبير في أسعار المحروقات

افتتح اليوم على جدول جديد لأسعار المحروقات عمّق فجوة الأزمة، بعد رفع الدّعم عن المحروقات منذ الصيف الماضي، وتواصل ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء.

- البنزين 95 أوكتان: 374800 ليرة لبنانية، بزيادة 23400 ليرة.

- البنزين 98 أوكتان: 387600 ليرة لبنانية، بزيادة 24200 ليرة.

- المازوت 393400 ليرة لبنانية، بزيادة 33000 ليرة.
 

وعقب صدور الجدول الجديد للمحروقات، أكّد عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس أنّه "كما الأسبوع الفائت، ارتفاع أسعار النفط عالمياً، والارتفاع الجنونيّ لسعر صرف الدولار محلياً، أسباب أدّت إلى ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان؛ ولهذه الأسباب سيتواصل ارتفاع الأسعار في الجداول المقبلة".

وأضاف: "مصرف لبنان رفع سعر صرف الدولار المؤمن من قبله لاستيراد 85 في المئة من البنزين من 23500 إلى 24600 ليرة، أمّا سعر صرف الدولار المعتمد في جدول تركيب الأسعار لاستيراد 15 في المئة من البنزين والمحتسب وفقاً لأسعار الأسواق الموازية، والمتوجّب على الشركات المستوردة والمحطات تأمينه نقداً، احتُسب بمعدّل 30837 ليرة بدلاً من 28787 ليرة".

وتابع البراكس قائلاً: "بالنسبة لأسعار النفط المستوردة، ارتفع سعر كيلوليتر البنزين في جدول اليوم 11.93 دولاراً، واحتُسِب 599.93 دولاراً بدلاً من 588 دولاراً في الجدول السابق. أمّا كيلو ليتر المازوت فارتفع 14 دولاراً من 601 إلى 615 دولاراً".


تهافت على الأفران

بعدما أطلق نقيب الأفران علي إبراهيم، بالأمس، تحذيراً من أنّ "بيع الخبز اليوم سيقتصر على الأفران فحسب، ولن يتم التوزيع على المحالّ؛ وذلك بسبب تراجع الإنتاج بتأثير من كمّيات الطحين"، مبدياً تخوّفه من توجّه يقضي بإحداث أزمة خبز، بهدف رفع الدّعم عن القمح، في سيناريو مشابه لسيناريو رفع الدّعم عن المحروقات، تهافت المواطنون، منذ الصباح على الأفران لشراء الخبز بكميّات كبيرة، خوفاً من انقطاع مادة الطحين مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار.

وحذّر إبراهيم من "سيناريو خطير، لأن أزمة الرغيف اليوم مفتعلة، وقد يكون الهدف اتّباع السياسة نفسها التي اعتُمدت عند رفع الدّعم عن البنزين، أي إحداث الأزمة، وبالتالي اصطفاف النّاس بالطوابير إلى أن تصل إلى مرحلة "يقرفون" فيها، ويطالبون بتوفير الخبز، ولو على حساب رفع الدعم، لكن عليهم أن يعلموا أن رغيف الخبز خطّ أحمر".

ورداً على تصريحات إبراهيم، أوضح المدير العام للحبوب والشمندر السكريّ في وزارة الاقتصاد جرجس بربارة، في اتصال مع "النهار"، بأنّه "من أصل أكثر من 220 فرناً، معظم الأفران لا يفتقد مادّة الطحين. وقد تكون الكميّات التي تمّ تسليمها تراجعت، لكن ما من فرن أقفل. وبعض هذه الأفران لجأ إلى تخفيض وزن ربطة الخبز، لكن الأكيد أنّه ما من فرن يخسر، وإلّا لكان أغلق أبوابه، علماً بأنّ العديد منهم يسعى لتأمين الطحين وشرائه، ولو بسعر أعلى من أجل إنتاج الخبز وبيعه وتحقيق الأرباح، ومن المستغرب تهويل بعضهم على الناس لإثارة الذّعر والاصطفاف بالطوابير".
 
الصور للزميل حسام شبارو:


قطع طرق

بعد الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار، والارتفاع الصادم أيضاً في أسعار المحروقات صباحاً، نزل عدد من المواطنين إلى الأرض، في المناطق، لرفع الصّوت على معاناتهم المعيشية والاقتصادية.

فقد أفادت غرفة "التحكّم المروري" عن قطع السير في المناطق الآتية: أوتوستراد البداوي بالاتجاهين، ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس، ساحة النجمة في صيدا، كما قطعت ساحة العبدة في حلبا لبعض الوقت قبل أن يُعاد فتحها ظهراً.
 

عون يستقبل رؤساء الكتل النيابية في بعبدا... للتفاصيل

وفي الأثناء، يجهد رئيس الجمهورية ميشال عون لإنجاح دعوته إلى الحوار الوطني، وسط معارضة من بعض الكتل وموافقة من أخرى. وقد بدأت، في قصر بعبدا، ظهر اليوم، لقاءات المشاورات حول الحوار مع رؤساء الكتل النيابية، واقتصرت على الكتل المؤيّدة لدعوة عون، وتمتدّ على مدى يومين.

شملت اللقاءات اليوم رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، وئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية. ويستقبل عون غداً وفداً من "اللقاء التشاوري" والنائب أسعد حردان والنائب هاغوب بقرادونيان والنائب جبران باسيل.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم