السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

طريق الحريري

المصدر: "النهار"
رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
الحريري (نبيل إسماعيل).
الحريري (نبيل إسماعيل).
A+ A-
هِي الطَّريقٌ، وإنْ طَالَتْ سَنَمْشيهاوَلِلأفاعي فَحيحٌ في حَواشيها~حسيب غالبلن أذهب إلى ما قبل عام 1920، ولن أستشهد بالتوراة ولا بما قاله المتنبّي، بل أسلِّم بأنّ الكيان اللبناني هو خلاصة عملية ضمّ عقارية بقرار فرنسي، نتجت عنها هويّة واحدة أعطيت لسكان تلك العقارات المنضمّة أو المضمومة بعضها إلى بعض. وأسَلِّمُ أيضاً بأن غالبية المشاعر لدى الطائفة السنّية أصابها مضضٌ لانكماش دورها وانقباض نفوذها، بعدما كان انتماؤها للسلطنة يمنحها وجاهة افتراضية، ودعوتها للعروبة توليها الريادة في استعادة الهويّة القومية التي طُمِسَتْ تحت سنوات الحكم العثماني.وأسَلِّم أيضاً وأيضاً بأن الكيان وُجِدَ لتكون فيه للطائفة المارونية الكلمةُ العليا من ضمن معادلة أخذت في الاعتبار وزن الوجود السنّي والإسلامي عموماً، فكان الإعلان عملاً احتفاليّاً شارك فيه بطرك ومُفْتٍ، وحشد من شخصيات ذلك الزمان، وتشكلت بهذا طبقة سياسية من مختلف الانتماءات تحت رئاسةٍ كانت معقودة لمسيحي، لم يكن بالضرورة مارونيّاً.أنشئ لبنان الكبير ذاك على معادلة قوامها مركز مسيحي، ومدى حيوي متنوّع. لكن قيام دولة إسرائيل واندلاع حركة التحرّر العربي وسَّع الانقسام الفكري والعاطفي بين اللبنانيين من دون المساس العميق بالمصالح المشتركة التي تولَّدت بينهم في دورة اقتصادية أثبتت نجاحاً رغم نمط الإنتاج المختلّ والقائم بالدرجة الأولى على الحرّية الاقتصادية ولجوء أموال سورية وعربية أخرى إلى المصارف اللبنانية والصناعات بما أدّى إلى ازدهار غير متوازن نتيجة إهمال المركز للأطراف، فما إن سنحت الفرصة للديمغرافيا المتكاثرة حتى تغَوَّلَت على المركز، فراحت تعلو وتخفت فكرة الفدرالية عند بعضهم، وفكرة الإلحاق عند آخرين، وذلك بفعل انفلات التوازن بين المركز والمدى الحيوي.لكن، برغم ما تقدّم من مسلّمات، فإن مئة عام من العيش في كنف دولة واحدة، وضمن حدود دولية معترف بها، وسريان قوانين واحدة على المواطنين يطبّقها قضاء واحد، وبحكم المرافق المشتركة، والاقتصاد المتداخل أصبح تبعيض عناصر هذه الدولة عسيراً بفعل انتظام الحياة وتأثرها بما يحدث داخل ذلك المُتَّحَد، من غير إهمال الهجرة الريفية التي جعلت من المدن مساحات للتداخل السكني، وبالتالي للتداخل المعيشي بعناصره كافة. فلو تفحّصنا الأحداث التي عصفت بلبنان منذ عام 1969، حتى الرابع عشر من شباط 2005، لوجدنا أن الطوائف التي لجأت إلى أحلاف خارجية لتعزيز أوضاعها في صراعاتها الداخلية، قد أصيبت بالخيبات، إذ تبيّن لعقلائها، أنّها لم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم