خريطة الانتفاضة (7) - بيروت ولّادة آمال سعاة التغيير

يتردّد صدى الهتافات العائد إلى زمن تحرّكات الانتفاضة في أروقة بيروت. هناك صُنعت أرضية الثورة المركزيّة وثقلها مع تعانق ساحتي الشهداء ورياض الصلح. وعلى أرضها أقيمت المعارض وشيّدت المجسّمات التعبيرية، وعادت وارتفعت القبضة كلّما أُحرِقت. ولم يكن ذلك بجديد بالنسبة إلى إحدى أقدم المدن على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ومسرح الحضارات الفينيقية والهيلينية والرومانية والعربية والعثمانية. وتتّجه الأنظار اليوم كما دوماً إلى العاصمة اللبنانية في مرحلة انتقالية بين زمانين انتخابيين، يعوّل فيه مؤيّدو التغيير على بيروت كوجهة أساسيّة لولادة نتائج منشودة. وليس مستغرباً أن تكلَّل بيروت كعاصمة "map الانتفاضة" التي صُدِّرت منها أحرف الشعارات المنتفضة إلى المحافظات اللبنانية. فماذا في أبرز تحضيرات قوى الانتفاضة التي تشهدها المدينة على صعيد الاستحقاقات المرتقبة وفي طليعتها الانتخابات النيابية؟ وهل من تجانس أو تعارض في الأهداف بين المجموعات والناشطين البيروتيين الذين سيضطلعون بدور في رسم المعالم المقبلة؟ ثمّة محاولة قائمة بهدف استعادة روحيّة بيروت، انطلاقاً من المقاربة التي يعبّر عنها عدّة ناشطين بارزين، بعدما كانت اختصرت لبنان بدورها باعتبارها مساحة للحرية على صعيد كلّ الوطن العربي بحيث نشأت فيها المنتديات ومقاهي الأرصفة. وينطلق عضو تنسيقيّة "ثوّار بيروت" مروان الأيوبي من هذه الصورة في حديثه لـ"النهار"، ليقول إنّ "الشارع همد لكن الثورة تعتبر فكرة في الأساس. وأتت تعبيراً عن لحظة غضب في وجه السلطة السياسية. وقد تدرّجت عناوينها من مطلبيّة إلى سياسيّة، بعدما انطلقت المجموعات تعبيراً عن المطالب بعفويّة على...