الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

بشري تغالب الطعنة: دولة الإهمال والفتن

المصدر: "النهار"
Bookmark
أثبتت بعلبك أنها مدينة تشتاق إلى الحياة، وهو تحدّ كبير لمنطق الخروج عن الدولة ولكل سياسات الانعزال التي يحاول البعض تعميمها، وقد أمّن لها مهرجان بعلبك الدولي خلال عطلة نهاية الاسبوع هذه المساحة، حيث عاشت ما لم تعشه منذ سنوات، من الفرح والبهجة.
أثبتت بعلبك أنها مدينة تشتاق إلى الحياة، وهو تحدّ كبير لمنطق الخروج عن الدولة ولكل سياسات الانعزال التي يحاول البعض تعميمها، وقد أمّن لها مهرجان بعلبك الدولي خلال عطلة نهاية الاسبوع هذه المساحة، حيث عاشت ما لم تعشه منذ سنوات، من الفرح والبهجة.
A+ A-
بدت الساعات الثماني والأربعين الأخيرة اشبه بمعمودية صعبة غالبت معها مدينة بشري جرحها المزدوج بل الطعنة المزدوجة التي ذهب ضحيتها هيثم ومالك طوق ولجمت غضبها في انتظار دولة وأجهزة امنية وقضاء يفترض ان تسارع الى كل ما من شأنه ان يدفن الفتنة ويجهضها ويطوق الارتدادات الخطيرة التي ربما اريد لها ان تتفجر عقب مقتل بل اغتيال اثنين من أبناء بشري. واذا كان الاشكال الخلافي "التاريخي" على المياه في الجرود "المتداخلة" بين بشري والضنية شكل ويشكل فتيلا متفجرا تشهد عليه اضطرابات دورية في مطالع الصيف وفصل الشحائح، فان المعطيات المثيرة لريبة شديدة والظروف الدافعة نحو شكوك واسعة في الاحداث التي حصلت منذ فجر السبت الماضي في القرنة السوداء ومحيطها بدت بمثابة عامل خلفي خطير من شأنه ان يذكي الريبة والشكوك في جريمة مزدوجة مفتعلة وليست بنت ساعتها او نتيجة اصطدام انفعالي عابر بدليل الرصاص الغادر الذي كان جاهزا ومتربصا واردى الضحية الأولى هيثم عمدا، سواء ثبت الجرم برصاص قناص او بطلقات من قرب، ومن ثم السقوط الدراماتيكي للضحية الثانية مالك وسط غموض خطير في ظروفه من دون اتضاح أي معلومات حاسمة وشفافة بعد. وفي مجمل الأحوال فان تدفق الدعوات من كل الاتجاهات الشمالية واللبنانية، ومن جميع المراجع الدينية خصوصا، لتجنب فخ الفتنة التي قد يكون اريد لابناء بشري والضنية ان يتواجهوا دمويا فيها بدت الاثبات الأول والابرز على عمق الشكوك والمخاوف التي اجتاحت البلاد في اليومين الأخيرين جراء هذه الجريمة المزدوجة. كما ان العامل الثابت الاخر المثير لشتى أنواع المخاوف تمثل تكرارا في انكشاف القصور والعجز والإهمال المزمن التاريخي للدولة ووزارتها المعنية المترهلة في حل الخلاف المقيم القديم بين المنطقتين على الحدود المائية لكل منهما بحيث بات هذا الواقع بمثابة تحريض مستدام على الفتن من الدولة العاجزة القاصرة لابناء المناطق التي تعاني من خلافات مماثلة. ولعل المشهد الذي سيبرز اليوم في بشري في وداع ابني المدينة الضحيتين يشكل الصفعة اللازمة لدولة صارت من المسببين الأول للفتن وترك مستثمري الدماء يتلطون وراء النزاعات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم