الثلاثاء - 14 أيار 2024

إعلان

ممثلات لبنانيّات يقعن ضحيّة منتحل صفة مخرج مصريّ... والنقابة تتحرّك

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
الممثلات ميراي بانوسيان وبيتي توتل ومارينال سركيس.
الممثلات ميراي بانوسيان وبيتي توتل ومارينال سركيس.
A+ A-
بدأ في الساعات الأخيرة شخصٌ يعرّف عن نفسه باسم المخرج المصريّ محمّد سامي، بالتواصل مع عدد من الممثّلات اللبنانيّات وصولاً إلى نقيب الممثلين في لبنان نعمة بدوي، بحجّة عمله على إدارة فيلم يتولّى إخراجه وتؤدّي بطولته الممثلة المصرية مي عزّ الدين، مشيراً إلى أنّه يبحث عن ممثلات لبنانيات بفئات عمريّة مختلفة لأجل الفيلم الذي سيُعرض على منصّة "نتفليكس"، بحسب تعبيره.
 
محاولات المخرج المزعوم سرعان ما بدأت تتبدّد بعدما أيقنت عدد من الممثلات اللواتي تواصل معهنّ أنّ أمراً غير مهنيّ يجول في الأفق، فيما باشرت نقابة الممثلين في لبنان تحرّكاتها للتقصّي حول الهوية الحقيقيّة للجهة التي تحدّثت معهنّ منتحلة صفة مخرج مصريّ معروف، تلافياً لأيّ أهداف حقيقية تريد تحقيقها والتي من شأنها الإساءة إلى الممثلات اللواتي لا يملكن في رصيدهنّ سوى الأعمال الدراميّة والمسرحيّة، وهنّ الأكثر بعداً عن عالم إثارة الجدل.
 
وفي هذا السياق، تروي الممثلة ميراي بانوسيان تفاصيل ما حصل معها وتقول في حديث لـ"النهار": "تواصل معي شخص عرّف عن نفسه بأنّه المخرج المصريّ محمّد سامي. أراد أن يجري اتّصالاً عبر الفيديو مبرّراً ذلك بأنّه لا يعرف شكلي الخارجيّ. هذا الأمر دفعني إلى لفت نظره بأنّني أملك حساباً عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، يعرّف عنّي كممثلة، لكنّه عاد وأصرّ بحجّة ضيق الوقت، وأنّه يريد التأكّد أنّني مناسبة لأداء دور والدة مي عزّ الدين. رغم عدم قناعتي بجوابه، أجريت اتّصالاً عبر الفيديو من طريق "المسنجر" من دون أن يُظهر وجهه بحجّة إضافيّة وهي سوء الإنترنت. عرّفته عن نفسي كممثلة لبنانيّة، وهنا بدأت التساؤلات تخرج بعدما طلب منّي أن أظهر قامتي وليس فقط وجهي، ثمّ طلب أرقام ممثّلات من عمري فزوّدته بأرقام زميلاتي هيام أبو شديد، نغم أبو شديد، مارينال سركيس، بيتي توتل، برناديت حديب، ميري أبي جرجس وأغلقت معه الاتّصال".
 
تتابع بانوسيان: "تفاجأت مساء بتواصل زميلاتي ليبلغنني بأنّنا وقعنا ضحيّة شخص منتحل صفة المخرج سامي، لاسيّما أنّ ما طلبه منّي طلبه منهنّ أيضاً، ووصل به الأمر إلى طلب رقم هاتف ابنتي بعدما رأى صورتها معي، وكلّ ذلك بحجّة التحضير لفريق العمل المؤلّف من ممثّلات لبنانيّات". وعبّرت بانوسيان عن الاستياء الذي شعرت به وزميلاتها لما حصل معهنّ، مشيرة إلى أنّها ستتقدّم الاثنين بشكوى ضدّ هذا الشخص باسمها وباسم زميلاتها تفادياً للغايات الغامضة التي قد تسيء لصورهنّ.
 
 
الرواية نفسها تخبرها الممثلة وأستاذة المسرح بيتي توتل، وتقول: "تواصل معي شخص عرّف عن نفسه باسم المخرج محمّد سامي عبر تطبيق "واتساب"، وأوضح أنّه حصل على رقم هاتفي من زميلتي ميراي بانوسيان، مشيراً إلى أنّه في صدد القدوم إلى لبنان لتصوير فيلم، ويبحث عن ممثّلات لبنانيّات للمشاركة فيه".
 
وتتابع: "أراد مناقشة التفاصيل عبر اتّصال فيديو من طريق "المسنجر" في "فايسبوك"، وزوّدني باسم حساب قال إنّه يعود إلى مساعدته وتدعى شهد بركات، للدخول عبره إلى الرابط وإجراء الاتّصال. نفرت من صورة المساعدة وسادني الشكّ، وخفت أن تتمّ سرقة حسابي. فاقترحت عليه أن نتواصل عبر تطبيق "بوتيم"، حيث أجريت اتّصالاً معه عبر فيديو لكنّه رفض الكشف عن وجهه بحجّة سوء الإنترنت. طلب منّي أن أظهر قامتي بالكامل بحجّة تفاصيل الشخصية، ليعود ويقول لي إنني أبدو أصغر سنّاً من أن أؤدّي دور والدة مي عزّ الدين. بعدها سألني ما إذا كانت هناك رغبة لدى بناتي بالتمثيل فقلت له لا. عندها قطعت الاتّصال وشعرت بأمر غير صائب. تواصلت مع ميراي وأخبرتني بما حصل بعدما عجزت عن اطلاعي على التفاصيل، وهو الأمر نفسه الذي تكرّر مع زميلاتي".
وتتابع: "حظّرته، وتواصلت مع مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي، لأنّني خفت من أن يستخدم الفيديوات التي صوّرها معنا بحجّة ابتزاز ماليّ أو لهدف غير أخلاقي"، مضيفة أنّ بانوسيان ستتوجّه الاثنين إلى النيابة العامة وتقدّم رقم الهاتف والموادّ التي تمّ التواصل عبرها معنا للتحرّي عن الموضوع. كنّا ضحيّة منتحل صفة ولن نقع في أفخاخه".
 
 
الممثلة مارينال سركيس بدورها ضمّت صوتها إلى زميلاتها، وتحدّثت أيضاً عن تفاصيل تواصل هذا الشخص معها، وقالت لـ"النهار": "وصل به الأمر إلى سؤالي عما إذا كان يستطيع التكلّم مع ابنتي بعدما رأى صورتها معي عبر "واتساب"، فقلت له: من يريد ممثلين يأتي إلى لبنان ويجري الكاستينغ بشكل احترافيّ وليس عبر هذه الطريقة. أغلقت الهاتف وحظّرته".

النقيب نعمة بدوي قال لـ"النهار": "قبل أن أعلم بما حصل مع الممثلات، تواصل معي هذا الشخص الذي ألحّ عليّ في صورة مستعجلة للحصول على أرقام هواتف عدد من الممثلات اللبنانيّات ومن فئات عمريّة مختلفة، معرّفاً عن نفسه بالمخرج المصريّ محمّد سامي".
 
وتزامناً مع الاتّصالات المتتالية التي أقدم عليها هذا الشخص مع بدوي، كان الأخير قد علم بما حصل مع الممثّلات، الأمر الذي دفعه إلى التحدّث معه بلغة حازمة، مؤكّداً له عدم مهنيّته في التعاطي، ورفض تزويده بأرقام الهواتف.
 
يشير بدوي إلى أنّ "الشكّ زاد، لاسيّما بعدما قال له هذا الشخص إنّه لا يستطيع التكلم عبر "واتساب" لأنّه في مصر، ليتّضح أنّ الرقم الذي يتّصل به هو في الحقيقة من أذربيجان. توقّف عن الاتّصال، وأنا في صدد التعميم على جميع الممثلات بعدم التجاوب مع هذا الشخص الذي يستخدم صورة محمّد سامي ويعرّف عن نفسه بأنّه المخرج المذكور. من يعمل بمهنيّة لا يعتمد هذا الأسلوب". كما أشار إلى أنّه في صدد التواصل أيضاً مع نقابة المهن السينمائيّة في مصر للتأكّد من أنّ هذا الشخص ينتحل صفة سامي، محاولاً الوصول في الوقت نفسه إلى المخرج المصريّ.
 
 



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم