الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

معزوفة الفتى جيوفاني حداد على لحن الوجع... لقيامة لبنان

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
مرفأ بيروت (تصوير نبيل اسماعيل).
مرفأ بيروت (تصوير نبيل اسماعيل).
A+ A-
أينعت طفولة أولادنا الصغار في لبنان قبل أوانها، في نضجهم أوجاع مرسّخة وأفراح هاربة. الحمل الثقيل بات ينسيهم قيمة لعبة من هنا أو ثوب جديد من هناك، فهم يحملون على كواهلهم اليافعة ذكريات دموية وأصوات سقوط لبنانهم الذي يحبّون. باتوا يعشقون أفلام الأبطال الخارقة، علّهم يستوحون منهم أفكاراً افتراضية تساعدهم في إنقاذ ما تبقّى من بلدهم وإحقاق قيامته.
 
أمثلة كثيرة سمعناها منذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب عن أطفال وشباب تخلّوا عن أعمارهم الفتيّة، وقرروا المشاركة في صناعة القرار. فهل هناك أنقى من مشاهدتهم ينشلون بقايا الزجاج الذي سمّمه الانفجار ويحيون بيروت المكسورة.
 
الطفل جيوفاني حداد سلك المسار نفسه لكن بوجعه الخاصّ. هو طالب الصف الخامس في مدرسة سيدة الجمهور، الذي فضّل أن يترجم ذكريات ذاك اليوم بتأليف معزوفة موسيقية لعبها بقلبه قبل أنامله على آلة البيانو، تحيّة لأرواح الضحايا ولآلام الجرحى ولوجع بيروت.
 
تقول والدة جيوفاني، ميشلين مبارك، في حديث لـ"النهار": "صودف وجود جيوفاني في دبي عندما حصل التفجير". تحاول مبارك أن تتماسك خلال تذكّرها لحظة وقوع الانفجار وتقول: "من كان بعيداً عن الانفجار انتابته مشاعر صادمة، فكيف هي الحال لدى من عاشوه في الواقع؟".
 
بالعودة إلى معزوفة جيوفاني، تشرح مبارك أنّ ابنها (12 عاماً) تقصّد تقسيم معزوفته إلى أربع مراحل، وخصّ الجزء الثالث منها للتعبير بأنامله عن انفجار بيروت، وأصرّ أن يوجّه ختاماً نحو قيامة لبنان من جديد.
 
وتتابع: "بعد الانفجار، طلبت المدرسة من كلّ طالب أن يعبّر على طريقته بما يخالجه من مشاعر، فخرجت هذه المقطوعة من قلب جيوفاني، ولم يتوقع أن تلقى مشاعره الفنية الصدى".
 
تؤكد مبارك أنّ جيوفاني وأشقاءه بات لديهم تعلّق بلبنان أكثر من أيّ وقت مضى. ولدها البكر نزل إلى الشارع وساعد في تنظيف الشوارع والبيوت، وإزالة الزجاج والحطام: "متمسكون بلبنان، وبعد الانفجار ازداد تعلّقهم به لا العكس".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم