الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد 6 أعوام على رحيلها... قصص وحكايات في حياة سيدة الشاشة فاتن حمامة

المصدر: "النهار"
شيماء مصطفى
فاتن حمامة
فاتن حمامة
A+ A-
يحتفي العالم العربي، اليوم، السابع عشر من شهر كانون الثاني، بذكرى رحيل واحدة من أهم نجمات زمن الفن الجميل. لها طابع خاص، وطلّة مميزة على الشاشة. عُرفت بشخصيتها الجادة، وتعدّ الفنانة الوحيدة التي كسبت تعاطف المشاهدين حتى في أدوار المرأة الخائنة. قدمت للسينما المصرية عشرات الأفلام، من الأهم والأبرز فيما تحويه مكتبة السينما. وصفها أحد الزعماء بأنها "ثروة قومية" لمصر. هي الراحلة فاتن حمامة أو سيدة الشاشة العربية كما أطلق عليها، واحتفاء بهذ اليوم، ترصد "النهار" أبرز محطات حياتها الفنية والشخصية.
 
"يوم سعيد" بوابة دخولها لعالم الفن
 
فاتن حمامة، من مواليد عام 1931، وتنتمي لإحدى محافظات الوجه البحري لمصر. ظهر ولعها بالسينما، في السادسة من عمرها، عندما قرر والدها اصطحابها لإحدى دور السينما، لمشاهدة فيلم سينمائي للفنانة آسيا داغر، وعقب انتهاء عرضه، بدأ الجميع يصفقون ويهتفون باسم بطلة العمل. شعرت هذه الطفلة الصغيرة بأنها نجمة الحفل وأن هذه التحية موجهة لها، وصرحت بذلك لوالدها قائلة: "أشعر وكأنهم يصفقون لي"، وبعد مرور فترة قرر والدها أن يرسل صورتها لتشارك بإحدى مسابقات ملكة جمال الأطفال، ليراها أحد المخرجين الكبار، ويرشحها للمشاركة في فيلم "يوم سعيد" مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ومن هنا كانت انطلاقة فاتن حمامة، في عالم الفن، وقررت أن تدعم هذه الموهبة بالدراسة العلمية، فالتحقت بالمعهد العالي للتمثيل.

أفلامها ناصرت المرأة... ونادت بحريتها

بعد تخرج فاتن حمامة من معهد التمثيل، بدأ المخرجون يتعرفون عليها ويسندون إليها أدوار البطولة. في العديد من الأفلام السينمائية، اتخذت في بدايتها طابع الفتاة المسكينة أو الفقيرة، التي تعاني من قسوة الحياة، إلا أنها خرجت من هذه العباءة وقدمت أدوار الفتاة المتمردة ذو الشخصية القوية مثلما ظهرت في "صراع في الوادي" مع الفنان عمر الشريف، ففي الوقت الذي كان يظهر فيه أبناء الطبقة الأستقراطية في الأفلام بصورة مرفهة، إلا أنها ظهرت في هذا الفيلم بدور الفتاة التي تسعى لمناصرة الفقراء وتخليصهم من بطش والدها.

كما ظهرت فاتن حمامة، في عدد من الأفلام التي نادت بحرية المرأة منها "الباب المفتوح" الذاي أخرجه هنري بركات، ووقفت خلاله أمام الكابتن صالح سليم. ظهرت خلاله بشخصية الفتاة التي تثور وتشترك بالمظاهرات، وتحاول طيلة أحداث الفيلم أن تتخلص من عادات وقيود المجتمع الشرقي الذي يفرضها على السيدات. أيضاً ظهرت فاتن حمامة، في فيلم "الأستاذة فاطمة" وجسّدت خلاله شخصية محامية حديثة التخرج تسعى لإثبات كفاءتها في سوق العمل، في الوقت الذي كانت تواجه سخرية من المجتمع والأفراد المحيطين بها، الذين حاولوا إثبات أن المرأة مكانها المنزل، إلا أنها نجحت في إثبات قدرة المرأة على منافسة الرجال في المهن والوظائف المختلفة.

قدمت فاتن حمامة أيضاً شخصيات عدة أبرزت شخصية المرأة المعيلة والمشكلات تقابلها في المجتمع وأبرز هذه الأعمال "إمبراطورية ميم"، "أفواه وأرانب"، وغيرها.

وتوالت أعمالها في السينما حتى وصلت إلى أكثر من 90 فيلماً سينمائياً، هم الأبرز والأهم في زمن الفن الجميل.

علاقات غرامية وزيجات رسمية في حياة سيدة الشاشة

الفنانة فاتن حمامة، كانت لها شخصيتها الجادة والناعمة في آن واحد، وسعى لخطف قلبها عدد من المشاهير، البداية كانت عند المخرج عز الدين ذو الفقار، الذي تزوج بها على الرغم من أنه يكبرها بنحو عشرين عاماً، إلا أنها رحبت بالزواج منه، عام 1947، ولكن سرعان ما انتهت هذه العلاقة بعد إنجاب ابنتها نادية، وانفصلا بعد سبع سنوات من زواجهما، وقيل إن غيرتها الشديدة عليها هي السبب في ذلك.

أشيع أن المخرج يوسف شاهين، وقع في غرام فاتن حمامة، إلا أنه لم يبح لها بهذه المشاعر، لشعوره بأنها لن تبادله إياها، فقرر أن يكتمها بداخله، ليتفوق عليه عمر الشريف، في خطف قلبها، طلبها للزواج.

وبالفعل، تزوج عمر الشريف بفاتن حمامة، بعد تصويرهما فيلم "صراع في الوادي" وتعد قصة حبهما واحدة من أشهر قصص حب فناني مصر، وأعلن عمر الشريف إسلامه من أجل الزواج بها، وأنجبا طفلهما الوحيد طارق، ولكن على الرغم من حبهما الشديد، إلا أنهما انفصلا بسبب اتجاه "الشريف" للعالمية ووجوده في أوروبا معظم الوقت، وعلى الرغم من سفرها معه إلى أنها اشتاقت لمصر وحياتها الفنية، فقررت أن تنفصل عنه وتعود إلى مصر لتواصل نشاطها الفني، وعلى الرغم من هذا الانفصال إلا أن "الشريف" يردد دائماً بأنها "حبه الأول والأخير".


  
 
الفنان أحمد رمزي، ترددت شائعات بأنه أحب فاتن حمامة من طرف واحد، وعلى الرغم من أنه شهد على عقد زواجها من عمر الشريف، وتدخل لإنهاء العديد من المشكلات بينهما، لكن قيل إنه كان يحمل لها مشاعر حب، وخلال سؤاله في إحدى المقابلات التلفزيونية، عن صحة ذلك فضل عدم الإجابة.

وفي نهاية المطاف، تزوجت فاتن حمامة من طبيب يدعى محمد عبدالوهاب، عام 1975، بعد انفصالها عن عمر الشريف، فكان الطبيب المعالج لها ولكن سرعان ما نشأت بينهما قصة حب كللت بالزواج، ونأت سيدة الشاشة بهذه العلاقة بعيداً عن أعين وسائل الإعلام، وظلت علاقتهما أكثر من أربعين عاماً، تعيشها فاتن حمامة معه في هدوء واستقرار.


الوجه السياسي لسيدة الشاشة العربية

الفنانة فاتن حمامة، عاصرت أجيالاً وأزمنة سياسية عدة، بداية من الحكم الملكي في مصر، وحتى وافتها المنية في عصر الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وكان معروفا عنها عدم تقربها لأهل القصر على عكس ما كان يفعل المشاهير الذين يحاولون التقرب للملك، إلا أنها كانت معروفة بعدم حبها للنظام الملكي في مصر.

وانتشرت قصصاً كثيرة حول مشاركة فاتن حمامة في الثورات والمظاهرات، التي كانت تنادي برحيل الاحتلال الإنكليزي من مصر، كما أنها كانت تجمع تبرعات لشراء أسلحة لرجال المقاومة الشعبية لمواجهة العدوان في بورسعيد، وكانت تجمع تبرعات أيضا للهلال الأحمر المصري لعلاج المصابين في المظاهرات.

وكانت تشارك فيما يعرف بقطار الرحمة الذي يجوب محافظات مصر، لجمع التبرعات، من الأعيان وكبار رجال المحافظة، من أجل توزيعها على القرى الفقيرة.

حاول أحد رجال المخابرات المصرية في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، تجنيد فاتن حمامة، إلا أنها رفضت وبعد إلحاح كبير عليها اضطرت للسفر إلى العاصمة اللبنانية بيروت، هرباً من ذلك، وكانت وقتها عضواً بحزب الوفد الشهير والمعروف بنضاله، وقيل إن هذه العضوية كانت حصناً لها من رجال المخابرات المصرية.

ولم تستطع العودة إلى مصر إلا بعد وفاة جمال عبدالناصر، الذي طالبها بالعودة ووصفها بأنها ثروة قومية، إلا أنها كانت ترى أن فترة حكمه مليئة بالظلم، خاصة ممن يحيطون به.

على عكس عبدالناصر، أحبت فاتن حمامة، فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات، والرئيس محمد حسني مبارك، وعادت لتقدم أعمالاً فنية في فترة حكمهما.

كرهت فاتن حمامة، نظام حكم الإخوان في مصر، وكانت تعلن ذلك صراحة في لقاءاتها الصحفية، إلى أن جاء فترة حكم السيسي، فأعلنت ترحيبها به وبحكمه للبلاد.
 
تكريمات وجوائز

حصلت فاتن حمامة، على عدد من التكريمات والجوائز التي تعد تقديراً لمشواره الفني العطّاء، فمنحتها الجامعة الأميركية في بيروت شهادة الدكتوراة الفخرية، ومنحها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسام المرأة العربية، كما منحها الرئيس اللبناني الأسبق إيميل لحود، ميدالية الشرف. كما حصلت من لبنان أيضاً على وسام الأرز.

وكُرّمت مرتين بالمغرب، حيث حصلت على ميدالية الاستحقاق، ووسام الكفاءة الفكرية، وفي مصر منحها عبدالناصر والسادات ميدالية الشرف.

 أشهر أقوالها التي لم ينسها الجمهور

"الحياة بالنسبة لكم باب مقفول على أنانيتكم، وأنا الحياة بالنسبة لى باب مفتوح على الأمل، على المستقبل".

"إذا البشر أرادوا حياة فليفسحوا في قلوبهم مجرى لنهر من الحب"، "اتكلموا قولوا الحق متسكتوش.. ميضعش حق وراه مطالب"
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم