الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

يرفضون تلقي اللقاح ولهم أسبابهم..."النهار" تستطلع الآراء الرافضة لما هو جديد حتى اللحظة

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
صورة خاصة ل"النهار"
صورة خاصة ل"النهار"
A+ A-

على الرغم من أن أهمية لقاح كورونا مسألة لا جدال حولها بين معظم الأطباء حول العالم لكونه يشكل الوسيلة والوحيدة لمواجهة الانتشار المستمر للوباء، كثيرون يرفضون تلقي اللقاح لأسباب متفاوتة. الإنتاج السريع للقاح والأفكار الخاطئة الكثيرة التي انتشرت حولها وتشكيك بعض الأطباء حتى بمدى فاعليته إضافة إلى الآثار الجانبية التي يمكن التعرض لها إثر تلقيه والتي بدت أكثر خطورة مما كان متوقعاً، ولو في حالات نادرة جداً مقارنة بالملايين الذين تلقوه، كلّها عوامل أتت تثير قلق كثيرين وهواجسهم وتدعوهم إلى الامتناع عن تلقيه، على الاقل في المرحلة الحالية، على الرغم من النصائح الطبية بأهمية ذلك.

"النهار" أخذت عينة من هؤلاء الاشخاص الذين يرفضون تلقي اللقاح من مختلف المناطق اللبنانية، فبدا واضحاً أن الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك عديدة ومختلفة ومنها ما يرتبط بالأخبار الخاطئة المتدولة حول اللقاح وعن معلومات ناقصة حوله أو عن تضارب فيها أحياناً.

نهاد ح.(59 عاماً)-عكار: أعاني أمراضاً عدة وأتبع علاجات مختلفة تتطلب مني الحذر التام. حالياً اتخذت قراراً بالامتناع عن تلقي لقاح كورونا بسبب وضعي الصحي أولاً وخوفاً من الاعراض الجانبية التي قد يسببها لي. للذلك ألتزم بشكل صارم الإجراءات الوقائية كافة للحد من خطر إصابتي بالفيروس والتعرّض للخطر.

محمد الجمال (51 عاماً)- بعلبك:  لم أصب حتى اليوم بالفيروس ولا أحد من عائلتي كذلك ولا أنوي تلقي اللقاح حالياً. سجّلت اسمي سابقاً على المنصة وتلقيت رسالة تحدد موعداً لي لتلقي اللقاح لكني امتنعت عن الذهاب في الموعد المحدد بسبب الحيرة التي تتملكني  حوله وعلامات الاستفهام العديدة التي لدي. فقد سمعت عن تحذيرات عديدة من معارفي وعبر وسائل التواصل الإجتماعي عن الآثار الجانبية الخطيرة التي يمكن أن تنتج عن اللقاح وعن أنه قد يسبب الوفاة. كما شاهدت بعيني كيف أن قطعة معدنية التصقت بكتف صديق تلقاه بعد دقائق قليلة من ذلك، ما زرع الشك لدي أكثر بعد. كما سمعت من كثيرين عن احتمال الإصابة بالفيروس بعد فترة قصيرة لا تتعدى

الاسبوع من تلقي اللقاح.

عباس الزين (52 عاماً) - بعلبك: رفضت تسجيل اسمي على المنصة لتلقي اللقاح لأني أرفض تماماً تلقيه، خصوصاً ان عدد الإصابات بكورونا قد تراجع بشكل ملحوظ وأقفلت مراكز عديدة خاصة بكورونا، ومنها في بعلبك. هذا ما أعتبره لصالحي بما يسمح بعدم تلقي اللقاح في حين يمكن أن يُكتشف ما هو أفضل من ذلك لمواجهة الوباء في مرحلة لاحقة. بالنسبة لي قد تكون هناك مؤامرة دولية في صنع هذا الفيروس واللقاح أيضاً. لذلك الأفضل هي الوقاية والابتعاد عمن يتلقى اللقاح.

دزيريه (36 عاماً)- جبيل: في المرحلة الحالية أستعد للحمل والإنجاب وقد سمعت عن تأثير اللقاح على الخصوبة. لذلك أخشى من تلقيه حالياً خوفاً من ان يؤثر على قدرتي على الإنجاب وأفضل تأجيل هذه المسألة لوقت لاحق.

ريتا (34 عاماً): أنا حامل حالياً وأوشك على الولادة وأنوي إرضاع طفلي عندها. لذلك لن أتلقى اللقاح خوفاً من أن يؤذي طفلي لدى إرضاعه. لا أجد الوقت مناسباً الآن لتلقي اللقاح إذا كان قد يشكل خطراً على طفلي.

فراس (22 عاماً): لا أعرف كثيراً ما الأفضل لي لكني لست مقتنعاً بإجراء اللقاح ولا بفاعليته حالياً. وفي كل الحالات، يجب ان يوافق والدي أولاً على أن أتلقاه قبل ان اقوم بهذه الخطوة.

ابرهيم (29 عاماً): لن اجري اللقاح لأني سبق ان التقت العدوى واصبت بالفيروس ولم تكن للإصابة اي خطورة علي فكانت أقرب إلى حالة الانفلونزا. لذلك، لا أرى ما يمكن ان يدفعني إلى تلقي اللقاح لمواجهة وباء أجده أقرب إلى الكذبة. حتى أن أهلي تلقوا رسالة تحدد موعداً لتلقي اللقاح لكنهم تخلّفوا عن الموعد.

جوزف ضاهر (35 عاماً)- جبيل: أستمر باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية من كورونا وحتى الآن لم اصب بالفيروس بفضل حرصي على الوقاية. حالياً ليس هناك ما يدفعني إلى تلقي اللقاح ولا شيء يلزمني بذلك. فبرأيي الشخصي تلقيه لا يعتبر ملحاً حالياً، لكن عندما يحصل ما يرغمني على ذلك فيصبح تلقي اللقاح ضرورياً لا مانع لدي في ذلك. حالياً لا أتلقى اللقاح لأني لست مقتنعاً بجدوى ذلك. وحتى بالنسبة إلى أطفالي لا يتلقون لقاح الانفلونزا سنوياً لأني لا ارى جدوى في ذلك وهم يقاومون الانفلونزا جيداً بفضل مناعتهم.

طبيب تجميل فضّل عدم نشر اسمه - صيدا: لدي قناعة راسخة بأني يجب أن لا اتلقى اللقاح. هذا موقفي الخاص الذي لا يُلزم أحداً بتأييده. فلدي الأسباب والمعلومات التي لا تشجعني على تلقي أي لقاح وأعتبر أنه يجب عدم تلقي أي لقاح جديد قبل مرور 10 سنوات على إنتاجه للتأكد من أنه آمن. فهل من ضمانة لأي شخص يتلقى اللقاح في حال وفاته أو تعرضه لمضاعفاته الخطيرة؟ اللقاح الفاعل أو الدواء لا يحتاج إلى كل هذا التسويق الذي يتم حالياً. هي بالنسبة لي

أقرب إلى الحرب البيولوجية بين الصين والولايات المتحدة. أنا ملتزم بالإجراءات الوقائية كافة وأمارس الرياضة ولا أخالط الناس وهذا يكفي بالنسبة لي للوقاية من الفيروس.

حسين صالح (55 عاماً)- صيدا: لا أريد أن أدخل سماً إلى جسمي. فكافة اللقاحات المتوافرة حتى الآن غير مضمونة النتائج والتداعيات. لذلك أفضل أن أنتظر وألا أتسرع وأحرص على الإجراءات الوقائية بالحد من الاختلاط بالناس. كما عندي مناعة ذاتية فأسبح يومياً ساعتين وأتعرض للشمس وأتبع نظاماً غذائياً صحياً وهذا كاف لحمايتي من المرض.

إيلي عطالله (42 عاماً) - صيدا: لا يهمني تلقي اللقاح حتى اللحظة ولم اسجل اسمي على المنصة، ما من سبب يجبرني اليوم أو يشجعني حتى على تلقيه.
علي بوجي - صيدا: عندي قناعة راسخة بأني أملك مناعة قوية ضد الامراض ومنها وباء كورونا. أعيش على الأسماك التي اصطادها وأتناولها طوال الأسبوع وأتنفس هواء البحر وأمارس السباحة والرياضة. لذلك ما زلت أرفض تلقي اللقاح، خصوصاً اني اخشى مضاعفاته في المستقبل. وأود أن أشير إلى أني رأيت كيف أن عمي الذي أصيب بالفيروس وهو يبلغ من العمر 100 سنة تقريباً، ولم يدخل حتى إلى المستشفى وقد تعافى تماماً.

علي بحسون (66 عاماً) - صيدا: برأيي الماسونية في العالم تسعى إلى نشر الوباء لتقليص عدد السكان حول العالم. كما أعتقد أن إنتاج أي لقاح يحتاج لسنوات قبل حصوله على الموافقة وتجربته على البشر. شخصياً أتبع نمط حياة صحياً، خصوصاً بعد انتشار الوباء فأمارس الرياضة والسباحة.

علي هواري (50 عاماً)- صيدا: ما زلت اتريث لمدة سنة أو سنة ونصف السنة ربما حتى أتأكد من مضاعفات اللقاح والآثار الجانبية الناتجة منه. في هذا الوقت أحمي نفسي بالإجراءات الوقائية ولا أخالط الناس وأمارس الرياضة وأجري فحص المناعة.

 

حسين بيرم (52 عاماً)- صيدا: اللقاح كذبة كبيرة و"يلي بيجي من الله يا محلاه". لم نأخذ اللقاح لا أنا ولا ابنتي ولا زوجتي ولن نتلقاه. همي الوحيد اليوم أن أؤمن لقمة العيش لعائلتي في ظل كل هذه الأزمات والمشاكل من ارتفاع سعر الدولار وفقدان الكهرباء والبنزين والدواء.

رسالة طبية إلى اللبنانيين

تفاوتت الآراء الرافضة لتلقي اللقاح بأسبابها المختلفة، فيما يبدو واضحاً أن كثيرين لا يزالون غير مقتنعين من جدوى تلقي اللقاح. في حديثه مع "النهار" أكد رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري أن نسبة الذين تسجلوا على المنصة لتلقي اللقاح حوالى ربع سكان لبنان أي نحو 30 في المئة او ربما 35 في المئة، لكنها تعتبر نسبة منخفضة نسبياً، فيما شدد على أهمية تشجيع المواطنين على تسجيل اسمائهم لتلقي اللقاح عبر المنصة الأساسية للوزارة أو من خلال المنصة الجديدة.

وفي صيدا تحديداً، أشار البزري إلى أن نسبة التسجيل منخفضة لأن عدداً كبيراً من السكان قد سجّل في البلدية ما يدعو إلى تكثيف الاتصالات بهؤلاء ونقل العلومات إلى المنصة. كما أن الفلسطينيين يمثلون جزءاً من النسيج الصيداوي ونسبة تسجيلهم منخفضة جدياً. انطلاقاً من ذلك يتم التواصل مع الأونروا ومع اللجان الشعبية لحضهم على تلقي اللقاح، خصوصاً أن ثمة مبادرات خاصة من دولة الكويت مثلاً التي خصصت كميات كبيرة من اللقاحات للفلسطينيين.

ويأسف البزري لارتفاع اعداد الذين يتريثون قبل تلقي اللقاح أو يرفضونه معتبراً أن ثمة ناشطين كثراً يراهنون حتى الآن على فشل اللقاح من دون أي أساس علمي. هذا إضافة إلى الحملات في وسائل التواصل الاجتماعي التي تستهدف اللقاح وتشكك بفاعليته وسلامته في محاولات لتضخيم الأمور ما يؤثر سلباً على الناس وعلى اندفاعهم لتلقيه.

في الواقع، يؤكد البزري أن اللقاح هو أحد الوسائل القليلة المتاحة للإنسان اليوم للخروج من التأثيرات السلبية للوباء الذي أثر سلباً على حياتنا وصحتنا ومجمل مفاصل الحياة أيضاً. يضاف إلى ذلك أن السلالات المتحورة خصوصاً سلالة "دلتا" تشكل خطراً جدياً على كافة الدول ومنها لبنان. ووحدها زيادة نسبة المناعة في لبنان وانخفاض معدلات انتشار الفيروس في المجتمع وجودة اللقاحات المستخدمة كفيلة بتأمين المناعة النسبية ضد المتحورات. وبالتالي من واجب المواطن الحرص والتقيد بالإرشادات وعدم التفريط بما استطعنا أن نحققه إلى الآن. علماً أن لبنان يملك محلياً ومن خلال علاقاته العلمية الدولية القدرة على اكتشاف وتقصي هذه المتغيرات في حال وصولها إليه.

في الرأي النفسي

انطلاقاً من الآراء المتفاوتة من حيث اسبابها لرفض اللقاح، تشير الاختصاصية في المعالجة النفسية شارلوت خليل إلى أنه كون فيروس كورونا يعتبر جديداً وكذلك اللقاح من الطبيعي أن يولّد ذلك الكثير من الأفكار الخاطئة المتداولة حولهما. إذ يحيط الغموض بالفيروس من بداية ظهوره وشعر الإنسان بوجوده أنه ذاهب نحو المجهول، خصوصاً مع ما نتج عنه من وفيات ومن تغييرات شاملة في الحياة المتبعة وقلبها رأساً على عقب.

هذا ما خلق قلقاً لدى الناس فيما أتى اللقاح كحل لمواجهة هذا الوباء الذي لا تزال تحيط به علامات استفهام عديدة ولم تتضح الأمور حوله بعد. وبالتالي إن  التردد الذي يظهر لدى الناس حول تلقي اللقاح يعتبر طبيعياً بحسب خليل رغم التطمينات، خصوصاً بوجود دراسات تظهر تناقضاً حوله وحول الحقائق المرتبطة به.

فكثر يعتبرون ان اعتماد اللقاح للإنسان تم بسرعة قياسية مقارنة باللقاحات الباقية وبوجود دراسات ولو قليلة تشير إلى الآثار الجانبية التي يمكن أن تنتج عنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق من فكرة تلقيه. مع الإشارة إلى أن استجابة الإنسان هنا ترتبط أيضاً بشخصيته وبنيته النفسية ومدى استعداده لاتخاذ القرارات في ظروف معينة. فمن الأشخاص من يعتبرون اكثر قلقاً وتتملكهم الهواجس ويحتاجون إلى المزيد من المعطيات والمراجع قبل اتخاذ أي قرار. فالمسألة مرتبطة بعوامل عديدة ومنها ايضاً البيئة والمحيط، فكلها تؤثر على العالم.

لكن كما يبدو واضحاً مع مرور الوقت ترتفع نسبة من يشعرون بالاندفاع ويتشجعون لتلقي اللقاح وهذا متوقع ايضاً بعد رؤية آخرين تلقوا اللقاح وهم بحالة جيدة وهذا ما سيشكل عاملاً إيجابياً ويؤدي إلى ارتفاع نسبة من يتقبلون فكرة تلقي اللقاح الذي لا يزال جديداً ومن الطبيعي أن يخاف منه الإنسان لكونه جديداً ومجهولاً. ففي الطبيعية البشرية الميل إلى الترقب وانتظار النتائج على آخرين وكيفية تطور الأمور قبل الإقدام على هذه الخطوة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم