الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

لم يعدّ لديّ الكثير من الوقت... تحدّي السرطان بعلاج جديد "غيّر قواعد اللعبة"

المصدر: النهار
 أفريل تيرني .
أفريل تيرني .
A+ A-
 
في أوائل العام 2021، تلقت أفريل تيرني الخبر الذي كانت تخشاه، إذ شُخّصت عن عمر 43 عاماً بسرطان الثدي في المرحلة الرابعة وانتشاره في الرئة.
 
لم تكن تيرني تتوقع سماع هذا الخبر، هي التي تم تشخيصها في العام 2019 بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو نوع من السرطان الذي يُصيب واحدة من 8 مرضى سرطان الثدي في إيرلندا. وبعد أن خضعت لسنتين من العلاج الكيميائي المكثّف بالإضافة إلى الجراحة، تواجه اليوم أسوأ مخاوفها.
 
تتحدث تيرني عن تجربتها بالقول: "عندما يخبرونك أنك في المرحلة الرابعة من السرطان وهو غير قابل للعلاج، يتبادر إلى ذهنك أن "العلاج الوحيد هو العلاج الكيميائي الذي جرّبته ولم يعطِ نتيجة. ما يعني أنه عليك أن تواجه فكرة أنه لم يعد لديك الكثير من الوقت"، وفق ما ذكر موقع irishexaminer.
 
ومع ذلك، أطلعها طبيب الأورام الخاص بها أنها مؤهلة للحصول على علاج جديد، وهو شكل من أشكال العلاج المناعي والمعروف بـ"اتيزوليزمب" (atezolizumab).
 
وتعتبر أفريل تيرني واحدة من العديدات من النساء اللواتي استفدن من العلاجات المتطورة لسرطان الثدي والتي ساهمت في زيادة معدل الحياة.
ويرتكز العلاج على حقنة هي عبارة عن جسم مضاد أحادي النسيلة يعمل عن طريق كبح بروتين يُسمى PD-L1 الموجود على بعض الخلايا السرطانية. كما يساعد هذا الدواء على إطالة فترة الحياة التي يعيشها المريض دون أن يتفاقم نمو السرطان في جسمه.
 
 
كشفت الفحوص المخبرية أن عيّنات الخزعة المأخوذة من أورام تيرني أظهرت وجود PD-L1، ما يجعلها مؤهلة لهذا العلاج، إلى جانب العلاج الكيميائي التقليدي.
وتقول الأم لطفلين أن العلاج "غيّر قواعد اللعبة، حيث تقلّصت الأورام إلى النصف، ووصلت إلى مرحلة الاستقرار بعد سنتين من العلاج".
 
هذا التحسّن جعلها قادرة على معاودة عملها كمستشارة 3 أيام في الأسبوع.
 
تضيف: "اتخذت قراري بأن أعيش حياةً طبيعية قدر الإمكان، والتأقلم مع التغيير الجديد والمضي قدماً".
 
 
أكبر قاتل للنساء في منتصف العمر
 
تُشخَّص 3700 أمرأة بسرطان الثدي في إيرلندا سنوياً، وتُسجَّل 690 حالة وفاة نتيجة المرض.
 
برأي مدير شبكة Saolta-NUI Galway للسرطان البروفيسور مايكل كيرين أنه "القاتل الأكبر للنساء في منتصف العمر في هذا البلد".
 
في المقابل، ارتفعت على مدى العقد الماضي، معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير، إلى درجة أن أكثر من 80 في المئة من النساء المصابات بالمرض سيعشن لمدة خمس سنوات على الأقل بعد التشخيص.
 
ويعود السبب الرئيسي إلى نجاح العلماء في تقسيم السرطان إلى مجموعة كاملة من الأنواع السرطانية الفرعية، ما يسمح للأطباء بتقديم العلاجات المناسبة لكل مريض من خلال التشخيص الدقيق وإعطاء العلاج المناسب له. وفي الكثير من الحالات، لم تعد النساء المصابات بسرطان الثدي بحاجة إلى الخضوع للعلاجات الكيميائية.
 
 
وفق الرئيس التنفيذي لسرطان الثدي في إيرلندا، أيسلنج هيرلي، أن عدد المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي انخفض نحو 50 في المئة مقارنة مع العام 2013.
 
ويشير إلى أن "العلماء طوروا اختباراً تشخيصياً يستخدم بشكل روتيني لتقييم ما إذا كان المرضى الذين تم تشخيصهم حديثاً سوف يستفيدون من العلاج الكيميائي. إنه اختبار جزيئي يستخدم 21 جينًا، والذي يسمح لنا بتحديد النساء اللاتي قد يحتجن إلى العلاج الكيميائي".
 
كذلك ساعد التخصيص في سرطان الثدي في تطوير علاجات وزيادة أمد الحياة عند المرضى الذين يعانون من أشكال نادرة من المرض.
 
في الـ20 في المئة من حالات سرطان الثدي، تنتج الخلايا السرطانية الكثير من البروتين HER2 ما يجعلها أكثر عدوانية وسريعة الانتشار.
 
وفي هذا الصدد، يوضح البروفيسور رويسن كونولي، مدير أبحاث السرطان في جامعة كوليدج كورك، أن هؤلاء المرضى يبدو أنهم يستفيدون من شكل أكثر استهدافًا من العلاج الكيميائي، والذي يستخدم تقنية تعرف باسم أدوية الأجسام المضادة الموجه تجاه "هير 2" (ADCs).
 
ويرتكز العلاج على الأجسام المضادة التي تكشف الكمية الزائدة من HER2 في الخلايا السرطانية، ويستخدم ذلك لتوجيه سموم العلاج الكيميائي إلى تلك الخلايا بشكل خاص من دون إلحاق الضرر بالأنسجة السليمة المحيطة.
 
أما بالنسبة إلى السيدات اللواتي يعانين من سرطان ثدي متقدم، مثل حالة تيرني، فأصبح أمامهنّ مجموعة من الخيارات العلاجية المتاحة التي تعمل على قمع الأورام لأطول فترة ممكنة وربما إلى أجل غير مسمى.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم