الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تزايد في إصابات التهاب الكبد الغامضة بين الأطفال... هل نتوقع وباءً جديداً؟

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
ما هي اسباب ارتفاع حالات الكبد الحاد عند الاطفال؟
ما هي اسباب ارتفاع حالات الكبد الحاد عند الاطفال؟
A+ A-

لا يزال تزايد حالات التهاب الكبد بين الأطفال في دول عديدة يثير حيرة الخبراء وقلق الهيئات الصحية ويطرح تساؤلات حول ما إذا كان العالم على مشارف ظهور وباء جديد يجب مواجهته. حتى اللحظة ظهرت 170 حالة في 12 بلداً منها 11 دولة أوروبية.

مع الإشارة إلى أنّ 108 حالات منها ظهرت في بريطانيا وحدها. وعلى الرغم من تطور حالات عديدة بينها بما استدعى اللجوء إلى عمليات زرع للكبد لقسم من الأطفال، يؤكد الطبيب الاختصاصي بأمراض الأطفال الدكتور آلان صياد أنّ الوقت لا يزال مبكراً للتحدث عن وباء جديد أو للقلق بشأن هذه الحالات التي يمكن أن تكون قد ظهرت لسبب لا يدعو للقلق.

ظهرت أولى حالات التهاب الكبد المزمن في بريطانيا والولايات المتحدة مع بداية شهر نيسان، فيما لم تحدّد أسباب واضحة لظهورها. علماً أنّه في هذه الحالات عانى عشرات الأطفال نوعاً من التهاب الكبد الحاد والخطير. هذا وقد تراوح عمر الاطفال المصابين ما بين 22 شهراً و13 سنة.

بشكل عام ينتج التهاب الكبد عن التعرّض لأدوية معينة أو الكحول أو مواد كيماوية  وتكثر سبل التقاط العدوى وأيضاً أنواع التهاب الكبد التي يمكن التعرض لها. لكن في ما يتعلق بهذه الحالات التي ظهرت بين الأطفال لم يكن أيّ من هذه العوامل المسببة وراء الإصابة. وفق ما يؤكّده صياد أنّ ثمّة فرضية تقول بأنّ الأطفال قد التزموا الحجر طوال أكثر من عامين بسبب انتشار الوباء ولم تكن هناك مخالطة اجتماعية كما في السابق مع إقفال المدارس والحضانات. هذا ما ساهم في الحدّ من تعرّض الأطفال إلى الجراثيم والفيروسات. وبالتالي ظهرت هذه الحالات

بوتيرة متسارعة مع عودة الأطفال إلى حياتهم الطبيعية، وإن كانت هذه الفرضية لم تتأكد بعد.

أما بالنسبة إلى الفيروس المسبب لالتهاب الكبد فلا يعتبر جديداً، بحسب صياد. علماً انّه تبين أنّ في معظم الحالات التي أجريت لها الفحوص للتأكّد من مسبّب الالتهاب تبيّن أن adenovirus وهي من أنواع الفيروسات المسببة لحالات يصادفها الأطباء بكثرة. هذا ويشير إلى أنّ كلّ التهاب يرفع مستوى أنزيم الكبد هو في الواقع التهاب في الكبد مؤكداً أن هذا النوع من الحالات لا يعتبر مستجداً لكنها تختلف بكونها ليست نوعاً من التهاب الكبد A أو B الشائعة عامة والمتعارف عليها.

في المقابل يسبب هذا النوع من الالتهابات مع ضرورة التأكيد بأنّه لا علاقة لفيروس كورونا ولا للقاح الفيروس بهذه الإصابات التي حصلت. فأيّ من العاملين لم يكن سبباً لهذه الإصابات.

لا يمكن التحدث عن وباء

حتى اللحظة يشدد صياد على أن المخاوف حول هذه الإصابات ليست مبررة ولا يمكن التحدث عن وباء بعد بل يمكن أن يكون ظهور هذه الإصابات في فترة قصيرة وبوتيرة متسارعة مجرد صدفة مع عودة الحياة الطبيعية خصوصاً ان فيروس adenovirus   منتشر عادةً.

كما يوضح أنه ثمة حالات استدعت إجراء عمليات زرع كبد للأطفال بسبب تطور حالة الالتهاب وحصلت حالة وفاة، إنما هذا لا يعني ان الإلتهاب يتطور في كل الحالات بل إنّ ذلك يمكن أن يحصل بشكل استثنائي وقد يكون سبب تطور الحالة أحياناً وجود مشكلات في المناعة.

ففي الحالات العادية، ما من علاج خاص لهذا الفيروس إنما تُعتمد العلاجات المساعدة للحد من الأعراض والحد من آثارها على الطفل فيما يُترك الكبد حتى يتعافى تلقائياً من الإلتهاب من دون تدخل طبي في هذا المجال. وحتى اللحظة لم تظهر بعد أيّ حالات في لبنان، وفق ما يظهر الواقع، إنما ليس متسبعداً أن تظهر حالات مماثلة كما في أيّ بلد آخر. لكن يؤكد صياد إنّ الوقت لا يزال مبكراً لإثارة المخاوف بهذا الشأن.

أما الأعراض التي يمكن أن تنتج عن هذا نوع من الالتهابات فهي ارتفاع الحرارة وأعراض الرشح والسعال والاصفرار في البشرة.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم