الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

مع ارتفاع الإصابات بكورونا... هذا ما كشفه 3 أطباء لـ"النهار" عن وضع المستشفيات

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
من داخل أحد المستشفيات ("النهار").
من داخل أحد المستشفيات ("النهار").
A+ A-

يستمر عداد كورونا بتسجيل ارتفاع في أعداد الإصابات في لبنان، بعد أن شهدنا انخفاضاً ملحوظاً فيه في الأشهر الماضية، ما كان قد بث أجواء إيجابية متفائلة بإمكان السيطرة على الوباء.

هذا الارتفاع أثار المخاوف من عودة سيناريو موسم الشتاء الماضي، في ظل الانهيار الحاصل في البلاد على المستويات كافة، وفي ظل قطاع صحي متهالك إثر الأزمات المتتالية، ما يدعو إلى التخوّف من المرحلة المقبلة، خصوصاً أن الاستهتار يبدو واضحاً في المجتمع في مختلف القطاعات والتهاون في الإجراءات الوقائية التي يفترض التقيد بها. 

وتنبئ المؤشرات الحالية بمرحلة مقبلة صعبة لا بد من التحضر لها بشكل استباقي واتخاذ تدابير متشددة تجنباً لوقوع كارثة ليست البلاد قادرة على مواجهتها، وكذلك القطاع الصحي بشكل خاص، على الرغم من تكثيف حملات التلقيح.

بالأرقام، لا تزال معدلات من تلقوا اللقاح منخفضة مقارنة بالنسبة المطلوبة لتحقيق المناعة المجتمعية. فكيف تبدو الصورة حالياً في المستشفيات وهل ارتفاع أعداد الإصابات المسجلة حالياً

انعكس على معدل إشغال الأسرّة في المستشفيات.

 

في المرحلة السابقة، ومع الانخفاض الملحوظ في معدلات الإصابات في البلاد، كانت معظم المستشفيات قد أقفلت أقسام كورونا الخاصة بها بسبب عدم وجود حاجة إليها.

وبحسب المدير الطبي في مستشفى سيدة المعونات في جبيل الدكتور زياد خوري، أقفلت طوابق العناية الفائقة الخاصة بكورونا في المستشفى من حوالى الشهرين مع انخفاض أعداد الإصابات في البلاد بشكل كانت فيه المستشفيات التي استمرت باستقبال المرضى قادرة على تلبية الحاجة.

أما في المرحلة الحالية، فيبدو واضحاً أن عدد الإصابات آخذ بالتزايد وازدادت معه الاستشارات الطبية للأطباء المتخصصين في المجال من قبل مرضى من منازلهم. فحتى اللحظة يبدو واضحاً، أن الحالات التي تظهر ليست خطيرة ولا تستدعي الدخول إلى المستشفى، فيكتفي المرضى بتلقي العلاج في المنزل، وإن كان الاحتمال وارداً بأن تزيد الحاجة إلى المستشفى في حال تسجيل عدد أكبر من الإصابات.

لكن حالياً، وفق ما يبدو واضحاً أن الأعراض خفيفة ولا تتطلب دخول المستشفى حكماً، وهي تقتصر على الرشح وعلى ارتفاع حاد في الحرارة دون تضرر في الرئتين. في المقابل، ثمة تخوّف من أن يتكرر سيناريو موسم الشتاء في الأشهر المقبلة في ظل الأزمة الاقتصادية وما يترافق معها من أزمات طالت القطاع الطبي على مختلف المستويات، حيث يعلم الكل معاناة المستشفيات مع أزمة الكهرباء والأدوية وتحديداً أدوية كورونا والمستلزمات الطبية. فهل إن الوضع الحالي يحتمل تكرار المشهد؟

انطلاقاً من هذا الواقع، يشدد خوري على ضرورة التشدد في الإجراءات الوقائية وتكثيف عملية التلقيح بهدف تأمين المناعة المطلوبة لأكبر عدد ممكن من الناس. فإذا كان المستشفى على استعداد لإعادة فتح الطوابق، ماذا عن المسائل اللوجيستية التي يصعب حالياً تأمينها؟

من هنا أهمية تجنب ارتفاع معدل الإصابات في ظل هذه الظروف. يضاف إلى ذلك أن هجرة الاطباء والممرضين تزيد الوضع سوءاً في المرحلة الحالية. لذلك، تعلّق الآمال بحسب خوري على التشدد في الإجراءات الوقائية كما قبل أشهر وعلى التلقيح، لأنه في حال ارتفاع معدل الإصابات، تكون الاعراض خفيفة ولا تستدعي دخول المستشفى، تماماً كما حصل في بريطانيا. في الوقت نفسه، ينصح خوري بالتركيز على تلقيح فئة الشباب لاعتبارهم أكثر من يخالطون وينشرون الفيروس.

من جهته، يشير المدير الطبي في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الدكتور جورج دبر إلى أنه من حوالى أسبوع بدأ يُسجّل ارتفاع في أعداد الإصابات في داخل المستشفى. فقد امتلأت الأسرّة في الطابق المخصص لكورونا، علماً أنه في مرحلة سابقة كانت هناك 3 طوابق مخصصة لكورونا، لكن مع انخفاض معدل الإصابات بقي طابق واحد، خصوصاً أن المشاكل اللوجيستية تمنع تشغيل باقي الطوابق، إضافة إلى هجرة الممرضين، ما جعل العدد المتبقي غير كافٍ.

ويشرح دبر أن أكثر من يحتاجون إلى المستشفى جراء الإصابة بكورونا هم أولئك الذين يعانون مشاكل صحية أو يعانون ضعفاً في المناعة. فأحياناً حتى في حال تلقي اللقاح، قد تستدعي الحالة الدخول إلى المستشفى بسبب المضاعفات، وإن كانت الأمور لا تصل غالباً إلى حد الدخول إلى العناية الفائقة. أما بالنسبة إلى فئة الشباب ومن لديهم صحة جيدة، فلا يحتاجون إلى المستشفى في حال تلقي اللقاح وكانت أعراضهم خفيفة.

وتحسباً للارتفاع الزائد المتوقع في عدد الإصابات إذا استمرت الأمور على ما هي عليه اليوم، يشدد دبر على ضرورة التشدد في الإجراءات الوقائية ووقف الاستهتار الحاصل في المجتمع. ويبدو واضحاً أن ثمة تهاوناً يهدد بزيادة كبرى في الأعداد، فيما الأوضاع الحالية في البلاد وفي القطاع الطبي لا تحتمل حدوث كارثة من هذا النوع. فالإمكانات غير متاحة أبداً أمام مختلف الأزمات التي تطال القطاع الطبي والمستشفيات، ومنها النقص في المستلزمات الطبية أو توافرها بأسعار خيالية، وأيضاً هجرة الأطباء والممرضين.

من هنا أهمية الوقاية وتوعية المجتمع على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية من جهة والحرص على تلقي اللقاح، والبلد لا يحتمل الإقفال من جديد. وينصح بالسير على خطى الدول الأوروبية التي أصبح فيها اللقاح إلزامياً للدخول إلى الأماكن العامة.

وأكد على ضرورة تكثيف حملات التلقيح إلى أقصى حد ممكن في المرحلة الحالية لتشمل من هم اصغر سناً بمعدلات كبرى. كما أن التشدد في الإجراءات في المطار ضروري، مع ضرورة متابعة الحالات الإيجابية ومن يخالطها من قبل وزارة الصحة واللجنة

الطبية.

 

في مستشفى الحريري الحكومي الذي استمر باستقبال مرضى كورونا في الفترة  الماضية، يوضح رئيس قسم الأمراض الجرثومية الدكتور بيار أبي حنا أن أعداد الإصابات في تزايد، ومعظم من أدخلوا إلى المستشفيات هم ممن لم يتلقوا اللقاح وكونهم في سن صغيرة. لا يزال الوضع مقبولاً وإن كانت نسبة معينة منهم قد اضطرت إلى دخول العناية الفائقة. كما يقول إن أعداد الوفيات لا تزال منخفضة، ولكنها في تزايد، ما يثير المخاوف ويدعو إلى التشدد في الوقاية والالتزام، وبشكل أساسي بتلقي اللقاح دون تردد لأن دوره الوقائي لا جدال فيه.

كذلك يشير إلى ان الأوضاع الحالية في المستشفيات لا تسمح بالتهاون أبداً والتشدد مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى خشية وقوع كارثة، في ظل أوضاع اقتصادية كارثية وارتفاع التكاليف على المستشفيات وعلى المرضى أيضاً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم