الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كل هذه الأمراض قد تزيد بسبب فيروس كورونا

المصدر: النهار
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-

شيئاً فشيئاً تتضح الأمور للباحثين حول حقيقة المضاعفات البعيدة المدى لكورونا، ويبدو أن الأخبار لا تدعو إلى التفاؤل. فبعد انقضاء عامين على انتشار الوباء، وبالرّغم من أنّ الملايين أصيبوا بالفيروس وتعافوا من الإصابة، فقد عانوا من مضاعفات الفيروس طوال أشهر عديدة. صحيح أن الفيروس يصيب الجهاز التنفسي، لكنّه وفق ما تبين أن من الممكن أن يُسبّب مشكلات في أعضاء عديدة، وأن يُصيب وظائف بالخلل، بحسب ما نشر في Washingtonpost.

في متابعة لـ57 دراسة أجريت حول العالم، وتناولت أكثر من 250 ألف شخص، تبين أن المتعافين من كورونا عانوا مضاعفات قصيرة المدى، وأخرى بعيدة المدى. فبعد 6 أشهر من تشخيص المرض، كانت نسبة تخطّت الـ50 في المئة من المتعافين لا تزال تعاني بسبب عارض على الأقلّ. وفي دراسة إحصائية واسعة، أجريت في العام الماضي، وتناولت 3762 شخصاً في 57 دولة، تبيّن أن أكثر الأعراض شيوعاً هي التعب والانزعاج بعد القيام بجهد والاضطرابات الإدراكيّة وضبابيّة الدّماغ. كذلك عانى كثيرون من الأرق وغيره من اضطرابات النوم، ومن التسارع في دقّات القلب وآلام العضلات والمفاصل وضيق النفس والدوار.

وفي دراسة أخرى، ظهر أنّ المتعافين من كورونا عانوا مشكلات في القلب ومشكلات صحيّة كالجلطة، بعد أشهر من الإصابة بالفيروس.

وقد تبيّن في إحدى الدراسات أن الفيروس بإمكانه إصابة الجهاز العصبيّ للأشخاص الذي يعانون اضطرابات مرتبطة بالجهاز العصبيّ، على الرغم من أنه لم تظهر آثار للفيروس في محيط الدماغ. وقد تكون المشكلة الأساسية في جهاز المناعة لهؤلاء الأشخاص، ممّا يؤدّي إلى مضاعفات من هذا النوع. وبنتيجة دراسة أن المضاعفات البعيدة المدى لكورونا قد تنجم عن تضرّر في أحد الأعصاب، بين الدماغ والقلب والرئتين والأمعاء وعدد من الأعضاء، بما فيها تلك المسؤولة عن البلع.

من جهة أخرى، تم تسليط الضوء على الآثار البعيدة المدى للجائحة على الصحّة النفسية. فالذين يعانون مضاعفات كورونا على المدى البعيد قد يواجهون مشكلة فقدان الوظيفة، ويعانون اضطرابات كالاكتئاب والقلق المرضي. ولا بدّ من أخذ هذه المشكلات بعين الاعتبار.

وتظهر التقديرات أن هذه المسألة يمكن أن تشكّل تحدّياً مهمّاً للقطاع الطبيّ في مختلف أنحاء العالم، ممّا يدعو إلى التدخّل السّريع لمواجهته عبر اتّخاذ الإجراءات اللازمة، واكتشاف الأسباب والتداعيات الكافة، التي يُمكن أن تنجم عن المرض لمعالجة الأمور بالشكل المناسب، وللتصدّي لها قبل أن تُصبح الأمور أكثر تعقيداً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم