الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

استهلاك المضادات الحيويّة... ما هي مخاطرها على الأطفال؟

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-

في السنوات الأخيرة، ازداد بشكل ملحوظ استهلاك المضادات الحيوية. وكثيرون يعتمدونها عشوائياً منذ بداية ظهور أعراض المرض.  وغالباً ما تعتبر حلاً سريعاً للتخلص من هذه الأعراض، خصوصاً لدى الأطفال. وبحسب طبيب الأطفال الدكتور رمزي أبو جودة، لا يوصف المضاد الحيوي إلا وفق معايير معينة يحددها الطبيب. فلاعتماده تلقائياً وبشكل متكرر تداعيات لا يمكن الاستهانة بها، ليس بالنسبة إلى المريض فحسب، بل أيضاً بالنسبة إلى المجتمع ككل؟

 

ما هي المعايير التي يعتمدها الطبيب للجوء إلى المضاد الحيوي؟

 يعتمد البعض على ارتفاع الحرارة أحياناً، إنما هذا لا يعتبر معياراً أبداً. فالفحص السريري هو الذي يسمح بتحديد ما إذا كانت حالة الطفل تستدعي اللجوء إلى المضاد الحيوي أم لا، وإن كان الفحص أحياناً يترك مجالاً للخطأ. أما أبرز المعايير التي يشير إليها أبو جودة فهي:

- وجود صوت خرير في الصدر

وجود مادة مخاطية في الغائط -

- وجود قيح في البلعوم أو في الأذن

هذه العلامات تشير إلى أن سبب المرض قد يكون جرثومياً، ما يستدعي حكماً اللجوء إلى المضاد الحيوي. إنما يبقى الخطأ ممكن. لذلك، قد يتم اللجوء إلى فحص الدم، فيُظهر مستوى  الـ CRPومعدلات الكريات البيضاء ما إذا كانت الحالة تستدعي وصف المضاد الحيوي. وبالتالي هذه المعايير يحددها الطبيب وحده لكي يصف المضاد الحيوي للطفل، أو ما إذا كان يجب الانتظار حتى تزول الحالة تلقائياً، خاصة إذا كان سببها فيروسياً، ولا يكون المضاد الحيوي مفيداً لها ولن يساعد في تعافي المريض.

ويشير أبو جودة، إلى أنه من خلال الفحص السريري أحياناً، وفي حال وجود التهابات معينة في الرئة، قد لا يظهر بوضوح من خلال استخدام السماعة. لذلك يبدو الفحص وسيلة فاعلة لتحديد أساس المشكلة، ويتم اللجوء إلى المضاد غالباً في حال استمرار ارتفاع الحرارة.

لكن إذا كان سبب المرض فيروساً، فهو يشفى تلقائياً مع مرور الوقت. فحتى إذا طالت مدة تعافي الطفل، على الأهل أن يدركوا أنه لا يمكن إلا الانتظار ووصف الأدوية المخفضة للحرارة والتي تسمح بالسيطرة على أعراض المرض لا أكثر، والحل ليس أبداً في المضاد الحيوي لأنه ليس العلاج المناسب لأي التهاب فيروسي بل للالتهابات الجرثومية، حتى في حال ارتفاع الحرارة. علماً أن الارتفاع الكبير في الحرارة ينتج غالباً عن فيروس وليس عن بكتيريا.

لماذا تعتبر كثرة استهلاك المضاد الحيوي مضرة ولا بد من وصفه بتأنٍ؟

في الواقع إن الضرر الناتج عن كثرة استهلاك المضاد الحيوي، لا يقتصر على المريض فحسب، بل يطال المجتمع ككل، وقلائل يدركون ذلك. فبالدرجة الأولى، بات معروفاً أن تناول المضاد الحيوي بشكل مفرط وتلقائي من دون مبرر، له آثار سلبية على الشخص لأنه يولّد مقاومة لدى المريض ولا تعود هناك فعالية للعلاج.

من جهة أخرى، إن تناول المضاد الحيوي يؤذي البكتيريا الجيدة، لكنها من المشكلات غير الدائمة إذ يعود الجسم إلى إنتاجها بسرعة. في المقابل، إن التداعيات الأكثر خطورة لكثرة استهلاك المضادات الحيوية تطال المجتمع ككل لأن المريض ينقل عندها الميكروبات المقاومة للعلاج فيصبح المجتمع مقاوماً له أيضاً.

 ومع الوقت تزداد صعوبة إنتاج مضادات حيوية أكثر فاعلية في مواجهة البكتيريا مع ازدياد المقاومة في المجتمع على العلاجات المتوافرة. هذا ما يوصل طبياً إلى حائط مسدود مع الوقت في مواجهة هذه الأمراض، إذا ما استمرّ الوضع على حاله.

 

هل من مضادات حيوية معينة لكل حالة؟

بشكل عام، يوضح أبو جودة أن الـaugmentin يعتبر أكثر المضادات الحيوية المتوافرة فاعلية وأقدمها. خصوصاً أنه يظهر فاعلية على معظم أنواع الجراثيم سواء كانت عبارة عن التهاب في البول أو في الأذن أو في البلعوم  أو غيرها، فهو يغطي أكبر عدد ممكن من الحالات والبكتيريا.  لكن في الوقت نفسه، تتوافر مضادات حيوية خاصة للالتهاب الرئوي وأخرى لالتهاب الأذن فتكون أكثر فاعلية لحالات معينة وهي خاصة بها.

 

ماذا إذا ظهرت آثار جانبية عند الطفل بسبب المضاد الحيوي المناسب لحالته، هل يمكن تغييره؟

قد يكون من الضروري تغيير المضاد الحيوي إذا عانى الطفل حساسية على هذا المضاد. عندها يكون الحل الوحيد باللجوء إلى عائلة أخرى من المضادات الحيوية. كما يمكن أن يعاني الطفل آثاراً جانبية أخرى كالإسهال مثلاً أو الغثيان أو غيرهما. فإذا كان قادراً على تحمّل هذه الآثار الجانبية يمكن الإبقاء على المضاد الحيوي نفسه إلى حين انتهاء مدة العلاج. مع الإشارة إلى أن ثمة مضادات حيوية لا تسبب هذا النوع من المشاكل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم