في ارتفاع معدّلات الحديد في الدم... متى يصبح الوضع خطيراً؟

يعتبر ارتفاع معدلات الحديد في الدم خطيراً بقدر انخفاض معدلاته. فيمكن أن تكون لهذه الحالة مضاعفات خطيرة على الصحة وتحديداً على الكبد والقلب والبنكرياس، ما يستدعي إعارتها أهمية كبرى ومعالجتها، بحسب ما نشر في doctissimo.

ما أهمية الحديد في الجسم؟

يعتبر وجود الحديد في الجسم حيوياً بما أنّ الكريات الحمراء تحتاجه في استخدام الأوكسيجين ونقله. في الواقع يساعد في تغذية كافة الأعضاء الأوكسيجين. هو يُخزَّن في الكبد ويرتبك بالبروتينة التي تعرف بالـferritine التي تنقله وتضبط استخدامه بحسب حاجات الجسم. عندما ترتفع معدلات الحديد، يُخزَّن في أعضاء عدة ومنها الكبد الذي يتعرض إلى التهابات في مواجهة هذه الزيادة. فيمكن أن يحصل تشمّع في الكبد أو سرطان في الكبد، إنّما أيضاً يمكن التعرّض إلى قصور في القلب وإلى السكّري بسبب تخزينها في البنكرياس.

ما معدلات الحديد الطبيعية في الجسم؟

ترواح معدلات الحديد الطبيعية في الجسم ما بين 70 و175 ميكروغرام/ديسليتر لدى الرجل وما بين 50 و150 لدى المرأة. تعتبر المعدلات مرتفعة عندما تتخطى الـ200 ميكروغرام/ديسليتر أو 400 لدى المرأة التي في مرحلة انقطاع الطمث.

ما أسباب ارتفاع معدلات الحديد في الجسم؟

ثمة أسباب محدّدة باتت معروفة لارتفاع معدلات الحديد في الجسم وهي:

-الإفراط في تناول الكحول واستهلاكها بشكل مزمن: فيؤدّي النبيذ مثلاً الذي يحتوي على نسبة عالية من الحديد إلى ارتفاع معدلات الـferritine كما أنّ الإدمان المزمن على الكحول يؤدي إلى تغييرات على مستوى الكريات الحمراء ما يحرّر الحديد الذي تحتوي عليه ويخزنه في الكبد. حتى أنّ وظائف الكبد تتغير وتتراجع نتيجة استهلاك الكحول بكثرة بحيث يصبح عاجزاً عن نقل الحديد.

-تراكم الدهون في الكبد: هذا ما يحصل غالباً للأشخاص الذين يعانون السمنة أو السكري. فوجود الدهون بكميات زائدة يمكن أن يؤدي إلى التهاب في الكبد وإلى إنتاج زائد في الـferritine.

-التهاب الكبد الفيروسي أو الالتهابات المزمنة.

-ترسّب الأصبغة الدموية وهو عبارة عن مرض جيني يؤدّي إلى امتصاص الحديد بمعدلات زائدة. وتنتج هذه الحالة عن طفرة جينية.

كيف تُشخّص حالة ارتفاع معدلات الحديد؟

يتم تشخيص الحالة من خلال فحص معدلات الـferritine والـfer serique عبر فحص للدم على الريق. فعلى أساس المعدلات التي تظهر يمكن تحديد ما إذا كانت الحالة موجودة فعلاً.

كيف يمكن الوقاية من هذه الحالة ومعالجتها؟

بالإضافة إلى الحلول الطبية التي يمكن اللجوء إليها في حالات معينة كما في حال وجود مشكلة جينية، قد يكون من الممكن اللجوء إلى الحمية الغذائي. عندها يجب الحدّ من تناول الأطعمة الغنية بالحديد كاللحوم الحمراء وثمار البحر والسردين. يجب استهلاك الشاي والقهوة باعتدال، فيما يتمّ التركيز بشكل أساسيّ على الحليب ومشتقاته والبروتينات النباتية. في المقابل يجب تجنّب مكملات الفيتامين ج بما أنّه يزيد من قدرة الجسم على امتصاص الحديد ما يستدعي تجنّبها قدر الإمكان في مثل هذه الحالات.