الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كورونا تضاعف وفيات الأمهات في لبنان: مناشدة لرفع معدّلات التلقيح

المصدر: النهار
 التشديد على ضرورة تلقيح الحامل تفاديا لكلّ العواقب.
التشديد على ضرورة تلقيح الحامل تفاديا لكلّ العواقب.
A+ A-
كتب الإختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد ورئيس اللجنة التقنية للكورونا والحمل الدكتور فيصل القاق

كان لبنان سبّاقاً في تحقيق الهدف الخامس من أهداف الألفية للتنمية، والهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠، لجهة خفض وفيات الأمهات بمعدل ٧٥%، تمّ هذا الإنجاز نتيجة جهود اللجنة الوطنية للأمومة المأمونة في وزارة الصحة العامة، ومرصد المعطيات الحيوية، وفريق الرعاية الأوليّة في الوزارة، والجمعية اللبنانية للتوليد والأمراض النسائية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الصحة العالمية، ونقابة القابلات القانونيات وغيرهم، ممن ساهم في تطوير ودعم آليات رصد الوفيات وتحليل أسبابها والعمل على التدخّل المبكر لمنع تكرارها.

سجّل لبنان ومنذ ٢٠٠٩-٢٠١٠ معدّلًا رسميًّا بـ٢٣ وفاة لكلّ مئة ألف ولادة حيّة، محافظاً على معدّل وفيات دون ذلك، على الرغم من التزايد الكبير للولادات مع بدء الأزمة في سوريا عام ٢.١١. شكّل النازحون السوريّون ضغطًا شديدًا على القطاع الصحّي في لبنان وبالتحديد لناحية حجم الولادات، والذي لامس الخمسين ألف ولادة في بعض السنوات، غير أنّ معدّل الوفيات لم يتجاوز الرقم الرسميّ مطلقاً، لا بل كان في حدود ١٧-٢٠.

منذ ٢.١٨- ٢.١٩ دخل لبنان في عاصفة متكاملة من الانهيارات، وانتشرت جائحة كورونا في أرجاء البلاد والعالم أجمع. انتقل لبنان عبر مراحل التفشّي الكامل، وواجه السيناريو الإيطالي في ظلّ إنهاك متدرّج للقطاع الصحّي، وتكاثرت الإصابات والوفيات في مختلف الشرائح العمرية والسكانية ومنها الحوامل، مما استدعى استنفاراً متعدّداً على كلّ المستويات، ومنه تشكيل لجنة تقنية للكورونا والحمل في وزارة الصحّة، كون الحوامل تعتبر فئة تستوجب عناية خاصّة بكلّ المعايير.
 

عملت اللجنة على إنتاج مواد علمية للتوعية وبروتوكولات لتقصّي وإحالة الحوامل المصابات وكيفية علاجهنّ. وقامت اللجنة ايضًا بتدريب كوادر طبية لمقاربة وعلاج الحوامل المصابات بكورونا. كما وطالبت اللجنة منذ الأيّام الأولى بتلقيح الحوامل معتمدة على التقارير العلمية العالمية التي ظهرت مع بدايات انتشار اللقاح. خلال هذه الفترة ٢٠١٩-٢٠٢٠، بقي معدّل الوفيات ضمن السقف الرسميّ، على الرغم من التراخي الرسمي والشعبي في دفع تلقيح الحوامل وتلقّف اللقاح من قبل الحوامل نتيجة تردّد بعض مقدّمي الرعاية والحوامل أنفسهنّ، مع كلّ ما قامت به اللجنة من توعية شاملة ومكثفة مواكبة للدراسات العالمية المشجّعة للقاح، لما له من فوائد وقائيّة بارزة للأم والجنين.
 
راكمت الدراسات كمية وافرة من المعلومات التي أكّدت أنّ إصابة الحامل بعوارض كورونا الشديدة يؤدّي الى عواقب خطيرة منها: الطلق المبكر، مضاعفات الضغط الحملي، دخول العناية الفائقة، والوفاة. حمل ذلك المرجعيات العلمية الدولية على التشديد على ضرورة تلقيح الحامل تفاديا لكلّ تلك العواقب.
 
جاء العام ٢٠٢١ وجاءت معه المتحوّرات، دلتا وأوميكرون وغيرها. تعتبر دلتا أشدّ وطأة على الحامل وعلى الجنين بحسب مركز ضبط الأمراض في الولايات المتّحدة الأميركيّة. مع بداية العام حتّى كتابة هذه السطور، ومع تفشّي الوباء المستجد (وتحديدًا دلتا)، وأمام النسبة غير المقبولة لتلقيح الحوامل، وتدنّي مستوى رعاية الحمل، قفزت وفيات الأمهات في هذه الفترة نحو الضعفين، متجاوزة للمرّة الأولى منذ سنوات المعدل الرسميّ لوفيات الأمهات.

أمام هذا الواقع، ليس أمامنا إلّا أن ندفع في اتّجاه رفع معدّلات التلقيح وبالسرعة القصوى وتخصيص الحوامل كفئة ذات عناية خاصّة، وإلزام مقدّمي الرعاية بتقديم المشورة العلمية حول اللقاح دون إكراه، والعمل على دعم رزمة رعاية الحمل والولادة لتفادي تدنّي زيارات الحمل ونوعية متابعة الحمل والولادة،
" اظهر تقرير من مركز ضبط الامراض CDC في ايلول الماضي ان حوالي ٩٨٪؜ من الحوامل اللواتي دخلن المستشفيات للعلاج من مضاعفات كوڤيد، كنّ غير ملقحات"
آن الاوان لاعتبار الخدمات الأساسية للنساء خدمات ضرورية تستوجب الحماية والدعم والرعاية الشاملة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم