الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

خطر الحساسية يزداد عند تناول هذه الأدوية... أعراض غير متوقَّعة وصولاً إلى الموت

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
أعراض غير متوقعة قد تنتج عن الحساسية الدوائية.
أعراض غير متوقعة قد تنتج عن الحساسية الدوائية.
A+ A-

فيما تتوجه الأنظار إلى كورونا كوباء عالمي يجتاح الكرة الأرضية، يتم التهاون في مشكلات أخرى يمكن التعرّض لها وهي لا تقل خطورة لجهة تهديدها أيضاً الحياة. الحالة التي أصابت ليلى سليم التي نشرت صورتها وأرفقتها بتغريدة، أوضحت فيها ما حصل لها، تدعو إلى تسليط الضوء عليها نظراً لخطورة ما تعرضت له بسبب حساسية على دواء. فالحساسية على الأدوية يمكن أن تتخذ منحىً خطيراً، فتهدد حياتنا في حالات معينة ما لم نعِ سريعاً الأعراض التي يمكن التعرض لها. تحذر الطبيبة الاختصاصية في السموم وطبيبة الطوارئ في المركز الطبي للجامعة الاميركية في بيروت الدكتورة ثروت الزهران مما يمكن التعرض له جراء تناول أدوية معينة يزيد فيها خطر التعرض لحساسية.

هل من أدوية معينة يزيد فيها خطر التعرض لحساسية عند تناولها؟

يزيد خطر التعرض للحساسية مع أدوية معينة يمكن تناولها. فتوضح الزهران أنه في كل دواء احتمال حصول حساسية يراوح بين 5 و10 في المئة، لكن يزيد الخطر مع أدوية معينة ليتخطى الـ10 في المئة، منها البنيسيلين والمضادات الحيوية ومضادات الالتهاب والأدوية من عائلة Sulfa وبعض الأدوية التي توصف لنوبات داء الصرع أو للمزاج. كما يزيد الخطر في بعض أدوية العلاج الكيميائي. ويعتبر دواء Tegretolالذي تسبب بهذه الحالة التي تعرضت لها ليلى من الأدوية التي يُعرف عنها أن خطر الإصابة بالحساسية عند تناولها يزيد ويتخطى  الـ 10 في المئة.

 

هل يعتبر بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالحساسية عند تناول أدوية معينة؟

من المؤكد أن بعض الأشخاص يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بالحساسية عند تناول أدوية معينة. فثمة عوامل تلعب دوراً في ذلك وتزيد الخطر:

- تعتبر المرأة أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الحساسية، خصوصاً في ما يتعلّق بأدوية معينة. ففي أدوية البنيسيلين يبدو الاحتمال نفسه بالنسبة إلى المرأة والرجل. أما في الأدوية التي توصف عند الخضوع لعملية مثلاً والخاصة بالأعصاب والعضلات فتعتبر المرأة أكثر عرضة للحساسية.

- في حال وجود تاريخ حساسية على الدواء وحصول ردة فعل حساسية عند تناول أيٍّ منها.

- في حال التعرّض بشكل مستمر للأدوية بسبب الإصابة بأمراض مزمنة مثلاً. في هذه الحالة يمكن التعرض للحساسية عند تناول الدواء نفسه في مرحلة من المراحل أو حتى في حال تناول دواء آخر. أي أن السبب هنا، بحسب الزهران هو كثرة التعرض للحساسية.

- في حال وجود عوامل جينية من نوع HLA-b تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالحساسية الدوائية، وهي عبارة عن مجموعة من البروتينات على سطح الخلايا هي مسؤولة عن ضبط المناعة. فثمة أشخاص هم أكثر عرضة لهذه الحالة ويزيد الخطر في حال وجود عوامل أخرى. فعلى سبيل المثال في حال تناول دواء Tegretol الذي يزيد فيه خطر الحساسية ووجود العوامل الجينية أيضاً، يبدو الخطر أكبر ويمكن التعرض لمتلازمة ستيفنس جونسون الذي تعرضت له ليلى فحصلت ردة فعل الحساسية هذه لديها. علماً ان هذه الحالة هي حالة متقدمة من الحساسية يعتبر الآسيويون أكثر عرضة لها، لكنها ليست شائعة في لبنان.

أما الأعراض التي ظهرت لديها فتعرف بأنها ناتجة عن تفاعلات جلدية مخاطية، حيث يحصل انفصال في البشرة وتنخر فيها Necrosis حيث قد تموت الأنسجة نتيجة عدم وصول الدم إليها. مع الإشارة إلى أن هذه المتلازمة تعتبر أكثر شيوعاً لدى من لديهم هذه العوامل الجينية وتحصل أكثر في الأسابيع الـ8 الأولى من تناول الدواء. علماً ان الأعراض قد تحصل في داخل الجسم ومنها ما يكون ظاهراً. فقد يحصل جفاف في الفم، في العينين، في الاعضاء التناسلية مثلاً نتيجة خسارة السوائل مع الجلد. كما يمكن التعرض لاضطرابات في الأملاح في الجسم وفي الكلى أيضاً. ويكون الشخص في هذه الحالة أكثرعرضة للالتهابات الجرثومية ومشاكل الرئتين وآلام المفاصل والتقرحات في الأمعاء.  من الأعراض ما يعتبر طويل المدى ويستمر لفترة طويلة حتى سنوات عديدة.

- في حال وجود أمراض معينة كالأيدز أو اللوكيميا أو أمراض أخرى مرتبطة بالLymphocytes

أما السن فلا يبدو معياراً لزيادة خطر التعرض للحساسية الدوائية.

ما الحل في حال التعرض لحساسية على دواء ثمة حاجة إليه؟

ثمة بدائل دائماً للأدوية التي يمكن التعرض للحساسية عند تناولها، بحسب الزهران في حال كانت هناك حاجة لتناول دواء بسبب حالة معينة. كما يتم تصنيف درجات الحساسية، فإذا كانت هناك ضرورة لتناول دواء معين وحصلت طفرة جلدية خفيفة بسببه يمكن تناوله تحت مراقبة الطبيب. هذا مع الإشارة إلى أن أعراض الحساسية الناتجة عن الدواء يمكن أن تظهر خلال دقيقتين، ومنها ما قد يظهر بعد أكثر من ساعة وهي ردة فعل متأخرة ونادراً يمكن ان تظهر الأعراض خلال أسابيع أو أشهر.

 

ما العلاج؟

يعد تشخيص الحالة بالخزعة وفحوص الدم الخطوة الأولى الأساسية بحسب الزهران لوقف الدواء. إلا أن هذا لا يؤدي إلى وقف الأعراض تلقائياً، لأن النتيجة تكون قد حصلت وتحتاج الحالة عندما تكون متقدمة كما في حال الإصابة بمتلازمة ستيفنس جونسون إلى أطباء من اختصاصات متعددة. وقد تكون هناك حاجة أيضاً إلى إرسال المريض إلى مركز متخصص للحروق.  في المقابل يعتبر تأمين السوائل للجسم ضرورياً إضافة إلى العناية بالجروح والأدوية التي تساعد على الحد من الأعراض والسيطرة عليها. ثمة ادوية تخفف من ردة الفعل بتخفيف المناعة لكن الخطر يكون هنا في احتمال الإصابات بالتهابات بسبب ضعف المناعة فيما يكون المريض أصلاً أكثر عرضة للإصابة بها. الأهم هو الاهتمام بالأعضاء المتأثرة وتعالج كل حالة على حدة بحسب الأعراض والمضاعفات التي تظهر.

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم