الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"النساء من أجل القيادة"... تقلا شمعون مكرَّمة وانتفاضة سينمائية ضد "تجّار الأدوية"

المصدر: "النهار"
ايسامار لطيف
ايسامار لطيف
من حفل تكريم الممثلة تقلا شمعون.
من حفل تكريم الممثلة تقلا شمعون.
A+ A-
"النساء من أجل القيادة"، تحت هذا الشعار أقيم مهرجان بيروت السينمائيّ لهذا العام في دورته الخامسة، استكمالاً لرسالته في دعم المرأة اللبنانيّة وتمكين وجودها في المجتمع، فوقع الاختيار على تكريم ممثلة قديرة، اشتُهرت بفنّها وأعمالها، لتكون قدوة يُحتذى بها هذا العام وكلّ عام.

يتنافس في المهرجان 71 فيلماً من 40 دولة، منها 51 فيلماً قصيراً و20 فيلماً روائياً طويلاً، وذلك ضمن مسابقاته: الروائية الطويلة، والروائية والوثائقية القصيرة، والرسوم المتحرّكة وأفلام الرقص. وبعد كلّ عرض يجتمع الأبطال مع المخرجين والكتّاب لمناقشة الأفلام مضموناً وتقنياً، ممّا يخلق جوّاً من المشاركة والنقاش ويوجد آفاقاً لتبادل الخبرات ونشر المفهوم السينمائي الحقيقيّ بين الأفراد.

تقلا شمعون تُكرّم على عرش السينما والمرأة
تزامناً مع يوم المرأة العالمي الذي يحلّ في الثامن من 8 آذار الجاري، يكرّم المهرجان سنوياً شخصية نسائية بارزة في عالم السينما والدراما العربية، ووقع الاختيار هذا العام على الممثلة وأستاذة الدراما تقلا شمعون، بطلة مسلسل "عروس بيروت"، الحائزة جائزة الـ"موريكس دور" عن دورها في فيلم "مورين" عام 2019.

وفي حديث خاصّ لـ"النهار"، تلفت شمعون إلى "وجود جهات لا تزال تهتمّ بالفنّ وأهله، وهي حريصة على تكريم وتقليد الممثلين لتقديم صورة مثالية عن الفنّ والبلد في وقت نحتاج فيه إلى أخبار مفرحة ونجاحات مثل هذه التي نشهدها اليوم في مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة"، مضيفةً: "في ليلة تكريمي شعرتُ بأنّ قلبي كبير، فكنتُ سعيدة جداً لأنّني كُرّمت من قبل جهة فنيّة حقيقيّة، وبالتالي أعطوني قيمة كبيرة وأنا ممتنة لذلك كثيراً".

ونوّهت بـ"دور المرأة الفعّال في المجتمع الذي لا بدّ من تسليط الضوء عليه ليس فقط في 8 آذار بل في كلّ لحظة لأنّها مصدر الحياة وأساسها".

وفي ما يتعلّق بدور السينما اليوم أمام العالم الرقميّ وظهور المنصّات، أوضحت شمعون أن هذا "أمر طبيعيّ ولن يؤثر على الممثل لأنّه موجود مهما حدث، لكنّه يخلق نوعاً من التقوقع على الذات أثناء مشاهدة الدراما لأنّ التلفزيون يجمع أفراد الأسرة الواحدة الذين يتشاركون في الأفكار والتعليقات، على عكس ما نشهده اليوم".

وعن مسلسل "عروس بيروت"، رأت شمعون أنّ هذه التجربة أضافت إلى مسيرتها الفنيّة، وقدّمت لها الكثير على الصعيد العربيّ، إذ إنّ المسلسل يُعدّ ظاهرة دراميّة بكل ما للكلمة من معنى على الأصعدة كافة. وتُضيف: "أتمنّى أن تُقدّم لي نصوص على المستوى المطلوب وطبعاً سأكون موجودة عندها ولكنّني الآن في فترة استراحة ولا أخطّط لأيّ جديد".

 
 
 
الفنّ في مواجهة الانهيار

يقول المنتج السينمائي ومؤسّس ورئيس مجتمع بيروت السينمائيّ سام لحود في حديث لـ"النهار" إنّ "اختياره لخوض هذه المغامرة وإقامة المهرجان في الظروف الراهنة ليس إلّا خياراً شخصياً ينبع من داخل المرء عادةً عندما يكون شغوفاً بالشيء الذي يفعله"، مضيفاً "وهذا ما آمنت به انطلاقاً من إيماني بلبنان والسينما والمواهب الشابة التي نمتلكها والتي ربما تحتاج إلى فرصة أو إلى تشجيع".

على الرغم من تدهور العملة المحليّة والتراجع الاقتصادي والمشاكل الاجتماعيّة التي يعيشها البلد، قرّرت مجموعة من الشبان والشابات المخاطرة وإقامة المهرجان السينمائيّ. من جهته، يشرح لحود أنّ "لكل إنسان خياره الخاصّ ولا يمكننا التحكّم في كلّ شيء، إلّا أننا نستطيع التحكّم في السينما، وإذا أردنا البقاء على هذه الأرض فلا بدّ من تحسينها، فدائماً يسعى الإنسان في طبعه إلى تقديم كلّ ما هو أفضل، أو إلى تجديد بعض الأمور كي لا يشعر بالإحباط أو الروتين، وهذا ما حاولنا فعله عبر تقديم مواضيع جديدة وعصرية تتمحور حول المرأة بطبيعة الحال وتتناول قضايا مجتمعية هامّة وليست مستهلكة كي لا يضجر المشاهد، وكالمعتاد فإن العروض مجانيّة أي بإمكان عشاق السينما مشاهدة ما يحلو لهم بلا تكلفة، وخاصّة في ظلّ الأوضاع الراهنة".

ويلفت لحود إلى أن هدف المهرجان هو "التوعية على ثقافة التوازن النوعي وحقوق الإنسان وتمكين المرأة وتشجيعها لتكون فاعلة وصاحبة قرار في الصناعة السينمائية". ويتابع: "كما أنه يسلّط الضوء مجدّداً على نساء مناضلات، يرفضن الخضوع لدور الضحيّة، ويصمّمن على صناعة أقدارهنّ بطريقة إيجابية".

أمّا عن تكريم تقلا شمعون، فأوضح المنتج السينمائيّ أن "هذه الخطوة كانت بمثابة تكريم لالتزام وأخلاقيات وموهبة تقلا شمعون، الفنانة اللبنانية، التي قدّمت الكثير ولا تزال للفنّ اللبنانيّ عموماً وللدراما اللبنانيّة خصوصاً، وهذا بحدّ ذاته فخر كبير للمهرجان وفاعلياته بأن تحمل ممثلة قديرة اسم المهرجان وقضايا المرأة التي مثّلتها بأجمل صورة".

وتشارك الكاتبة والناقدة المصرية ناهد صلاح في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، برئاسة الممثلة اللبنانية كارمن بصيبص، وبمشاركة المخرجة اللبنانية ليال راجحة، بينما تترأس ندى دوماني مديرة مهرجان عمّان الدولي السينمائي لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، بعضوية اختصاصية علم النفس اللبنانية الدكتورة روز ماري شاهين، الشاعرة والناقدة والإعلامية البحرينية بروين حبيب، المخرجة اللبنانية لارا سابا، كما تترأس الفنانة ألين لحود لجنة تحكيم أفلام الرقص.


 
"الفرح يخلق المعجزات"

لينا هي الشابّة والطالبة التي راودتها أحلام الليل واليقظة، فسرقت منها أيّام حياتها وأمّها معاً، لتصحو على حقيقة موجعة وخسارة فادحة، وتربح بالمقابل... نفسها.

"الفرح يخلق المعجزات"، بهذه العبارة بدأ فيلم "فرح" وبها انتهى، في إشارة إلى أنّ السعادة تكمن في داخل كلّ فرد منّا، لا في كبسولة دواء تتحكّم بخلايانا، أو بشخص قد يفارقنا في أيّ لحظة، وإنّما السعادة شعور خفيّ نتمسّك به خشية فقدانه، مع العلم بأنّه حيّ فينا لا يضيع ولا يموت، بل يأخذ قيلولة قصيرة فيسمح لنا من خلالها بترتيب أولوياتنا لنستحقّه أكثر.

يتطرّق فيلم "فرح" إلى شابة تُعاني من اضطرابات نفسيّة تقودها إلى اكتشاف حقيقة عائلتها، وهو من بطولة ستيفاني عطا الله، مجدي مشموشي، أسعد رشدان ووداد جبّور.
وأكّدت الممثلة ستيفاني عطا الله لـ"النهار" أنّ "الفيلم كان بمثابة تجربة سينمائيّة غنيّة وفريدة من نوعها لها، حيث عاشت فيه معاناة عدد كبير من المرضى في العالم عموماً الذين يقعون ضحيّة شركات الأدوية أو تجار المخدرات لكي يخفّفوا من أوجاعهم أو ليهربوا من تعليقات المجتمع وألسنة أفراده التي لا ترحم".

وتُشير عطا الله إلى أنّ "المجتمعات اليوم ولا سيّما المجتمع اللبناني يجب أن يعي أن المرض ليس جريمة وما من أمر مخزٍ أو معيب لنهرب منه أو نحاول تغطيته أو معالجته حتّى بجريمة أخرى قد تتسبّب بإلحاق الأذى بنا أو بمن نحبّ".

بدوره، لفت الممثل أسعد رشدان لـ"النهار" إلى أن "هذا الدور واحد من أجمل الأدوار التي أدّاها لأنه يتناول قضيّة اجتماعيّة حسّاسة لا يُدرك خطورتها البعض، لكنّها الخطر الأكبر الذي يهدّدنا اليوم وسط الجهل الذي نعيشه وجشع التجار الذين يحاولون الاستفادة من حالات المرضى لتسويق دواء معيّن، وكأنّنا أصبحنا جرذان تجارب مسخّرين لهم".

 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم