الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نقيب الأطباء يعرض عبر "النهار" سبل تجنب الكارثة المقبلة في حال انتشار متحور "دلتا"

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
تعبيرية (حسام شبارو).
تعبيرية (حسام شبارو).
A+ A-

أثار متحوّر "دلتا" من فيروس كورونا حالة قلق في مختلف دول العالم بسبب الخشية من قضائه على الجهود التي بُذلت للسيطرة على انتشار الوباء، خصوصاً أنه أكثر نقلاً للعدوى، وأسرع انتشاراً، وفق تأكيد الخبراء.

وتشير الأرقام إلى أنّ المتحوّر قد ينتقل من شخص إلى 8 في وقت تؤكّد بعض الدراسات أنه قد ينتقل إلى 15 شخصاً بسرعة استثنائية مقارنة بباقي السلالات. اليوم، حطّ المتحوّر الهندي المعروف بمتحوّر دلتا في لبنان، وفق المتوقّع، فظهر في إصابات أولى تمّ الإعلان عنها رسمياً، في ظل تخوّف من انتشاره سريعاً في البلاد، خصوصاً أن الأشهر الأخيرة أظهرت استهتاراً واضحاً في لبنان وتخلياً عن الإجراءات الوقائية التي يُفترض اعتمادها.

فما الإجراءات التي يمكن أن تحمي البلاد من موجة جديدة، فيما يبدو واضحاً أن القطاع الصحيّ متهالك، ولا يحتمل كارثة إضافية؟ 

 

في حديثه إلى "النهار"، شدّد نقيب الأطباء الدكتور شرف أبو شرف على ضرورة اتخاذ تدابير متشدّدة على مستويات عدة، بدءاً من المطار، الذي يُشكّل الخطر الأكبر، والذي دخل الفيروس من خلاله. فدعا بالدرجة الأولى إلى اتخاذ تدابير مشدّدة في المطار والبرّ مع الوافدين إلى لبنان، حيث تبرز ضرورة إجراء فحص PCR دون تهاون، وفرض الحجر الصحيّ، خصوصاً على من يرتفع لديهم خطر الإصابة.

بالدرجة الثانية، "تبرز أهمية التزام اللبنانيين وأهمية أخذهم الأمور على محمل الجدّ. فلا بدّ لهم من تحاشي الفوضى التي تظهر منذ أسابيع عدّة، وأن يتقيّدوا بالتدابير والإجراءات لأن الأخطاء تكلّف البلاد غالياً مع كورونا".

على مستوى آخر، دعا أبو شرف إلى تشدّد القوى الأمنية في فرض الالتزام بالتدابير الوقائية، مؤكّداً صعوبة اللجم من دون فرض عقوبات كما تفعل الدول الأوروبيّة، حيث تُهدّد المحالّ مثلاً بالإقفال، إذا لم تلتزم بنسبة 50 في المئة من قدراتها الاستيعابية وغيرها من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للجم المواطن، وإلا فسيستمرّ الفلتان والاستهتار، ما يُهدّد البلاد ككلّ بموجة جديدة تهدّد بكارثة حقيقيّة.

أما التلقيح فخطوة أساسية لا بدّ منها، وفق أبو شرف الذي يتحدّث عن أهميّة تكثيف حملات التلقيح وإقدام المواطنين على التلقيح بمعدّلات كبرى ليحظوا بالحماية في مواجهة الفيروس والمتحوّرات ومضاعفاتها بشكل خاصّ؛ فوحده اللقاح كفيل بتأمين الحماية من المضاعفات ومن الوضع الكارثي الذي شهدته البلاد في المستشفيات في مرحلة سابقة.

من هنا، أهميّة التشجيع على اللجوء إلى اللقاح بأعداد كبرى تجنباً لخسارة المزيد من الأرواح. وقد تمنّى أبو شرف على وسائل الإعلام الامتناع عن استقبال الأشخاص الذين لا تُعرف لهم أيّ خلفيّة علميّة، والذين يطلّون عبر الشاشات لتضليل الناس وتشويش أفكارهم وخلق بلبلة، وهذا ما تدعو إليه نقابة الأطباء دوماً باعتبار أن هؤلاء يشكّلون خطراً على الأمن الصحيّ.

 

هل القطاع الصحي مستعدّ للمتحوّر الهندي وانتشاره المحتمل؟

ترتبط جهوزية القطاع الصحي بمعدّل انتشار متحوّر دلتا، "لكن ممّا لا شكّ فيه أنه متهالك اليوم في ظلّ شحّ في المستلزمات الطبية والأدوية، إضافة إلى هجرة الأطباء والممرّضين بأعداد كبيرة مؤخّراً. وبالتالي، فإن ازدياد الضغط على القطاع الصحي في هذه المرحلة يهدّد بكارثة حقيقية. فسواء بالنسبة إلى المستشفيات الخاصة أو بالنسبة إلى المستشفيات الرسمية، فإن الوضع بات معروفاً، وثمة أزمة يُدركها الكلّ. وبالتالي تبقى الوقاية خشبة الخلاص للبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم