السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تُكتسب المناعة بعد أيام من تلقي جرعة اللقاح... والجرعة الثانية ضرورية خلال فترة محددة

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
تُكتسب المناعة بعد حوالى أسبوع من تلقي جرعة اللقاح
تُكتسب المناعة بعد حوالى أسبوع من تلقي جرعة اللقاح
A+ A-

لا توفّر الشركات المنتجة للقاحات كورونا جهداً لتأمين أعداد كافية من اللقاحات لتغطية الحاجات الهائلة حول العالم بهدف الحد من انتشار الوباء بأسرع وقت ممكن. وإذا كان اللقاح يبدو الحل الوحيد اليوم أمامنا، ثمة أسئلة عديدة تطرح حوله، منها حول المناعة التي يؤمنها كل من اللقاحات المتوافرة مع كل جرعة يمكن الحصول عليها. كما أن وجود جرعتين يجب الحصول عليهما لتأمين المناعة الكاملة مع كافة اللقاحات، باستثناء لقاح Johnson&Johnson يثير قلق كثيرين وتساؤلاتهم حول ما يمكن أن يحصل في حال عدم تلقي الجرعة الثانية في موعدها أو في حال عدم الحصول عليها نهائياً. عن الأسئلة المطروحة حول المناعة التي يمكن اكتسابها بفضل اللقاح وإمكان الإصابة بالفيروس بعدها، إضافة إلى أهمية الحصول على الجرعة الثانية خلال فترة زمنية محددة، يجيب الطبيب الاختصاصي في أمراض الرئة الدكتور خليل دياب.

 

ما الفترة المطلوبة لاكتساب المناعة بعد تلقي اللقاح؟

لكون التقنية نفسها اعتُمدت مع كل من لقاحي فايزر ومودرنا قد يكون ممكناً المقارنة بينهما، فهما يتشابهان من نواحٍ عديدة، فيما تبدو اللقاحات الباقية مختلفة ومنها أسترازينيكا وJohnson&Johnson. فهذان اللقاحان يعتمدان على الفيروس المخفف يحمل بروتينات من فيروس آخر وتحدث ردة فعل مناعية في الجسم. في ما يتعلّق بلقاحي مودرنا وفايزر، يشير دياب إلى أن المناعة تكتسب بعد 14 يوماً من الجرعة الأولى بنسبة 55 في المئة مما يشكل حماية من الالتهاب بالفيروس. أما بالنسبة إلى لقاح استرازينيكا فالمدة مماثلة تقريباً حتى اكتساب مناعة جزئية بعد الجرعة الأولى. وبعد 12 يوماً من تلقي الجرعة الثانية من لقاحي مودرنا وفايزر تُكتسب المناعة الكاملة بنسبة 95 في المئة.  وبالنسبة إلى لقاح Johnson&Johnson فهو يقتصر على جرعة واحدة ويؤمن حماية بنسبة 60 إلى 73 في المئة بحسب السلالات المعنية. مع الإشارة إلى أن فاعلية اللقاح في تأمين المناعة تزيد تدريجاً وصولاً إلى الـ40 يوماً حيث تبلغ الذروة.

 

هل الجرعة الأولى كافية لتأمين الحماية من الفيروس؟

مما لا شك فيه أن الجرعة الأولى تؤمن حماية من الفيروس. ووفق ما تظهره التقارير أن قلائل عادوا وأصيبوا بالفيروس وهم لم يتعرضوا إلا إلى التهاب خفيف من دون مضاعفات ودون حاجة إلى الدخول إلى المستشفى، مما يؤكد على أن اللقاح قادر على تأمين حماية من مضاعفات المرض، حتى بجرعته الأولى وهذا هو الهدف الأساسي من اللقاح، بحسب دياب، أي الحد من الخطر المرافق للمرض. وفي الوقت نفسه يؤكد أن الجرعة الثانية ضرورية ولا يمكن الاكتفاء بالجرعة الأولى. فالجرعة الأولى تحفز إنتاج الأجسام الضدية فعلاً ما يؤمن حماية جزئية. إلا أن الجرعة الثانية تحفز خلايا الذاكرة البائية بمعدل أكبر وهي المسؤولة عن المناعة المكتسبة للمدى البعيد.

أما في ما يتعلق بالمناعة التي يؤمنها اللقاح للمدى البعيد، فيشير دياب إلى ان المدة لم تحدد بعد وإن كانت التقديرات تشير إلى سنة أو أكثر. لكن بوجود السلالات المتحورة التي يمكن ان تكون مقاومة، قد تبرز الحاجة إلى جرعة إضافية محفزة بعد تطوير اللقاح، كما بالنسبة إلى لقاح الانفلونزا.  

من جهة أخرى، وفق ما يوضحه دياب، إن إجراء الـPCR بعد الحصول على اللقاح لا يؤدي إلى خطأ إيجابي لأن الفحص لا يطال الـSpike Proteins المعنية باللقاح.

ويشدد كذلك على أهمية الاستمرار باتخاذ الإجراءات الوقائية بعد الحصول على اللقاح لأنه لم يثبت حتى الآن ما إذا كان اللقاح يمنع نقل العدوى في حال التقاطها من دون أن تظهر مضاعفات أو أعراض بسبب تلقي اللقاح والمناعة التي يؤمنها.

هل من عوامل معينة تؤثر في معدل الاستجابة المناعية؟

أظهرت الدراسات الأولية التي أجريت على اعراق مختلفة عم وجود اختلاف في الاستجابة المناعية في ما بينها. كذلك لم يظهر اختلاف ناتج من السمنة أو من الإصابة بالسكري، وفق ما تبين حتى الآن. بشكل عام، بحسب دياب، لم يتبين أن ثمة عوامل يمكن أن تؤثر في الاستجابة المناعية وما زالت الدراسات مستمرة حول هذا الموضوع.

هل التأخير في تلقي الجرعة الثانية ممكن؟

بعد تلقي الجرعة الأولى من لقاح فايزر بـ3 أسابيع، تُعطى الجرعة الثانية. بالنسبة إلى لقاح مودرنا، تعطى الجرعة الثانية بعد 4 أسابيع من الجرعة الأولى. لكن في الوقت نفسه في حال التأخير، تشير الدراسة إلى أن الجرعة الثانية من اللقاح يمكن أن تعطى في فترة تراوح بين 19 و42 يوماً. فهذه هي المدة التي يبقى ممكناً خلالها تلقي الجرعة الثانية، أما في حال التأخير أكثر، فيشير دياب إلى أن خلايا الذاكرة البائية قد لا تعود فاعلة بالمعدل ذاته على تأمين المناعة كما في حال التقيد بالمدة التي تراوح بين 19 و42 يوماً وتالياً لا تعود المناعة مؤمنة للمدة نفسها، وإن كان التأخير لبضعة ايام ضمن هذه المدة ممكناً ولا يسبب مشكلة.

في كل الحالات، وفي ما يتعلق بمزيد من المعطيات حول اللقاح والمناعة التي يؤمنها فعلياً، ما زالت الدراسات مستمرة والترقب بانتظار تأكيد المدة المحددة التي تُكتسب خلالها المناعة. لذلك، يوضح دياب أن الموافقة الطارئة أعطيت للقاحات بسبب ظروف الوباء، بانتظار المزيد من الدراسات والبيانات حولها. فلم يكن ممكناً الانتظار لمدة سنة إضافية أو سنتين حتى إعطاء الموافقة لأن الفيروس قد يحصد ملايين الأرواح.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم