السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

100 حالة إيجابية تدخل مطار بيروت يوميّاً معظمها "أوميكرون"... سيناريو التفشّي قد يسبق الأعياد!

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
100 حالة إيجابية تدخل مطار لبنان يوميّاً معظمها "أوميكرون" (أرشيفية، مارك فياض).
100 حالة إيجابية تدخل مطار لبنان يوميّاً معظمها "أوميكرون" (أرشيفية، مارك فياض).
A+ A-
يبدو أنّ المخاوف من تفشّي الوباء قبل الأعياد لم يعد بعيداً وقد يتخطّى التوقّعات، خصوصاً بعد تسجيل 100 حالة إيجابية يومية عبر المطار خلال الأسبوع الماضي معظمها من المتحور الجديد "أوميكرون". وفي معادلة حسابية بسيطة دخل إلى لبنان ما يفوق الـ600 حالة مصابة بالفيروس في الأسبوع المنصرم وحوالى ألف إصابة منذ أوائل شهر كانون الأوّل.

600 حالة إيجابية بعضها لم يظهر عليها أيّ عوارض، ما يعني أنّها خالطت أشخاصاً ولم تلتزم بالحدّ الأدنى من إجراءات الوقاية، وهذا ما اكّده بعض المسافرين عند تبلّغهم النتيجة. يعوّل كثيرون على موسم الأعياد لتحريك العجلة الاقتصادية، وهذا ما يستبعد قرار الإقفال في الوقت الراهن، فاكتفت الدولة في فرض توصيات أكثر تشدّداً بعد الساعة السابعة مساءً، في محاولة منها لدفع الناس على التطعيم بطريقة غير مباشرة. ولكن أتكفي هذه التوصيات في منع كارثة صحية من الانفجار، لاسيّما أنّ الأعداد في ارتفاع مخيف قبل الأعياد، فماذا ينتظرنا بعد انتهاء الموسم؟

 حذّرت نقابة المستشفيات من "خطورة الوضع حيث أنّ العديد من المستشفيات سبق أن أقفلت أقسام الكورونا بسبب الصعوبات المادية، وعدم توافر العناصر البشرية اللازمة"، مؤكّدةً أنّ "هذه الصعوبات تزداد يوماً بعد يوم".
 
"في ما يخصّ كورونا تحديداً، فإنّ المستشفيات عاجزة تماماً عن تأمين الأوكسيجين وكواشف المختبر والأدوية والمستلزمات الطبّية الضروريّة في ظلّ الشروط الصعبة التي يطلبها المورّدون، وهي شروط تعجيزيّة في ظلّ الوضع الذي تمرّ به المستشفيات".

فماذا ينتظرنا في الأيام المقبلة؟ وهل سيصبح "أوميكرون" مسيطراً في لبنان؟
 

لا يخفي الدكتور في العلوم البيولوجية والأستاذ المحاضر في كلّية العلوم في الجامعة اللبنانية فادي عبد الساتر مخاوفه مما نحن مقبلون عليه، برأيه "الوضع سيّئ جداً، هناك حتى الساعة حالات مؤكدة تفوق المئة من "أوميكرون" وحوالى مئة حالة اخرى قيد التحقق،  وقد نتخطى الـ300 حالة قريباً جدّاً، والتي تُشكّل قنبلة موقوتة في محيط كلّ فرد، خصوصاً أنّ بعضهم لم يظهر عليهم أيّ عارض صحّي".

وأضاف أنّ "70% على الاقل من الحالات الإيجابية هي لأشخاص مطعّمين، ما يعني أنّ اللقاح لا يحمي من الإصابة بالعدوى وانّما يخفّف من شدّة العوارض. لذلك على الملقّحين الالتزام بالوقاية أيضاً وعدم اعتبار أنفسهم محميين من الإصابة".
 
في نظرة إلى فرنسا وبريطانيا، يبدو أنّ المشهد التصاعدي بالإصابات في ظلّ سيطرة "أوميكرون"، يثير القلق ويجعل الوضع أكثر خطورة من ناحية الأعداد، من دون الحديث عن نسبة الاستشفاء التي ستظهر في الأيام المقبلة لتكشف مدى حدّة المتحوّر الجديد مقارنة مع "دلتا".
 

وما نشهده اليوم من ارتفاع في الإصابات يؤدي بنا إلى حقيقة واحدة، "نحن متّجهون إلى وضع سيّئ جداً ومؤلم. الأعداد التصاعدية مع وصول "أوميكرون"، سيزيد من صعوبة الوضع لأنّ قسماً كبيراً من اللبنانيين غير مطعّم.
 
وفي مقارنة مع العام الماضي، ارتفاع الأعداد جاء بعد الأعياد في حين أننا نشهد اليوم استطراداً في الإصابات قبل الأعياد بشكل مخيف، ما يجعلنا في حالة تشاؤم لما قد تؤول إليه الأمور. حوالى 600 حالة ايجابية قدمت إلى لبنان منذ اسبوع، بالإضافة إلى الحالات المحلية حيث تبين أيضاً وجود إصابتين من "أوميكرون" محلّياً لأشخاص لم يحتكّوا بأحد قادم من الخارج، ما يعني أن "أوميكرون" أصبح منتشراً محليّاً.
 
ويشير عبد الساتر إلى أنّ "رحلات أبيدجان وأديس أبابا ومصر ودبي وبريطانيا (على متن "الميدل إيست" والأثيوبية والمصرية) معظم حالاتها الايجابية تحمل إصابات "أوميكرون"، كما أنّ الأعداد الفعلية اليوم هي أعلى 4 أضعاف مما هي عليه رسميّاً  ولكن الأزمة الاقتصادية تمنع كثيرين من اجراء فحص الـPCR للتأكد من اصابتهم. إذ تكشف عينات المناطق التي نجريها إصابة 40% من الحالات المدروسة، ولا يوجد منطقة في لبنان لا يوجد فيها 40% من الإصابات، ومن المتوقع أن يصبح أوميكرون السلالة المسيطرة في لبنان".

ما يجري كان يمكن تفاديه ويمكن الحدّ منه بخطوات بسيطة كفرض حجر على القادمين من أبيدجان وأديس ابابا وغيرها، وفرض اجراء فحص الـPCR في الخارج قبل القدوم (قبل 25 من الشهر الجاري). كما يجب تخفيف عدد الرحلات من بعض الدول، فكيف الحال اذا كان هناك 22 اصابة في رحلة واحدة قادمة من أبيدجان إلى لبنان،  ويبقى السؤال ماذا جرى بباقي المسافرين، خصوصاً في ظلّ عدم ارتداء الكمامة طوال الرحلة؟
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم