الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

Darzalex مقطوع "ومريض السرطان ما بينطر"... كل 400 ملغ ثمنها ألفي دولار!

المصدر: النهار
من تحركات مرضى السرطان الاحتجاجية. (أرشيف "النهار")
من تحركات مرضى السرطان الاحتجاجية. (أرشيف "النهار")
A+ A-
اضطرّ أحد مرضى السرطان الذي يتعالج في مستشفى جامعي في بيروت، أن يؤجّل للأسبوع الثالث علاجه نتيجة عدم توفّر دوائه. ليس أمامه سوى التأجيل في انتظار توفّره في المستشفى حيث يدفع فرق الضمان 5 في المئة فقط من كلفة العلاج، في حين أنّ عليه أن يدفع نحو 2000 دولار لكلّ 400 ملغ إذا قرّر تأمينه بنفسه.
 
هذا المريض الذي يعاني من سرطان الدم ونقي العظم عليه أن يواجه السرطان من دون علاج، هو عاجز عن شراء الدواء بالفريش دولار وينتظر تأمينه على حساب الضمان حتّى يحظى بفرصة العلاج.
 
وفي التفاصيل، يدفع المريض فرق ضمان بين 500 إلى 700 ألف ليرة لبنانية في حال توفّر الدواء، وبما أنّه حصل على نتائج جيّدة لم يعد عليه أخذه كلّ أسبوع وإنّما مرّة كلّ شهر، ومع ذلك هذا الدواء مقطوع. هو يحتاج إلى 800 ملغ أي ما كلفته 2000 دولار أميركي بالإضافة إلى دواء آخر Kyprolis الذي يبلغ نحو 1000 دولار، وهو بحاجة إليه كلّ أسبوع، وفي المحصّلة عليه أن يدفع نحو 3000 دولار أسبوعيّاً حتّى يحقّ له العلاج في بلد مفلس صحّياً كلبنان.
 
هذا المريض هو مثال واحد من عشرات ومئات المرضى المحرومين من فرصة العلاج، لأنّهم عاجزون بكلّ بساطة عن تأمين هذه الأموال أسبوعياً أو حتى شهرياً. في حين هناك وكيل وحيد وهو ميرساكو، مسؤول عن استيراد هذه الأدوية، وهو ينتظر توقيع المصرف المركزي على طلبات استيراد جديدة. الطابة اليوم في ملعب الحكومة بعد أن رمى المصرف المركزي الكرة إليها في انتظار توقيع عقد الاستقراض، حتى يتمكّن من توقيع الاعتمادات الجديدة.
 
الواقع كارثي والمأساة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وكأنّنا نقول للمريض إمّا أن تدفع أو أن تصارع مرضك من دون علاج، لم تهزّ صرخة مرضى السرطان ضمائر المسؤولين، يتألمون بصمت وينذلّون للبحث عن أدويتهم المفقودة والحلّ مرهون بمصرف لبنان.
 
وكما بات معروفاً يحتاج استيراد الأدوية إلى موافقة مسبقة من المصرف المركزي، الخلاف اليوم هو برفض الأخير توقيع أيّ طلبات جديدة قبل توقيع الحكومة لعقد الاستقراض.
 
 
 
بالعودة إلى هذا الدواء، يُعطى الـ Darzalex حسب وزن المريض (1200 mg) وكلّ 400 ملغ يبلغ سعره نحو مليونين و784 ألفاً في لبنان. ما يعني أنّ فاتورة المريض الشهرية لهذا الدواء تصل إلى 8 مليون ليرة لبنانية وهو أمام خيارات محدودة: إمّا أن يتعالج في المستشفى ويدفع فرق الضمان أو أن يدفع على حسابه ثمن الدواء.
وفي هذا الإطار، يدفع المريض فرق الضمان في المستشفى بنسبة 5 في المئة ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود الدواء في المستشفيات وبالتالي على المريض تأمينه من الخارج ومن بين هذه الدول تركيا.
 
وتعمل بعض الصيدليات الكبيرة في لبنان على شراء هذا الدواء من تركيا حيث تبيع 400 ملغ بنحو 2000 دولار وبعض المستشفيات الكبيرة تبيعها بمبلغ 1000 دولار فريش. وفي عملية حسابية يدفع المريض الذي يحتاج 1200 ملغ نحو 3000 دولار أسبوعياً.
 
هذا الدواء الذي يوصف لمريض سرطان نقي العظم مقطوع مثله مثل الأدوية السرطانية الأخرى، على ما يبدو أنّ هذه القصّة ستطول ومعها سيطول وجع المريض ومعاناة عائلته في تأمينه علاجه، فهل من يسمع أنين هؤلاء؟
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم