السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ماذا في حال عدم اكتساب المناعة بعد أكثر من جرعتين من لقاح سينوفارم؟

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-

في المرحلة الحالية، وبعد تلقي الملايين لقاح كورونا بهدف مواجهة الوباء ووقف انتشاره، ظهرت مجموعة من المعطيات وبيّنت خصائص كل اللقاحات وفعاليتها التي  أثبتت من الفترة الأولى من خلال التجارب التي قامت بها الشركات. وتبيّن أن لقاح سينوفارم هو أقل فاعلية مقارنةً بغيره من اللقاحات وتحديداً لقاحي فايزر ومودرنا،   لاعتبار أن الآثار الجانبية الناتجة من تلقيه، بحسب الأطباء، أقل من تلك التي تظهر مع لقاحات أخرى.

إنما التحدي الذي واجهته العديد من الدول، وايضاً الأفراد، في أن كثراً ممّن تلقوا اللقاح لم يكتسبوا أي مناعة على أثر ذلك، بحيث بقوا عرضة للإصابة بمضاعفات كورونا في حال التقاط العدوى وكأنهم لم يتلقوا اللقاح. يبدو أن الحل الأفضل عندها يكمن في تلقي جرعة ثالثة من اللقاح لاكتساب المناعة. إلا أن المشكلة بقيت موجودة وثمة من تلقوا 4 جرعات من لقاح سينوفارم، ولم يكتسبوا المناعة المطلوبة لمواجهة الفيروس.

لماذا لا يكتسب البعض مناعة إثر تلقي لقاح كورونا؟

من بداية صدور نتائج التجارب على لقاح سينوفارم، بدا واضحاً انه أقل فاعلية من باقي اللقاحات، بحسب طبيبة الامراض الجرثومية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية-مستشفى رزق الدكتورة رولا حصني سماحة. لكن بعد فترة من بدء حملات التلقيح، تبين أن قسماً ممن تلقوا اللقاح لم يكوّنوا أي مناعة وهذا ما بدا واضحاً في دبي مثلاً، حيث أقيمت حملة تلقيح واسعة بلقاح سينوفارم بأعداد كبيرة.

انطلاقاً من هذا الواقع، بدأت الشركة المنتجة للقاح بالعمل على تطويره في الجرعة الثالثة منه، بشكل يسمح بتأمين مناعة قصوى وتكون الجرعة الثالثة مختلفة عن الجرعتين الأولى والثانية لاعتبار أن ثمة دولاً اعتمدته على نطاق واسع وكان ضرورياً إيجاد حل. بانتظار توافر الجرعة الثالثة المطوّرة من اللقاح، تم اللجوء إلى جرعة ثالثة من اللقاح كحل موقت لتأمين المناعة اللازمة في مواجهة الفيروس على صعيد فردي وأيضاً، على صعيد الدول.

من جهة أخرى، ارتأت بعض الدول تلقيح المواطنين بلقاح فايزر لتأمين المناعة اللازمة لهم، لاعتبار أنهم لم يكتسبوها من لقاح سينوفارم، خصوصاً بعد أن شهدت ارتفاعاً جديداً في عدد الإصابات بكورونا لديها بعدما تمكنت من السيطرة على الوباء في مرحلة سابقة، كما يحصل حالياً في دبي والبحرين حيث بدأت حملات التلقيح بلقاح فايزر لتأمين المناعة والسيطرة على الوباء.

لكن بحسب سماحة ما من توصية في ذلك بالدمج بين اكثر من لقاح لتأمين المناعة من الهيئات الصحية الدولية. لكن يمكن أن تقرر الدول اللجوء إلى هذا الحل في ظروف معينة بناء على قرار متخذ من الخبراء في المجال الطبي وفي اللقاحات، إذا ما كان الوضع يتطلب ذلك على نطاق عام. فإذا كان الوضع كارثياً ولا يحتمل التهاون أو التأجيل قد يكون الحلّ الوحيد باللجوء إلى لقاح آخر بعد 3 اشهر من تلقي لقاح سينوفارم.

صحيح أنه ما من سبب واضح لعدم اكتساب المناعة بشكل تام بعد تلقي سينوفارم، فيمكّن أي شخص أن يواجه هذه المشكلة بعد تلقيه، لكن  سماحة توضح، أن الأشخاص الذين يعانون مشكلات في المناعة أو أنهم يتناولون ادوية معينة مخفضة للمناعة كمن يخضعون إلى العلاج الكيميائي مثلاً، من تلك التي تؤثّر على الخلايا البائية المنتجة للمناعة. علماً أن معظم الأدوية يمكن أن تؤثّر على المناعة، لكن ثمة أدوية معينة تؤثّر أكثر من أخرى. هؤلاء ومن يعانون اضطرابات خلقية في المناعة أو ضعفاً في المناعة لأسباب أخرى، قد لا يستفيدون من اللقاح بشكل خاص ولو تلقوا أكثر من جرعتين من لقاح سينوفارم وربما ايضاً، من غيره من اللقاحات بسبب المشكلات التي يعانونها.

كيف يجب التصرف بعد تلقي لقاح سينوفارم؟

بالدرجة الأولى، بعد تلقي لقاح سينوفارم أو أي لقاح آخر، يجب الاستمرار باتخاذ الإجراءات الوقائية كاستخدام الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي طالما أن الوباء لا يزال موجوداً. فلا تنصح سماحة بالتهاون بعد تلقي أي لقاح لأن التلقيح لم يتم في مختلف الدول بنسبة كافية، كما حصل في الولايات المتحدة حيث بلغت نسبة التلقيح حوالى 70 في المئة. فطالما أن الوباء لا يزال موجوداً يجب الإستمرار بالحرص والتشدد في الإجراءات الوقائية، خصوصاً في الدول التي ارتفع فيها معدّل الإصابات على الرغم من تلقي اللقاح، وتحديداً لقاح سينوفارم الذي لم يثبت فاعلية على نطاق واسع.

أما بالنسبة إلى فحص المناعة، وعلى الرغم من أن ثمة أطباء ينصحون باللجوء إليه بعد أسبوعين من تلقي لقاح سينوفارم، إلا أن سماحة تؤكد، أنه تبين أنها ليست من الخطوات الموصى بها بشكل خاص من حيث الفائدة التي يمكن أن تنتج من ذلك. فقد تكون محبذة حصراً لمن يعانون مشكلات في المناعة ويجب التأكد ما إذا كانوا قد استفادوا من اللقاح وأيضاً بالنسبة لمن يتعرضون بكثرة للفيروس في مجال عملهم مثلاً أو في حياتهم. أما في ما عدا ذلك فتبقى الإجراءات الوقائية ضرورية للوقاية من الفيروس ما دام موجوداً بغض النظر عن معدّل الإستفادة من اللقاح.

وفي الوقت نفسه، تشير سماحة إلى أن البيانات المتعلقة بلقاح سينوفارم تبقى الأقل وضوحاً مقارنةً باللقاحات الأخرى التي حددت الشركات المنتجة لها، بناء على التجارب. أما بالنسبة إلى لقاح سينوفارم فلا تعتبر نسبة فاعليته محددة نظراً للتفاوت في مختلف النتائج الصادرة حوله من جهات مختلفة وأيضًا في دول مختلفة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم