الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

التهديد الأخطر لكوكب الأرض يأتي من القطب الشمالي...

المصدر: "النهار"
القطب الشمالي.
القطب الشمالي.
A+ A-
أصبح القطب الشمالي التهديد الأول لكوكب الأرض. فقد كشفت دراسات نشرت مؤخراً في مجلة "نيتشر" العلمية، أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي، الذي قد يطلق كميات هائلة من الغازات الدفيئة، يشكل تهديداً على مشروعات بنية تحتية كبيرة، وعلى الكوكب في شكل عام.
وتغطي التربة الصقيعية، وهي أرض تظل مجمدة لأكثر من عامين على التوالي، 30 مليون كيلومتر مربع من كوكبنا، نصفها تقريبا في القطب الشمالي، وتحتوي هذه التربة على ضعف ثاني أوكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي و3 أضعاف الانبعاثات الناجمة عن الأنشطة البشرية منذ عام 1850.

وترتفع درجات الحرارة في القطب الشمالي بوتيرة أسرع بكثير من بقية العالم تحت تأثير تغيّر المناخ، بمقدار 2 إلى 3 درجات مئوية مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، وفق ما افادت سكاي نيوز، كذلك سجلت المنطقة سلسلة أوضاع جوية غير طبيعية.

شهدت التربة الصقيعية نفسها ارتفاعاً في درجة الحرارة بمقدار 0.4 درجة مئوية في المتوسط بين عامي 2007 و2016، ما "يثير مخاوف بشأن المعدل السريع للذوبان وإمكان إطلاق الكربون"، بحسب دراسة قادتها الباحثة في مركز بحوث الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأميركية "الناسا"، كيمبرلي ماينر.

وتتوقع الدراسة فقدان حوالى 4 ملايين كيلومتر مربع من التربة الصقيعية بحلول سنة 2100، حتى لو تم لجم الاحترار المناخي.

كذلك تؤدي الحرائق دوراً في هذا الوضع، بحسب الدراسة، ويمكن أن تزداد حرائق الغابات هذه بنسبة 130 في المئة إلى 350 في المئة بحلول منتصف القرن الحالي، ما يؤدي إلى إطلاق المزيد من الكربون من التربة الصقيعية.

وهناك تهديد أكثر إلحاحا يهيمن على ما يقرب من 70 في المئة من الطرق وخطوط أنابيب الغاز والنفط والمدن والمصانع المبنية على التربة الصقيعية، وفق دراسة أخرى بقيادة الباحث في جامعة أولو الفنلندية يان هيورت.

وتواجه روسيا تهديداً خاصا في هذا المجال، حيث يقع ما يقرب من نصف حقول النفط والغاز في القطب الشمالي الروسي في مناطق معرضة لخطر التربة الصقيعية.

وفي عام 2020، تحطم خزان وقود عندما غرقت أساساته فجأة في الأرض قرب نوريلسك في سيبيريا، ما أدى إلى إلقاء 21 ألف طن من الديزل في الأنهار القريبة.

وفي أميركا الشمالية، يخيم التهديد أيضاً على الطرق وخطوط الأنابيب.

وبينما يتقدم العلم المتعلق بالتربة الصقيعية، تظل بعض الأسئلة بلا إجابات، لا سيما بشأن أحجام الكربون التي يمكن إطلاقها.

وشددت ماينر وزملاؤها على أن "نماذج نظام الأرض غالباً ما تغفل ذكر ديناميات التربة الصقيعية"، ما يعني أن التأثير المحتمل على احترار المناخ لا يؤخذ في الاعتبار في شكل كاف.
كما أنه من غير الواضح ما إذا كان الذوبان سيزيد الاخضرار في منطقة القطب الشمالي، حيث ستكون النباتات قادرة على امتصاص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، أو على العكس من ذلك ستصبح المنطقة أكثر جفافاً مع اشتداد للحرائق.

ويحذر العلماء من أن الغازات الدفيئة المتسربة من التربة الصقيعية، تهدد أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

وقد تعهدت الدول الموقعة للاتفاق في 2015 الحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى "أقل بكثير" من درجتين مئويتين، 1.5 درجة إذا أمكن، مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، من أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول قرابة منتصف القرن.

وبهدف تحقيق ذلك، يجب ألا تتسبب البشرية بانبعاثات تبلغ أكثر من 400 مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون، وفقا للاستنتاجات الأخيرة الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

وفي ضوء الانبعاثات الحالية، فإن "ميزانية الكربون" معرضة للاستنفاد في غضون عقد واحد.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم