الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عالم "ميتافيرس" يكتب فصلاً جديداً في التاريخ

المصدر: النهار
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-

لا شك في أن ثورة الانترنت المتجددة غيّرت طريقة سردنا وأنماطنا الاستهلاكية. العين اليوم على عالم "ميتافيرس" الافتراضي الذي ينقل الانترنت الى مكان آخر. وفي السياق، كتب دينيس غواردا، وهو مؤلّف وأكاديمي وخبير في الـBloch chain والتحوّل الرقمي، مقال رأي في موقع cnbc. في الآتي، ننشر أجزاء منه:

لقد فتح عالم الميتافيرس باباً جديداً لتاريخنا الثقافيّ بمنحه طرقاً بديلةً لسرد القصص التي أبقت الثقافة والحضارة البشريّة على قيد الحياة لقرونٍ من الزمن. تُعلّمنا القصص كيف نتحدّث، ونقرأ، ونكتب، إضافةً إلى استيعاب القوانين المدنيّة و تشكيل هويّاتنا. نتعلّم من خلالها اللغة وعلم النفس، والانتماء والملكيّة، كما تمنحنا المنظور الفكريّ للخطأ والصواب، وتعطينا معنىً لأحداث حياتنا ومجتمعاتنا أيضاً، فضلاً عن نماذجنا الاجتماعيّة والاقتصاديّة الدائريّة، والقوانين الماليّة، والأخلاق.

نجد في النصوص القديمة والدينيّة بعضاً من أكثر القصص شهرةً عبر التاريخ الثقافيّ كملحمة جلجامش، والريجفيدا، والإنجيل، والقرآن. لقد غيّرت هذه القصص مجرى التاريخ؛ من الحروب والمعارك التي نخوضها وصولاً إلى الألبسة التي نحوكها والفنّ الذي ننتجه. لكنّنا بطريقةٍ ما نجسّد قصصنا الخاصّة والقصّة التي تشمل البشريّة جمعاء.

من جهةٍ أخرى، إنّ ثورة الإنترنت حول العالم قد غيّرت طُرق سردنا ومشاركتنا للقصص جذرياً. فمع تجاوز الإنترنت الحدود الجغرافيّة، بدأت الحواجز بين الثقافات تنكسر وتندمج في ما بينها. ونتيجةً لذلك، دخلنا حقبة أصبح فيها الجانب المجتمعيّ من الروايات القديمة يضمحلّ شيئاً فشيئاً. إنّ القصص الباهرة في يومنا هذا لم تعد تُسرد كأبيات، بل باتت تُسرد بعالمٍ افتراضيّ. والليونة الرقميّة لهذه القصص تضمن قيمتها عند التصدير.

إنّنا نسمح لأحلامنا بأن تُثمر على نحو أسمى وأعظم من ذي قبل، بينما نسرد المزيد من القصص عبر هذا العالم الافتراضيّ.

يوحي فيلم "ذا ماتريكس" بأنّنا نقع ضحايا للتكنولوجيا، بينما يقترح عالم الميتافيرس أن نستكشف أحلامنا من خلالها.

وإن كانت ذات يوم حكراً على جمهور متخصّص، فإنها لم تعد كذلك الآن. لقد سرت الميتافيرس في تيّار حياتنا، فقد أدّت جائحة كورونا إلى الإسراع في تطوير ودمقرطة التقنيّات الحديثة. في غضون أسابيع، استبدلنا تفاعلاتنا الجسديّة ببدائل عبر الإنترنت، متواصلين عبر الفيديو عوضاً عن التواصل وجهاً لوجه. حتّى إنّنا أصبحنا ننظّم اختبارات على Zoom pub لتعويض النقص الواقع.

ومع أنّ الأمر بدا تراجعاً بالنسبة للكثيرين، فإنّه كان فرصةً فريدة للآخرين. ونتيجةً لذلك، ازدهرت مشاريع سلسلة الكتل (Blockchain)، إضافةً إلى المؤتمرات عبر الإنترنت وبرامج بث الفيديو.

أدّى الأمر إلى الرقمنة المتسارعة لجميع الأنظمة والهياكل، الّتي تشمل الصحّة، والتعليم، والتمويل، والأصول العقاريّة. وذلك أدّى أيضاً إلى إنشاء توائم رقميّة لكلّ ما حولنا؛ واليوم توجد نسخ رقميّة متماثلة للفنون والصحّة والأصول. ومع ذلك، لم نجد طريقة للمصادقة على عالمنا الرقميّ وتحقيق الدخل منه كما كان الأمر في تعاملنا مع الورق. لكنّ الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) من الممكن أن تُحدِث تغييراً.

إن الرّموز غير القابلة للاستبدال الخاصّة بالميتافيرس من بين العناصر المركزيّة الناشئة في هذا العالم البديل الجديد. كما لديها القدرة على تحقيق الدخل والتصديق على إعادة إنتاج الأصول الماديّة كنظائرها الرقميّة.

ونظراً لجائحة كورونا، ساعدت هذه الرموز الافتراضيّة، والابتكارات ذات الصلة، على تسريع إنشاء توائم رقميّة جديدة. وبالتالي، نحن الآن على أعتاب تغييرٍ حاسم. ومن الناحية الملموسة، إنّ هذا التغيير يتعلّق بكيفيّة قيام الاقتصادات الجديدة الّتي تعتمد على سلسلة الكتل بإعادة تشكيل العلاقات الإنسانيّة. وفي هذا المجال، أصبحت هذه الفكرة تُعرف باسم تفاعلات الويب 3.0.

 

اقرأ أيضاً: هل تكون 2022 سنة "ميتافيرس"؟

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم