الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

بعد رحيله... "النهار" تستعيد مع "الشرقي" الزمن الذهبي (صور)

المصدر: "النهار"
عبد الناصر حرب
عبد الناصر حرب
الراحل الأسطورة عدنان الشرقي (أ ف ب).
الراحل الأسطورة عدنان الشرقي (أ ف ب).
A+ A-
بعد رحيله عن 80 عاماً، طاوياً صفحة أسطورية في تاريخ كرة القدم اللبنانية، تستعيد "النهار" مقابلة مع مدرّب نادي الأنصار ومنتخب لبنان عدنان الشرقي، أجريت في أيار 2017، تقديراً لمسيرته وتحية لروحه.
 
لعب الكرة في منزله

يتحدث الشرقي لـ"النهار" عن بدايته كلاعب كرة قدم قائلاً إنه لا يعلم تاريخ بدايته اللعب، لكنه يتذكر جيداً انه كان يلاعب الكرة حين بدأ يمشي في طفولته، إذ ان الكرات كانت موجودة بشكل دائم في منزله، لان شقيقه "أبو منير" كان يعمل مع رئيس نادي النهضة العريق في ذلك الوقت سيمون بطرس (والد الإعلامي الراحل لبيب بطرس)، حيث كان النهضة أهم فريق كرة قدم لبناني في الاربعينات، من هنا نشأ في منزل مليء بالكرات.

وتابع مكداشي: "كان يقع منزلنا في منطقة الطريق الجديدة، حيث لم يكن ثمة طرق والبيوت قليلة جداً، لكن في المنطقة تلال رمل ومساحات كثيرة فارغة، ولم توجد فرق تلعب كرة القدم هناك، بل كنا نتجمع كأصدقاء ونتبارى في اللعبة بعضنا ضد بعض، وكانت الفرق الكبيرة موجودة خارج المنطقة".

وأضاف: "الأندية الكروية في ذلك الوقت تتبع لمناطق ذات طوائف معينة ومأهولة من الناس، على عكس الطريق الجديدة، التي لم يكن فيها بنايات كثيرة وكثافة سكانية، كما كنا نمارس اللعبة في المدارس والأحياء، ومنها مدرستي البر والإحسان، وكذلك في منطقة الكولا".
 
 
الأنصار يفتح ذراعيه للشرقي

وعن مسيرته مع الأنصار، قال: "في بداية الخمسينات (ما بين 1950 – 1951) تم في طريق الجديدة وتحديداً قرب ساحة الملعب البلدي، تأسيس نادٍ وكشاف تحت اسم الشرق، وكان الأولاد والشباب يتجمعون هناك ككشافة، ثم استقدموا طاولة لممارسة لعبة كرة الطاولة في شارع الرواس، بعد ذلك اتنقل المركز الى شقة في بناية السماك في منطقة أبو شاكر، حيث تم تجهيز غرفة مصارعة وأخرى لكمال الأجسام وكافيتيريا ومعها مكان تم فيه تأسيس نادي الانصار".

واستطرد: "انضممت الى الانصار وكنت يومها في العاشرة من عمري، وكانت مهمتي القيام بـ "خدمتهم" نظراً إلى صغر سني، وفي عام 1954 حصل النادي على الترخيص الرسمي، وبدأت اللعب معه في فريق الاشبال، وهي الفئة الوحيدة التي كانت موجودة في حينه، واستمررت باللعب مع مدرسة البر والإحسان والاحياء".

ويذكر الشرقي جيداً ان نادي #الصفاء كان يسمح للأنصار بالتدريب مجاناً على ملعبه، الذي كان موجوداً في منطقة الكولا (مكان بيوت التنك الحالية)، ولعب أول مباراة له مع فريقه امام فريق أسسه سليم شبارو (والد الحارس التاريخي عبد الرحمن شبارو) وفاز يومها 1- 0 وسجل الهدف، كما يذكر جيداً انه مرّ عن الحارس وسدد الكرة في المرمى الخالي، لكنها لم تدخل هدفاً بسبب ضعف تسديداته نظراً إلى صغر سنّه، لتتوقف الكرة في الرمال.

وعن أول مباراة رسمية لعبها مع فريقه، أجاب: "أول مباراة لي مع الأنصار كانت ضد فريق ماسيس وكنت لاعباً احتياطياً وعمري 15 سنة، وبعد عام واحد أصبحت لاعباً اساسياً".
 
 
الشرقي مع النجمة بدل الصفاء!

وعن انتقاله الى غريم الانصار التقليدي النجمة، رد الشرقي: "في عام 1965 اتفقنا في النادي أنا ووليد ناصر وخالد قباني على أن أوقع للصفاء ضمن سيناريو لاجراء تغييرات في النادي، ونجحت الخطة، لكن بدل ان أوقع للصفاء وقعت مع النجمة، لان اركان الاتحاد في ذلك الحين لم يكونوا يريدوني ان انضم للصفاء، من دون معرفة الأسباب، وأقفلوا باب الاتحاد واجبروني أن أنضم الى النجمة، حيث فتحوا باب الاتحاد في الساعة 12:30 بعد منتصف الليل قائلين لي: إمّا الأنصار او النجمة".

وأردف: "لعبت مع النجمة اقل من موسم، واذكر جيداً انني لعبت مباراتين وديتين ومباراتين رسميتين فقط معه، ثم عدت الى الأنصار، لكني لا انكر انني كنت محبوباً في النبيذي نظراً إلى موهبتي وصغر سني".

وعاد الشرقي الى ناديه، الذي أحبه وعشقه وتسلم مهمة تدريبه من العام 1967 حتى العام 2005، وهو كان لاعباً ومدرباً حتى 1975، وكان سبق له أن درّب الأشبال في 1957.

ويقول مكداشي إنه لعب مع المنتخب وكان أصغر وأول لاعب درجة ثانية يرتدي قميصه، ولا ينسى أول مباراة لعبها مع منتخب جبل لبنان، تحت اشراف المرحوم جوزف أبو مراد وكانت ضد منتخب قطر، حيث فاز لبنان يومها 3- 0 وسجل هو الأهداف كلها، يومها علم عنه أمير قطر، الذي جاء الى لبنان ومعه ورقة تبنٍّ له، لكن الأمير عاد من المطار الى بلده فوراً بسبب حادثة مقتل أحد العراقيين في مطار بيروت.

ويذكر "الشرقي" ايضاً المباراة التي لعبها أمام هومنمن وفاز الأنصار بهدف سجله هو في مرمى الحارس العملاق المرحوم سميح شاتيلا، حيث اضطر مكداشي الى الخروج من الملعب بحماية "الفرقة 16" في ذلك الحين (قوى الامن الداخلي).

اما اول مشاركة رسمية مع المنتخب الوطني فكانت عام 1963 في دورة العاب البحر المتوسط، التي أقيمت في إيطاليا.

الصعود الى "الاضواء"

وعن الصعود الى الدرجة الأولى، قال: "صعودنا الى الدرجة الأولى لم يكن مفروشاً بالورود، فبعدما توّجنا ببطولة الدرجة الثانية رفض الاتحاد ترقيتنا الى الدرجة الأولى، ثم عاد واعطانا حقنا، لكنه قسّم الدرجة الأولى الى فئتين "أ" و "ب"، ووضعنا في الفئة "ب" أي بقينا في الثانية، وبعد اعتراضنا قرر إقامة دورة يصعد من خلالها البطل الى الدرجة الأولى، فقبلنا نحن، لكن الرياضة والادب رفض لانه يعتبر ان الدرجة الأولى هي حق له، ثم أقيمت الدورة من دونه بمشاركة فريقنا وهومنتمن برج حمود والانترانيك".

وأضاف: "اشترط الاتحاد يومها ان يشارك الأنصار من دون ان يلعب الشرقي معه، ووافقنا وفزنا في النهاية على هومنتمن برج حمود بهدف وحيد سجله خالد قباني، وصعدنا الى الدرجة الاولى في تشرين الأول من العام 1967".

موسوعة "غينيس"

ويتحدث الشرقي عن دخول الأنصار موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، قائلاً: "انها لحظات تاريخية، لكني كنت حزيناً، لانني كنت أتمنى أن أنال شخصياً (يُسجّل اسمي) شرف دخولي هذه الموسوعة كأول مدرب في العالم يحصل على هذا الإنجاز (11 لقباً متتالياً)، ولكن لم أعترض لأنني تعودت أن أكون قنوعاً دائماً".

وتابع: "اذكر ايضاً انني كنت سعيداً بحصولي عام 1995 على لقب أفضل مدرب في آسيا، لكن لا أنكر ان طموحي كان في حصولي مع فريقي على لقب آسيوي او عربي، وأعترف بأن الأنصار كان قادراً في التسعينات على احراز لقب كأس الاتحاد الاسيوي، لو كانت هذه المسابقة موجودة في ذلك الوقت".

بين ميسي ورونالدو

وينتقل أفضل مدرب آسيوي للحديث عن نجمي #برشلونة وريال مدريد ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، ليقول: "انهما لاعبان رائعان وهما الأفضل على هذا الكوكب حالياً، وهما من اطيب الفاكهة الموجودة في يومنا هذا، لكن لكل واحد إمكاناته الخاصة التي تميزه عن الآخر".

وأضاف: "رونالدو بدأ يتراجع بدنياً، على عكس ميسي الذي لا يزال قادراً على العطاء لانه اصغر سناً"، مشيراً الى ان الأول لديه موهبة التسجيل بالقدمين والرأس، فيما الثاني لديه موهبة التسجيل بقدم "ونصف" قدم، وتبقى الأفضلية لمن أعطى إنجازات وحصد جوائز اكثر.

وختم: "كل لاعب يلعب لفريق يتميز عن الآخر، لكن هناك ميزة موجودة عند ميسي وهي ما تميّزه عن كل لاعبي العالم وليس رونالدو فقط، تتمثّل بأن نجم برشلونة لديه أسرع نظر كروي في العالم، ويرى الملعب كله بشكل دقيق، وبحسب خبراء طب النظر، فان البرغوث الارجنتيني افضل من أسرع أي لاعب بـ3 في المئة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم