لمَ أنا تختارين؟

أراكِ تبتسمين لي
دون سببٍ
لمَ أنا تختارين؟
فكلما أنظرُ في عينيكِ أغدو مدمنًا على رؤياكِ
فتذهبين من حيثُما أتيت
ولا تتركين وراءكِ سوى الدمار
ألا يكفيكِ أنني في بلد تائه
وأتلعثم في الكلام كلما أراك؟
ألا يكفيكِ أنني تائهٌ بين خصلات شعركِ
وغمازات ضحكتكِ وبريق عينيكِ؟
لمَ أنا تختارين؟
ماذا أفعلُ كي تتجاهلينني؟
ماذا أفعلُ لأنساكِ؟
بعد كل هذه السنين
لمن تخفين هذا الحنين؟
ألا يهون عليكِ فراقي؟
لستُ أدري إن كان الله قد أرسلكِ لي
أو شاء القدر أن يجمعنا سوياً
لمَ أنا تختارين؟
وقلبي الذي في داخلي ليس لي
وشعور الوحدة يعزّيني
وشعور الغربة يهلكني
تغدو الأيام وفرص رؤياكِ منعدمة
ولكنني أثق أن نظرات العين لا تخطئ
ولا تكذب البتة
ولو لم تحكي أو تهمسي في أذني
فأنا مدرك تماماً أنكِ أنتِ ما أريد
فيا ليلي، أنتَ وحدك تعلم بما أخفيه.
لمَ أنا تختارين، ومنذ فجر الصباح وحتى مغيب الشمس، لا تفارقينني؟