فات الأوان

يتلألأ الزهر عند الصباح ويسقط الندى
العصافير تغرّد ويطيب الصدى،
سمفونية تشبه لحن الوداع
وأنا تائه وسط ذهول وصمت وقلق..
تنظر إليّ عزيزتي في صمت
تغمض عينيها وتهزّ رأسها،
وتقول لي في حزن شديد:
"فات الأوان، فات الأوان"
فأنظر إليها وأقول:
"ما فات الأوان بعد يا عزيزتي
ما فات الأوان.."
لم تمت زهور الأقحوان
وما زال القمر ينير كلّ مكان..
انقشع الظلام وباتت زهور الأرض مسرورة
انظري إليها كم تبدو سعيدة وتبدو في أبهى صورة
ما زال الجسد ينبض بالحياة
وما زالت الأشجار باسقة
لم يسقطها تخاذل الغلمان...
ولم يقتلها صراع الأزمان...
والفراشات سعيدة ترسم بهجة الربيع
والصخور تروي حكايات العاشقين
وجلساتهم الرومانسيّة.
غفلت عزيزتي في صمت حزين وقالت:
"راحلة في صمت حزين
هو الوداع لا بدّ منه يتّشح بالسواد،
والغربة قاتلة بلا أحبّة وحنين يسرق الأنفاس
وأصوات النرجس تصدح باكية
على وقع خطى قلبي الحزين
يبكي بصمت طول السنين.."
وتعود تقول:
"فات الأوان فات الأوان".