الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

السكينة والعودة إلى الذات

المصدر: النهار - ريمون مرهج
تكثر في هذه الأيام الحواجز التي تفصلنا عن ذواتنا، وتبعدنا عن حقيقة وجودنا في هذا الكون، فنتوه في المجهول
تكثر في هذه الأيام الحواجز التي تفصلنا عن ذواتنا، وتبعدنا عن حقيقة وجودنا في هذا الكون، فنتوه في المجهول
A+ A-
تكثر في هذه الأيام الحواجز التي تفصلنا عن ذواتنا، وتبعدنا عن حقيقة وجودنا في هذا الكون، فنتوه في المجهول، ونتشتّت في دروب هذا العالم بمادياته وجسامة التطور والتكنولوجيا، وفي ما يُسمّى "الذكاء الاصطناعي" وخطره على الإنسانيّة، فيجعلنا نُغفل أهمّية الروح وخالقها، وننسى مبادئ الحياة، والأخلاق والمحبة، وجمال الكون وعظمة الله لدرجة الغطرسة والضياع، فيعتقد الكثير من الناس أن حقيقة الرّب مجرّد قصّة ليس أكثر، وكلّ ما هو مقدّس ليس سوى وهم، وأنّهم غدوا آلهة ومن صانعِي هذا العالم!
نعم، تنقرض قوانين الدنيا شيئاً فشيئاً، ويُصبح الحديث عنها مجرد خيال وخرافة، وذكر السّماء مع أهمية الروح مجرد تلفيق وسراب!
نعم هذا كله بسبب مخططات ضحمة رُسمت على مدى سنين سابقة من قبل منظمات عالمية وأياد خبيثة، تهدف إلى الشر وتدمير الإنسان بسحق حريته وكيانه وقيمة روحه بأساليب عديدة، منها: الشهوات الجنسية من دون أيّ ضابط لها، وبكلّ أشكالها، والشهوة المادية ولو على حساب حياة أخيه الإنسان، وحب السلطة ولو بنكران الله واغتيال الإنسان في قلوب البشر.
للأسف، إنه واقع ما وصلنا إليه في أيامنا هذه، بل هناك الأسوأ والأكثر فظاعة ودماراً وشراً، إن لم نتدارك الوضع بسرعة ونستفيق من كبوة التضليل والإلحاد وتهميش خالقنا. الحل الأكيد هو بالعودة إلى الذات والإيمان بالرب، وبإدراك أهمية روحنا لديه بطرق عديدة، أهمّها الصمت والتأمل ولو لبعض الوقت، فنرمي كلّ هواجسنا المادية وشغف شهواتنا في سلة النسيان، ونقفل هواتفنا وحواسيبنا ولو لحين، ثم نلتجئ إلى السكون في الطبيعة، في الليل، نتأمّل سحر جمال الكون، ورونق الأزهار وروعة غروب الشمس؛ ننصت بقلوبنا إلى تغاريد الطيور وحفيف أوراق الأشجار، ونلمس بوجوهنا نفحات الريح وبرودة النسيم العليل...نكتب، نرسم، نرنّم مع المدى في أعماقنا، فنسمع صوت الله، ونلتقيه، ونعثر على الإنسان في أعماقنا، فنرتوي من غيث السماء حقيقة وجودنا، وشذى الخير في هذه الأرض.
نعم هذا هو الصواب وحقيقة وجودنا في العالم، وبه نكون أبناء الله ورسل الخير والمحبة في دنيانا.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم