الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

عزم على الهجرة

المصدر: النهار - دانيا بدران
جالت الأفكار طويلاً في ذهني، حلّلت وحاولت أن أفهم، فلم أجد ربع جواب يقنعني، لا شيء.
جالت الأفكار طويلاً في ذهني، حلّلت وحاولت أن أفهم، فلم أجد ربع جواب يقنعني، لا شيء.
A+ A-
جالت الأفكار طويلاً في ذهني، حلّلت وحاولت أن أفهم، فلم أجد ربع جواب يقنعني، لا شيء.
أيها الطغاة
ما هي طينتكم؟ ما هو نسيجكم؟ ما هو حمضكم النووي؟
هل لديكم مشاعر؟ هل لديكم عاطفة أو حنان أو حب، أو احترام تجاه أي شيء؟ أي شيء؟!
ما الذي يعميكم؟
ما الذي يجعلكم مستفرسين لهذه الدرجة؟
الجشع، المال، المناصب، المصالح، توريث أولادكم.
تأمين مستقبل أولادكم وأحفادكم وأحفاد أحفادكم؟
ألم تشبعوا، ألم تكلّوا أو تملّوا؟ ألم تخجلوا؟
أيها الطغاة،
وضعتم نيرون وهتلر و...و... في جيوبكم الصغيرة.
تفوقتم عليهم بامتياز.
ماذا فعلتم أيها الطغاة؟
وحيد أمي وحبيب قلبي سيهاجر مع عائلته.
الشاب السند للعائلة، حماه الله، قرر الرحيل.
دفعتموه إلى الهجرة،
دفعتموه إلى ترك والدي المريض، النحيل، الذي لم يعد يتكلم إلا بعينيه.
حرمتم أخي من متعة زيارة والدته ووالده لكي يحلق له ذقنه وشعره.
حرمتم أخي من أن يأخذه في "كزدورته" الصغيرة إلى المنارة.
دموع أمي ليست دموعًا عادية،إنها جمر يحرق وجنيتها.
نبضات قلبها لم ولن تعود عادية،إنها نبضات تذرف دمعًا.
أما أنا،
أنا البكر،أنا التي كنت أنتظره على الشرفة في الليالي العاصفة لأطمئن أنه عاد بسلام بعد تمارينه مع زياد الرحباني والسيدة فيروز في بيت الدين.
إنه إبني، وأخي، وصديقي.
أيها الطغاة ذبحتم عائلة بأكملها.
إنها الغربة الموحشة التي تطرق بابنا، إنها الغربة التي يتفق الجميع على جملة واحدة: "كل يوم ننتظر المكالمة الهاتفية".
بطبيعتي لا أحب أن أتمنى السوء لأحد، لكن أقول: يا طغاة بلادي "حسبي الله ونعم الوكيل بكم"،
أما أنت يا اخي، وفقك الله وحماك وعساك كما قلت "خليني أنا والعيلة نعيش كم يوم حلوين".




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم