الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لبنان بلد الطوائف

المصدر: النهار - غفران عبد الكريم جنيد
لبنان بلد تعددت فيه الطوائف والأحزاب والمذاهب
لبنان بلد تعددت فيه الطوائف والأحزاب والمذاهب
A+ A-
لبنان بلد تعددت فيه الطوائف والأحزاب والمذاهب، هذه التعددية أنتجت حرباً أهلية استمرت منذ عام 1975 إلى عام 1990، دمرت وأسفرت عن شهداء ومشردين وأرامل بالآلاف. عند انتهاء هذه الحرب، أتى أمراؤها الذين هم لا غالب ولا مغلوب واستلموا مقاليد الحكم، وبدأوا باللعب على الوتر الطائفي عند الناس، وجعلوهم يصدقون بحقوق الطائفة
على حساب التعليم والطبابة. وجاءت التسويات السياسية فوق كل هذا لتجعل الشباب اللبناني يفكر بترك عائلته والسفر بعيداً عن وطن لا يؤمن له أدنى حقوقه.
هذه الأمور بالتتابع أنتجت يوم 17 تشرين 2019، وفي لحظة غير متوقعة لا سابق لها في تاريخ لبنان، مشهداً ضخماً فيه امتلأت الساحات بالناس من كل الأحزاب والطوائف وبدأوا بالاحتجاحات، التظاهرات، الاعتصامات، المقاومة المدنية أمام جميع القطاعات العامة والخاصة، الإضرابات في المدارس والجامعات، والنشاط الأكبر كان من المغتربين حيث تجمعوا في بلاد الاغتراب أمام السفارات حاملين أعلام بلدهم دعماً له ولأهله داخله.
في هذه التحركات التي استمرت قرابة الخمسة شهور في الساحات اللبنانية كافة من بيروت الى صيدا وصور ثم إلى الشمال وعكار، خلع فيها اللبنانيون (على حسب ما ظهر) رداء الطائفية والأحزاب التي نهشت فيهم ما يقارب الثلاثين سنة، كسروا فيها حاجز الخوف من التغيير نحو الأفضل وبناء وطن يليق بأبنائه، زرعت أملاً لشباب أصروا على ترك أهلهم، شكلت وعياً أقله في هذه الشهور عند الناس بضرورة تغيير هذه الطبقة وضرورة حصولهم على مطالبهم بالحد الأدنى من الطبابة وحقوق المسنين وتعليم وجامعات تلبي احتياجاتهم ومعيشة لائقة لهم.
بدأت هذه الانتفاضة أو الثورة بجميع الأعمار وجميع الأجناس من الشوارع، إلى داخل كل منزل ودكان وحي وجامعة، حيث بدأ الصغير قبل الكبير يقول "ثورة، ثورة" و "كلن يعني كلن"، ثم ذهبت إلى أبعد من ذلك ووصلت إلى كل بلدان العالم بالأغاني والرقصات الشعبية والتماسك الحضاري والتراث اللبناني والأهم من كل ذلك الحلم اللبناني.
لكن هذه المرحلة انتهت لعدة أسباب، وبما أن الشعرة التي قصمت ظهر البعير كانت الواتساب، الآن بدأت ومنذ شهور بعد الانتفاضة التغيرات السلبية التي أثرت بشكل مباشر على جميع الأصعدة، من انهيار اقتصادي، وانهيار الليرة، إلى المصارف، من الأموال المحبوسة، إلى الوضع الاجتماعي المتفلت من سرقة وانتحار وبيع الأطفال من أجل العيش، إلى ارتفاع الأسعار وعدم القدرة على تأمين القليل من المعيشة.
كل هذا واللبنانيون في صمت تام!!
أين شعلة الثورة التي جعلتكم في الساحات؟
أين المواطنة من السرقة والفساد لوطنكم؟
اين الوعود التي أعطيتموها لأنفسكم عند اندلاع الثورة؟
هل ستبقون ساكتين حتى بعد كل هذه الأزمات؟
ماذا حصل بثورة وصلت إلى بلدان العالم بمطالبها؟
هل سيكون تغييركم في الانتخابات القادمة أم ستعودون إلى انتخاب نفس الطبقة التي جعلتكم تشحذون اللقمة؟


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم