اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"انشالله السنة الجايي منعيّد سوا"
18-04-2023 | 08:55
المصدر: النهار - كاتيا سعد - الامارات
انشالله السنة الجايي منعيّد سوا". منذ 2008 حتى اليوم عام 2023، وفي كلّ عيد بالتحديد، أسمع من أمّي وأبي هذه الكلمات على الهاتف، وعلى مجموعة" العائلة (أنا وإخوتي المغتربين) على واتس - أب. ليبقى كلّ عيد بشكل عام وعيد الفصح بشكل خاصّ كاملاً برمزيته الدينية، لكنّه ناقصاً ببُعده العائليّ. وأعتذر سلفاً من أمي وأبي لأنّ هذا اليوم من "السنة الجايي" بانتظار اجتماع العائلة بأفرادها الـ5 (مع عائلاتهم)، لم يأتِ بعد منذ 15 سنة.
إنّها الغربة في زمن العيد، وأعرف أنني لست الوحيدة التي تشعر بذلك، وكلّ مغترب، مهما كانت ديانته وزمن عيده، يغمره هذا الإحساس عندما يكون بعيداً عن عائلته.
بالطبع اعتدتُ الغربة، وتأقلمتُ لدرجة أنني أشكر غربتي على ميزات لم تكن لتوجد في شخصيّتي لولاها. وفي المقابل ما تزال هناك أوقات يستحيل أن تشعر بحقيقتها إلّا مع عائلتك، خاصّة في فترة العيد. وأنا في الخارج، في عيد الفصح بالتحديد، سواء أمارست الطقوس الخاصّة به أم لا، يأخذني عقلي دوماً إلى ما قبل عام 2008، ذاك الوقت الذي كنتُ أشارك، قدر الإمكان، في طقوس العيد عند الموارنة مع أمّي، وعند الروم مع أبي؛ من خميس الأسرار، وزيارة 7 كنائس في رتبة الغِسل، ثمّ الجمعة العظيمة وسبت النور، وأحد عيد الفصح وبشكل خاصّ "الهجمة". كنتُ وما أزال أشعر بأنني محظوظة أنني "بعيّد العيدَين، وإنّو نصّي روم ونصّي مارونية". حينها كنتُ أشعر في زمن العيد بالخشوع، وكنتُ أعيش تلك الطقوس بشكل تلقائيّ.
ولكن منذ أن غادرت لبنان، أشعر بأنّ ثمّة ما كُسِر في كلّ مفهوم من مفاهيم حياتي بشكل عام وبالعيد بشكل خاصّ. أصبح يترافق العيد برمزيّته الدينية، بذكريات مقولة "لما كنت بلبنان كنّا نعمل هيك".
إنّ زمن العيد في حضرة الغربة، هو قاسٍ على الأهل، ولكن على الأبناء أيضاً. شئتُ أم أبيتُ، لا شيء يعوّض ما ينقصني، لا شيء يعوّض ما ينقصنا كمغتربين في زمن العيد. حتى وإن تطوّرت الوسائل التي تجعلنا أقرب إلى ما كنّا نعيشه في بلدنا بالصوت والصورة، ذلك لا يملأ مكان تواجدنا بالجسد والروح، مع العائلة التي كانت أوّل من زرع فينا معنى العيد. ويبقى الأمل "انشالله السنة الجايي منعيّد سوا".
إنّها الغربة في زمن العيد، وأعرف أنني لست الوحيدة التي تشعر بذلك، وكلّ مغترب، مهما كانت ديانته وزمن عيده، يغمره هذا الإحساس عندما يكون بعيداً عن عائلته.
بالطبع اعتدتُ الغربة، وتأقلمتُ لدرجة أنني أشكر غربتي على ميزات لم تكن لتوجد في شخصيّتي لولاها. وفي المقابل ما تزال هناك أوقات يستحيل أن تشعر بحقيقتها إلّا مع عائلتك، خاصّة في فترة العيد. وأنا في الخارج، في عيد الفصح بالتحديد، سواء أمارست الطقوس الخاصّة به أم لا، يأخذني عقلي دوماً إلى ما قبل عام 2008، ذاك الوقت الذي كنتُ أشارك، قدر الإمكان، في طقوس العيد عند الموارنة مع أمّي، وعند الروم مع أبي؛ من خميس الأسرار، وزيارة 7 كنائس في رتبة الغِسل، ثمّ الجمعة العظيمة وسبت النور، وأحد عيد الفصح وبشكل خاصّ "الهجمة". كنتُ وما أزال أشعر بأنني محظوظة أنني "بعيّد العيدَين، وإنّو نصّي روم ونصّي مارونية". حينها كنتُ أشعر في زمن العيد بالخشوع، وكنتُ أعيش تلك الطقوس بشكل تلقائيّ.
ولكن منذ أن غادرت لبنان، أشعر بأنّ ثمّة ما كُسِر في كلّ مفهوم من مفاهيم حياتي بشكل عام وبالعيد بشكل خاصّ. أصبح يترافق العيد برمزيّته الدينية، بذكريات مقولة "لما كنت بلبنان كنّا نعمل هيك".
إنّ زمن العيد في حضرة الغربة، هو قاسٍ على الأهل، ولكن على الأبناء أيضاً. شئتُ أم أبيتُ، لا شيء يعوّض ما ينقصني، لا شيء يعوّض ما ينقصنا كمغتربين في زمن العيد. حتى وإن تطوّرت الوسائل التي تجعلنا أقرب إلى ما كنّا نعيشه في بلدنا بالصوت والصورة، ذلك لا يملأ مكان تواجدنا بالجسد والروح، مع العائلة التي كانت أوّل من زرع فينا معنى العيد. ويبقى الأمل "انشالله السنة الجايي منعيّد سوا".
