الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ثوار على حسابكم…

المصدر: النهار - مارك فارس
الجميع يطوق للتغيير
الجميع يطوق للتغيير
A+ A-
الجميع يطوق للتغيير. الطفل يرغب بتغيير ألعابه، الموظف يطوق لتغيير وظيفته، الشاب يطوق لتغيير سيارته، الحبيب يطوق لتغيير حبيبته، السوريون كانوا يطوقون لتغيير بشار الاسد اما الليبيين فغيروا معمر القذافي.
كم هو جميل التغيير!
الهرب من حاضر غير مرضى عليه نحو مستقبل أجمل، سيتحول إلى حاضر غير مرغوب به،
أو شوق الى ماضي نتحسر عليه ليس كشوق حبيبٍ إلى حبيبةٍ خسرها بل أكثر بكثير من ذلك، كشوقنا إلى أيام الدولار ب ١٥٠٠ ليرة أو أكثر، كشوق الليبيين إلى أيام القذافي.
نقترب اليوم بأكثريتنا للتجديد لأسوأ طبقة سياسية حكمت لبنان منذ الأزل. البعض يريد التغيير، يريد الثورة، يريد إيصال أوجه جديدة إلى البرلمان، هذا البعض بأكثريته متعلم كما مرشحينه حيث تجد الطبيب والمهندس والممثل وهم من المثقفين لكن ما يلفت الانتباه هو غياب شهادات كالعلوم السياسية اذ أن السياسة لم تكن شغف لهم ولا حتى هواية.
انا هنا لا أشكك أبدًا أو أقلّل من قيمة العلم وفوائده على المجتمع والوطن لكن بين العلم والحياة العملية فرق شاسع، فالطبيب هو المختص في تشخيص المرض واختيار نوع الدواء وعلى المريض الطاعة، كما للمهندس تصميم المباني وعلى صاحب المبنى الالتزام بالتصاميم.
لكن في موضوع مستقبل البلد والخيارات السياسية، الامر مختلف، واصلاً هذه الصفات موجودة عند غالبية الاحزاب التقليدية حين كانوا يختارون مرشحيهم.
حلم الجميع هو التغيير ووصول فئة كفؤة إلى الحكم، بين الحلم الجميل والواقع المرير، حاولت وضع منهج لاختيار مرشحين الثورة كونه في حال النجاح سوف تكثر المغريات كثيراً والترهيب أحياناً فلا بد من تجنب أصحاب النفوس الرخيصة.
1. اختاروا الثائر الحقيقي:
لا يمكن أن يكون ثائراً منذ سنة ٢٠١٩ فالثائر هو ثائر بالدم أي منذ أيام الوصاية السورية. ثائر حُبس وعُذب ولم يغير مبادئه. ثائر في الأيام التي كانت فيها الثورة هي الاعتقال والتعذيب ليس أيام باتت فيها الثورة هي البرامج السياسية على التلفاز والمساعدات المالية وجمع التبرعات.
2. اختاروا الناجح في الحياة العملية:
لا يمكن مساواة طبيب ناجح أو موظف مرموق بصاحب شركة ناجحة قام بتأسيسها من الصفر وطورها لتصبح تحتوي على أكثر من ٢٠٠ موظف مثلاً. فالخبرة التي يكتسبها الطبيب من دراسته وممارسة مهنته لا تقارن بتاتاً بخبرة اكتسبها رجل أعمال ناجح بدأ حياته المهنية من الصفر.
3. اختاروا من هو مستعد للتضحية:
إذا وجد مثقف وثورجي جديد و قام اصدقاؤه بالمطالبة بترشيحه لإنقاذ لبنان، لما لا، فهو يمكن أن يكون الخيار الصح لكن عليه أثبات جدارته ببيع منزله أو بيع قطعة أرض ورثها عن ابيه أو إن كان ميسور تخلى عن مبلغ كبير أقلّه ١٥٪؜ مما يملك ووضع المبلغ في صندوق جمع التبرعات, هنا له كامل الاحترام من مبدأ أن التضحيات وإن كبرت ترخص على لبنان.
طبقوا هذه الصفات على جميع مرشحين الثورة لتكتشفوا أنّ الظاهر جميل لكن الباطن فارغ، فليس هناك من هو مستعد للتضحية بشيء والكل يريد ثورة على حسابكم ومن حسابكم.
كم كان بشعاً منظر شباب هجموا على وسط المدينة وقاموا بتكسير الخيم، وما كان أبشع هو هروب الجميع دون استعداد أي أحد للتضحية. فمن هرب من العصاة كيف سيواجه تهديداً اشد قصوة في المستقبل.
رحم الله الاستاذ انسي الحج حين قال:
أنتم سيئون كأعدائكم وأسوأ من أعدائكم ...
اغرقوا بسلام أنتم وأعداؤكم لا أنتم قضية ولا أعداؤكم ...

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم