الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كل شيء يبدأ من العائلة

المصدر: النهار - شيماء عويضة – مصر
ستظل العائلة جزءًا لا يتجزأ من يومنا
ستظل العائلة جزءًا لا يتجزأ من يومنا
A+ A-
ستظل العائلة جزءًا لا يتجزأ من يومنا، فمن المفترض أنها الداعم عندما يتخلّى عنا الجميع، والملجأ والسند الأساسيّ الذي نستند إليه كما أنّ الذكريات باختلاف أنواعها التي ترتبط بالأسرة بشكل خاص، تظلّ عالقة في أذهاننا وتكبر معنا، ولكن على حسب نوعها يتشكل وجداننا. فإذا كانت ذكريات جميلة مفعمة بالحب والود والتفاهم والتسامح حتمًا ستؤثر علينا بالايجاب فيما بعد، وإن كانت عكس ذلك فالطبع يحدث العكس، وحينما نحيا في أسره أساسها أم وأب متساويان، سيكون هناك فرصة كبيرة أن يكبر أبناء متساوون، وإذا كانت الأسرة مترابطة ومتماسكة ويغمرها جو الاستقرار النفسي فسيصبح الأبناء أكثر قوة فيتغلبون على مشاكل ومصاعب الحياة، ولكلّ أب أقول: قبل أن تبحث عن المال من أجل أبنائك قدّم لهم الدعم والحب والأمان أولا قدّم لهم النصيحة والمراقبة المعتدلة كي يشبّوا أبناء صالحين. فاحرص دائما أن تروي الشجرة في الوقت المناسب، فهناك دراسة عالمية تؤكد على وجود علاقة قوية بين المحبة التي يحصل عليها الأطفال في الصغر وبين سعادتهم في المستقبل، فدائمًا اقول لكل أم وأب ما المانع أن تسأل ابنك كل يوم وبشكل فيه الكثير من الود وليس بشكل روتيني عن أخباره وعمّا إذا كان يعاني من شيء ما أو لديه بعض المشكلات؟ وتحاول أن تساعده في حلها أو عليه بعض الضغوطات وتحاول أن تخفف عنه، فهذا أقل ما تقدمه له. في الفترة الأخيرة عجت وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من أخبار حالات الانتحار التي تعرض لها شباب ومراهقين وحتى الأطفال ففي عام 2021، فقط كان ضحايا الانتحار حوالي أكثر من 700 ألف شخص حول العالم حسب منظمة الصحة العالمية، وآخرهم في مصر حالة الطالبة بسنت خالد التي انتحرت من خلال تناول حبوب الغلة السامة فأنهت حياتها، وكلّ هذا بسبب ما تعرّضت له من افتراء بسبب شابّين لا يعرفان عن الإنسانية شيئاً، نشرا صورًا مفبركة لها لا تمتّ إلى الأخلاق بصلة، ولكن السبب الأكبر هو عدم تصديق أهلها لها ودعمها والوقوف إلى جانبها في أكثر وقت كانت بحاجة إليهم، وهنا لا أبرّر الانتحار بشكل أو بآخر، ولا ألقي بالذنب على العائلة، ولكن أسلّط الضوء علي أهمية وجود العائلة في حياة الفرد، فمن الممكن أن يخفف الكثير عن الابن ويبعد عنه تلك الأفكار الانتحارية اللعينة، فعدم وجود بيئة مليئة بالأمان والاطمئنان حتمًا ستولد داخل الفرد أفكار انتحارية. وما المانع أن يكون قد تعرّض طفلك للتنمّر من قبل أشخاص لا يعرفون عن الإنسانية شيئاً، أو تربوا على عدم احترام الغير، فحطمت نفسيته فأقبل على الانتحار دون وعي كاف منه وأنهى حياته، فهناك دراسة أجراها علماء في جامعة ولفرهامبتون البريطانية أن هناك أكثر من 800 الف شخص ينتحر كلّ عام بسبب التنمّر يترواح أعمارهم بين الـ10سنوات والـ24عاماً سنويًا. فتخيل أنك سألت ابنك عمّا حلّ به وحدّثك عمّا تعرض له من تنمّر، وحاولت أن تعزّز ثقته بنفسه وتدعمه وتثبت له عكس ما تعرّض له من تنمّر. فالبفعل ستتحسن نفسيته وتزداد ثقته بنفسه وتتحوّل فكرته عن الانتحار. وهذا لا يعني أنّ التنمّر هو السبب الوحيد أو الأساسيّ للانتحار، ولكن هو مثال فقط، فأسباب الانتحار كثيرة ومتعدّدة، ولكنّ نصيحتي لكلّ أب وأم أن يكونوا إلى جانب أبنائهم في كلّ شيء، ويكونوا لهم خير السند ومنبعهم الأول والأخير من الحبّ والودّ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم