الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نفسي أولاً

المصدر: النهار - كريستين السويدي
في كل مرة يُضجرني العالم أمضي إلى الكتابة.
في كل مرة يُضجرني العالم أمضي إلى الكتابة.
A+ A-
في كلّ مرة يستنزف فيها العالم والأمور المتعلّقة بالحياة والعلاقات مع البشر طاقتي، أقوم وأمضي إلى ركنيَ الخاص، وهو الكتابة. كلماتي هي منفذي الوحيد عندما تشتّد عليّ أفكاري وتحاصرني. نعم، أفكاري، التي هي أول أسباب الألم والصّراخ، هي مصدر القوّة، وتجعلني أعبّر بطريقة خاصّة مبلسمةً جراحي.
تناقض رهيب أليس كذلك؟
كيف لشابة بعمر العشرين من العمر أن تخاف وتفتخر بعقلها؟ ربما هي دعابة! ربما هي الحقيقة...! علاقتي بكينونتي كعلاقة عاشقين، نختبئ كلٌ منّا في الآخر. راقبت، تعلّمت، أيقنت أن ليس من السّهل تجاوز ساحات عديدة ومديدة من الألغام بكلّ هدوء، بصمت ورويّة ومن دون لفت النّظر، وتبدو ساكناً لمن حولك، كأنك لم تتعثر يوماً وتسقط!
يقولون: عندما ينفطر قلبك تخمد روحك في داخل صدرك، ولكن عند انفطار روحك من يحضنها؟
تبدو على وجهك معارك وحروب قاسية.
عيناك تبرد وتطفو بعيداً إلى حيث السكينة.
ربّما العالم يراني إنسانة عادية، لكنني أرى نفسي لوحة فنيّة تستحق الحبّ والتأمل.
من سيحبني أكثر من نفسي؟
من سيحقّقني إن لم أحقّق نفسي؟
من سيفتخر بي إن لم أفتخر بنفسي؟
اللائحة طويلة.
ما من شعور أعظم و أجمل، يُمكن للإنسان الشعور به، أكثر من شعوره بالراحة في كيانه، بالرغم من كلّ التشقّقات. أعيد وأكرّر، ما معنى وجود أمّة بكاملها بجانبك وأنت لا تريد الوقوف بجانب نفسك...؟
أحبب نفسك أولاً، استعطي حبّاً لك من كيانك، وقف لحظة اندهاش لنفسك، للشجاعة والقوة التي أبديتها في الطريق المليئة بالعذاب، ولكنك استطعت الظهور كوردةٍ جوريّةٍ محيطة بالشوك المكسور المنحني...

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم