الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

التحرش الجنسي على الطرقات و ماذا بعد؟

المصدر: النهار - نور مرزوق
بقلاوة وماشية عالأرض"، "يا حلوة ردّي علينا"،... وغيرها الكثير من الكلمات التي يظن البعض أنها عادية
بقلاوة وماشية عالأرض"، "يا حلوة ردّي علينا"،... وغيرها الكثير من الكلمات التي يظن البعض أنها عادية
A+ A-
"بقلاوة وماشية عالأرض"، "يا حلوة ردّي علينا"،... وغيرها الكثير من الكلمات التي يظن البعض أنها عادية، والتي تسمعها كل فتاة في كل يوم تخرج فيه من منزلها، لا أظن أن يوماً يمرّ من دون أن نسمع مثل هذه العبارت وأكثر، وكأن ذنبنا الوحيد أننا خلقنا إناثاً في دولٍ لا يوجد فيها قانون يحمينا؛ في دولٍ لا تعاقب المتحرش بل تعطيه أسباباً وتبريرات، وفي مجتمع يسخِّر له كل أنواع التبريرات. الكثير من الفتيات يتعرضن في كل يوم إلى كل أنواع التحرش بدءاً من النظرات والتحرش اللفظي وصولاً إلى حدّ الاعتداء الجنسيّ، من دون أيّ رادع وبكلّ قوّة وجرأة. لا ندري من أعطاهم الحق في أن يرموا بألفاظهم المؤذية على كلّ فتاة تمرّ من أمامهم! لكن كيف لا، والمجتمع يبرّر لهم بـ"أبصر شو كانت لابسة"، "هيِّ مين قلّها تضهر بهيك وقت". هذا المجتمع يرمي بدناءة متحرّشيه وسوء أخلاقهم على الفتيات فيما يتمّ التبرير للمتحرّش في كل مرة ليواصل تحرّشه من دون رادع أخلاقي أو إنساني.
اليوم فتاة البيال ويمكن غداً أن تكون واحدة منّا..
في تاريخ 29/3/2023 تعرضت فتاة في منطقة البيال (الواجهة البحرية) إلى التحرش والاعتداء الجنسي من قبل شخصٍ أشبه بالإنسان، ما زال إلى الآن حراً طليقاً، لعدم القدرة على الإمساك به، نظراً لأن المنطقة لا توجد فيها أيّ وسيلة حماية أو حتى كاميرات مراقبة تكشف هذا المتحرّش وما قام به. كان ذنب تلك الفتاة أنها أحبت أن تمارس تمارينها الرياضية مساءً، ولم تكن تدري أنها تعيش وسط عالم مليء بالوحوش الضارية التي يمكن أن تظهر في أيّ مكان، وفي أيّ وقتٍ لكلّ واحدةٍ منا.
فبحسب منظمة "أبعاد"، نقلاً عن مصادر في القوى الأمنية أنه تمّ التبليغ خلال عام ٢٠٢٢ حتى شهر تشرين الثاني عن ٦ حالات اعتداء جنسيّ، وعن ٣٧ حالة تحرّش جنسيّ، فيما ٥٥ في المئة تعرّضن للاعتداء الجنسي ولم يبلّغن، خوفاً من الأهل أو من المجتمع الذي يصنّفهن بلا عرض أو شرف أو أنهن يجلبن العار لذويهن. فمن المعيب أننا ما زلنا نطالب بأقلّ حقّ لنا، وهو أن نخرج من منازلنا آمنات مطمئنّات غير خائفات من سائقي التاكسي أو سائق الحافلة أو من أيّ شابٍ يمرّ أمامنا، وأن نمارس هواياتنا ورياضاتنا التي نحب في الشوارع من دون أن يلازمنا هاجسٌ التعرّض في أيّ لحظة لأيّ محاولة تحرّش جنسيّ أو لفظيّ.
فهل تتحرك مشاعر السلطات لهذه الحوادث، وتضع قوانين وعقوبات رادعة وقاسية لها أم ننتظر حتى نُعِدّ المزيد من ضحايا التحرش والاعتداء الجنسي كلّ يوم؟!
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم