الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

2021 بين الرِّبح والخسارة

المصدر: النهار - د. جويل رمزي فضّول
تتدحرج آخر كرة من كرات هذا العام من أعلى قمّة وصلنا إليها، جارفةً معها لحظات لا تُنسى... لحظات صَدَحَتْ فيها "كركرات" ضحكاتنا، لحظات انهمرت فيها دموع أحرقتنا
تتدحرج آخر كرة من كرات هذا العام من أعلى قمّة وصلنا إليها، جارفةً معها لحظات لا تُنسى... لحظات صَدَحَتْ فيها "كركرات" ضحكاتنا، لحظات انهمرت فيها دموع أحرقتنا
A+ A-
تتدحرج آخر كرة من كرات هذا العام من أعلى قمّة وصلنا إليها، جارفةً معها لحظات لا تُنسى... لحظات صَدَحَتْ فيها "كركرات" ضحكاتنا، لحظات انهمرت فيها دموع أحرقتنا!
نسترجع أيّامًا لا تزال محفورة على الرّغم من كلّ ما مررنا به، وتنهمر علينا أحداث شتَّتَتْنا، كلمات نحرتنا، مواقف زلزلتنا، وجوه فارقتنا...
وإذا بِنا نقف حائرين ولكن بثقة المؤمنين!
نقف بصلابة وعزّة أمام كلّ من، بإرادته، خرج من حياتنا،
نقف بحرقةٍ ولوعةٍ أمام كلّ من سرقه القدر منّا وسلخه عن قلوبنا.
نقف بفخرٍ واعتزاز أمام كلّ مرّة تسلّقنا فيها سلّم النّجاح وإن زلّت أرجلنا مرّات ومرّات،
ولكن ها نحن اليوم،
نشرب كأس هذه النّجاحات والإنجازات،
نشرب نخب كلّ مرّة وثقنا بأنفسنا وجعلنا من عزمنا شعلة أملٍ تضيء تلك المُنحدرات المُظلمة في حياتِنا.
نقف أمام وجوهٍ لم تُفارِقنا حتّى هذه اللّحظة، أمام أُناس كسروا نظام صلات القرابة، وأطاحوا بعُرف العائلة التّقليديّ، فأثبتوا لنا أنّهم هؤلاء الأوفياء الّذين لن يفلتوا يدنا للحظة واحدة،
لأنّهم آمنوا بنا،
فرحوا بنجاحاتنا،
مسحوا عن وجنتينا تلك الدّموع الّتي هزّت أعماقنا، لأنّهم وبكلّ بساطة، أحبّونا... فأصبحوا فلذة من أكبادنا، ودخلوا من دون أيّ استئذان قلوبنا.
نقف أمام وجوه ظنّنا أنّهم سيرافقوننا إلى ما لا نهاية، ولكن ما أكبر تلك الخيبة وما أروعها! نعم، ما أروعها! فهي اللّحظة الّتي اكتشفنا فيها ما كانت تُخبِّئه النّوايا، إنّها اللّحظة الّتي نشكر اللّه فيها لأنّه من خلالهم علّمنا الكثير الكثير، فجعلنا وعلى الرّغم من خيبة الأمل، ننضج أكثر فأكثر.
ربّاه.. تعودُ هذه الجردة مع رحيل كلّ سنة، وتُسيطر تلك الرّهبة على أبواب السّنة الجديدة، فإذا بِنا نتمسّك أكثر فأكثر بخيط الأمل وسط نفق مُظلم يهيمن على بلادنا، ونتشبّثُ بدفء قلوبٍ وسط شلّة من البشر احترفت لبس الأقنعة، فنركع لك وحدك ساجدين، ونصرخ بأعلى أصواتنا هاتفين:
"يا ملك السّموات بارك تلك الأيّام القادمة المجهولة، وخفّف من وطأة أيّ خسارة سنتكبدّها... لوحة أيّامنا بين يديك، فتفنّن بها كيفما تشاء!"

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم