الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"كلنا يعني كلنا"… ومن هنا يبدأ الاستقلال!

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
العلم اللبنانيّ ممزّقاً في ذكرى عيد الاستقلال (نبيل إسماعيل).
العلم اللبنانيّ ممزّقاً في ذكرى عيد الاستقلال (نبيل إسماعيل).
A+ A-
استقلال أو لا استقلال، نقاش ما بعده نقاش ولا جواب. الكيان موجود، الاسم موجود، أمّا الباقي فأين؟ في مواقع التواصل الاجتماعي آراء كثيرة، وجهات نظر، كلمات كلّها تصبّ في مكان واحد: لبنان الذي نريد. "هالكم أرزة العاجقين الكون"، لم يعد في عيون أغلب أبنائه "الوطن الحلم"، لا أحد راضٍ عمّا وصلت الأمور إليه. الجميع غاضب حزين، والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً: الحقّ على مين؟
 
سؤال مشروع. سؤال يضع الجميع في مركز الاتهام. من أقصد بالجميع؟ أعني الجميع حتّى أنا. كلّنا، كلّ لبناني يجب أن يوضع في قفص الاتهام، "كلنا يعني كلنا" أسهمنا بطريقة أو بأخرى بوصول لبنان إلى هذه المرحلة، ولكن طبعاً بنسب متفاوتة. ولكن لماذا؟ لماذا هذا السؤال دائماً؟ لماذا علينا في كل مرّة أن نضع الملامة على أفراد ومجموعات لنعود ونغرق أكثر وأكثر، ويضطرّ مسؤولونا الكرام لاتهام بعضهم بعضاً والتحجّج، و"يضطرّ" مناصروهم للانجرار وراء تفاهات لن توصلنا الى برّ الأمان، لا بل على العكس سنظلّ نغرق ونغرق حتى سنتخطى جحيم الشياطين. هذه السنة لم أكن أنوي الكتابة في عيد الاستقلال لشدّة يأسي واستسلامي أن لا أمل في ما بقي من هذا اللبنان، إلا أن نقاشاً صباحياً جعلني أرى الأمور من زوايا كثيرة أخرى.
 
"مرتا، مرتا، تهتمّين بأمور كثيرة والمطلوب واحد!"، المطلوب اليوم من كلّ شخص منّا: مسؤولين، عاملين، مواطنين، رؤساء... كلكم مطلوب أن تؤمنوا بأن لا شيء مستحيل، حتى الانهيار الذي وصلنا إليه بإمكاننا أن نوقفه، ولكن بشرط واحد فقط. شرط أن تضعوا أولاً الايمان وحبّ الله في قلوبكم، ودعوا "النقاشات الغبيّة" جانباً. ودعونا كلّنا نبدأ بالتغيير والعمل وفقاً للقانون والدستور. قد يبدو كل هذا الكلام أفلاطونياً، إلا أن أيّ شخص عندما يحب الآخر يفعل المستحيل، فدعونا نحبّ لبنان فنعيد إليه كلّ ما سُرق منه، بالعمل، فلا تكن محبّتنا بالكلام فقط.
 
لا تُحدّد علاقة الشخص بوطنه بكلام شاعري فقط، ولا تنحصر بجانبه العاطفي والشعارات الرنانة ورفع العلم والأغاني الوطنية، بل إدراك كلّ فردٍ منّا أهمّية التقيُّد بواجباتنا تجاه هذا اللبنان والشعور بالمسؤولية وخدمة الوطن وتعزيز مفهوم المواطنة، "فالوطن ليس فندقاً"، كما كان يردّد دائماً عميد الديبلوماسية والصحافة غسّان تويني.
 
ويا أيّها السياسون، أنهوا صراعاتكم، وولاءاتكم، وأجنداتكم الخارجية، ودعونا نهدم مفهوم الدويلات الطائفية، التي لن توصلنا إلا الى الحروب. "خلّونا نلتهي بهالكم أرزة العاجقين الكون، ونحبّه عملياً، تا فعلاً يرجع لبنان الثقافة، لبنان الفن، لبنان السياحة، لبنان الاقتصاد، لبنان اللي مرفوع اسمو بولادو اللي بلبنان وخارج لبنان. عاش لبناننا عاش بولائنا وحبّنا". ونتذكّر دائماً أن كل شهداء هذا الوطن منذ لحظة تكوينه حتى اليوم ماتوا كي يبقى لبنان بأبنائه، وهنا أستعيد قول الصحافي الشهيد جبران تويني "الاستقلال معركة، دائماً سنظلّ نخوضها، هذا قدرنا"! لن نستسلم ولنبدأ بحبّه.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم