الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تجربة تعنايل... حلول عمليّة للبنان "مزدهر أخضر عادل"

المصدر: "النهار"
من محمية "دير تعنايل". (أرشيف "النهار").
من محمية "دير تعنايل". (أرشيف "النهار").
A+ A-
بيار عيسى*
 
قطع اللبنانيّون الأمل وأحبطوا، من كثرة الأزمات وتعدّد المشاكل، بسبب سوء الإدارة والفساد المستشري في الدولة، ويعود سبب تعميم هذه الأجواء إلى تكتّل المشاكل الصغيرة وتفاعلها مع بعضها. إنّما عمليّاً الحلول كلّها موجودة، وتبدأ ببساطة بتجزئة المشاكل، وأخذ كلّ منها على حدة، ومن ثمّ وضع حلٍّ عام ورؤية شاملة.
 
 
يُشترط في هذه الحلول أن تأخذ في عين الاعتبار كلّ أوجه المشكلة، أي الأوجه التي تعتبر أُسُس التنمية المستدامة، وهي العامل الاجتماعي – الثقافي، والعامل الاقتصادي، والعامل البيئي. ففي حال حصل خلل في إحداها، لن يكون الحلّ عندها مستدامًا.
 
وعلى قدر الإمكان، يجب أن تكون الحلول محلّية، تأخذ بدورها في عين الاعتبار عوامل الجغرافيا والمناخ والنسيج الاجتماعي. ومن هنا تحبيذ اللامركزيّة الإدارية وإيجابياتها التي تتلخّص، بأنّ حلولها ستكون متناسبة مع الجغرافيا والمناخ والنسيج الاجتماعي، وستكون هناك رشاقة أكبر لجهة اتّخاذ قرارات نافعة أكثر وبسرعة، لأنّ المشكلة أصغر، وتأخذ في عين الاعتبار الحاجات المحلّية. يضاف إلى ذلك أنّ سوء الإدارة يُكتشف بسرعة، وإمكان المراقبة والمحاسبة يصبح أقوى بكثير وأسرع وأفضل وممكنًا، لأنّ المواطنين على تماس مع سلطتهم المحلّية وعلى علاقة شخصيّة معها.
 
لا تتجاوز مساحة أراضي دير الآباء اليسوعيّين وجمعيّة "آركانسيال"، في منطقة تعنايل الكيلومترين المربّعين من أصل مساحة لبنان. قبل نحو 20 عامًا، كانت المنطقة تشهد، أسوة بالمناطق الريفيّة الأخرى في لبنان، هجرة ونزوحًا كبيرين. وضعت "آركانسيال" خطّة لهذه المنطقة، وكان التوجّه فيها الاستثمار، في ميزات لبنان الطبيعيّة والمهارات التقنيّة، لخلق فرص عمل، وتثبيت المواطنين في قراهم، بدل الهجرة والتكدّس في ضواحي البؤس. بهدف خلق مجتمع وبيئة منيعة.
 
الحلول التي طُبّقت لمسائل كثيرة تشكّل أساس مشاكل لبنان، والأهم أنّه من الممكن استنساخها على مساحة الوطن. جُلّ ما يتطلّبه الأمر إدارة جيّدة، وإرادة صلبة والأهمّ الضمير الحيّ.
 
طُبّقت في تعنايل مبادئ الحوكمة الرشيدة في الإدارة، وفي طريقة اتّخاذ القرارات، ما أدّى إلى الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعيّة، والبيئيّة، والنباتيّة، والحيوانيّة، والاستثمار الصحيح زراعيًّا، وصناعيًّا، وسياحيًّا، والتوزيع العادل للإنتاج، أي ما يمثّل دورة اقتصاديّة كاملة، تبنّينا فيها مفاهيم التنمية المستدامة والاقتصاد المنتج لا الريعيّ السائد في لبنان.
 
 
إدارة المياه
 
بدأنا حملة توعية للمجتمع القاطن في المنطقة الجغرافيّة لحوض نهرَي جديتا وجلالا
 
على مستوى إدارة المياه، وهي من أهمّ ثروات لبنان الطبيعيّة، تكمن المشكلة في أنّ مصدر تلوّثها ثلاثة أمور هي أوّلاً: الرمول من الكسّارات العشوائيّة والأراضي غير المستصلحة، بفعل الأمطار الغزيرة؛ وثانيًا وثالثًا النفايات الصلبة والمياه المبتذلة، والتي تُرمى وتُصرّف في كلّ المنطقة الجغرافية لحوض نهرَي جديتا وجلالا، اللذين يمرّان في أراضي تعنايل قبل أن يصبّا في نهرَي البردوني والليطاني. ويضاف إلى ذلك أنّ هناك 4 جهات تقف وراء التلوّث، وهي نفسها ضحيّة له ومتضرّرة منه، وهي: السكن والسياحة والصناعة والزراعة. وفي تعنايل لدينا كلّ مصادر التلوّث الثلاثة ومسبّباته الأربعة.
 
- معالجة المياه الملوّثة:
 
أقمنا مشروعًا ممتدًّا من نهر جديتا لجرّ المياه ونقلها والتقاط المواد الصلبة عبر فلاتر تنظّف مجاري الماء بتقنيّة حديثة ومبتكرة، وُضعت بالتعاون مع طلّاب في جامعتي الـAUB والـAUST، تقوم على معالجة تلوّث المياه من جرّاء ترسّبات الكسّارات والمرامل، حيث أُنشئت أحواض (برك إسمنتيّة) كي ترقد الرمول، وتُلتقط وتُجمع فيها النفايات الصلبة، وتقاس كمّية المياه الداخلة والخارجة، ومن ثمّ تُجمع في بحيرات لأهداف عدّة، أوّلاً لمعالجتها من التلوّث بالمياه المبتذلة، عبر ضخّ الهواء فيها على مدى أشهر، وثانيًا لضمان احتياطيّ مائيّ للرّيّ في الأوقات المناسبة، وفق احتياجات المزروعات، وثالثًا لخلق معالم سياحيّة بيئيّة فضلًا عن منافعها المناخيّة (microclimat) لهذه المنطقة الجافّة جدًّا.
 
هذا مع العلم أنّ ضخّ الهواء في المياه يحصل عبر محطّتين: واحدة تعمل على الطاقة الشمسيّة وأخرى على الطاقة الهوائيّة، كون الهدف ألّا نخلق مشكلة تلوّث هواء جديدة، عبر حلّ مشكلة المياه.
 
وقمنا كالعادة بعمليّة توعية للمواطنين.
 
- مياه الريّ:
 
يُشكّل ريّ المزروعات 65 % من الاستهلاك العام للمياه والمصدر الأوّل لهدرها. ولكن وفق آليّة معالجة المياه الملوّثة المذكورة أعلاه، استطعنا أن نستخدم المياه بالطريقة المثلى، وتحديدًا في الزراعة. فأنشأنا بنية تحتيّة لجرّ المياه تحت الأرض بقساطل لتفادي التبخّر وتسرّب المياه في الأرض حيث لا حاجة، فتمّ تجنّب الهدر والتلوّث. وأنشئ نظام معلومات مركزي يأتي بالمعلومات من محطة الأرصاد الجوّية الخاصة بالمشروع لجهة الوضع المناخي ورطوبة الأرض وحاجات الشجر لتحديد الكمّية، والتوقيت الأمثل للريّ، وذلك يوفّر بين 30 و50% من استخدام المياه.
إذا تمكّنا بهذه الطريقة من أن نستفيد من المياه ومعالجتها، ومن استعمالها في الريّ، بعدما أصبحت صالحة. وبالتالي، حافظنا على صحّة الناس، لأنّ ريّ المزروعات يتمّ بمياه نظيفة.
 
- المياه المبتذلة:
لجهة المياه المبتذلة، تمّ إنشاء شبكة لها متّصلة بمحطة تكرير لكلّ المياه الملوّثة، التي تأتي من دير تعنايل والمزرعة والمصانع، والهدف منها أيضًا معالجة المياه التي تساهم في ريّ الأشجار الحرجيّة.
 
- شبكة توزيع مياه الشفة ومراقبة نوعيّتها:
 
لجهة الوصول إلى مياه الشفة، فهذه مشكلة مزمنة في لبنان، وفي البقاع هناك مخيّمات للعمّال السوريّين يعملون في الزراعة وليس لديهم وصول إلى مياه الشفة، وكذلك قسم من السكّان. رُفِضَ بداية تمويل الاستثمار في هذا المشروع، كون الجهات المانحة موّلت بكثافة مشاريع الدولة اللبنانيّة، ولم يتم تشغيل أيّ محطّة كون المشكلة كانت في كلفة هذا التشغيل. الخطّة التي قدّمناها لهم لتحقيق شرطهم بحصول استدامة في التشغيل، تمحورت حول إيجابيّة وصول مياه الشفّة والوفر، المباشر وغير المباشر، الذي نحقّقه مقابل كلفة معالجة المصابين بأمراض الجهاز الهضميّ، في مستوصفنا بعد استهلاكهم المياه الملّوثة، وتعطيلهم عن العمل، ما ينعكس على إنتاجيّة المنطقة الاقتصاديّة ككلّ. هذه الجدوى سمحت بتشغيل الشبكة من دون تكبّد مصاريف إضافيّة. وأبرزت أهمّية شموليّة الحلول والتكامل بينها.
 
 
إدارة النفايات
 
- فرز النفايات
 
بدأنا كالعادة مع المجتمع المحلّي عبر توعيته وتدريبه على كيفيّة الفرز من المصدر...
 
وفيما خصّ معمل فرز النفايات، نقوم بجمع النفايات المفرزة من المصدر، لدى السّكان، ونعيد فرز كلّ صنف لوحده ونبيعه مجدّدًا. ويتمّ فرز النفايات كافّة وتدويرها، الصلبة منها يعاد استعمالها كموادّ أوّلية للصناعة، أمّا العضويّة فتُحوّل إلى أسمدة للزراعة.
 
- النفايات الخطرة
 
ومن بينها النفايات حاملة خطر العدوى، كنفايات المستشفيات والمؤسسات والمراكز الصحّية. وبناء على طلب بلديّة زحلة المعلّقة تعنايل، أنشأنا أوّل معمل من شبكة معامل على امتداد لبنان. ولتكن العمليّة متكاملة، يتمّ تدريب العاملين في المؤسّسات المعنيّة لتمييز النفايات فيها وفرزها وفق المعايير الدوليّة (وقد تمّ تدريب الآلاف)، وتُحدّد الآليّة التي يجب تطبيقها في نقل هذه النفايات داخل هذه المؤسّسات ومن ثمّ تخزينها فيها، ريثما يتمّ نقلها إلى مركز المعالجة في "آركانسيال". وهناك قائمة مسح وتسليم لتحديد كمّية وحجم ونوعيّة وغيره من المسائل المتعلّقة بها.
 
- النفايات العضويّة
 
وبالنسبة إلى النفايات العضويّة من "زبل" ونفايات منزليّة، يتمّ تحويلها إلى "سماد" عضوي أو "كومبوست" عن طريق التسبيخ. وهكذا أيضًا يمكن أن نؤمّن حلاًّ للنفايات العضويّة ونخفّف من استعمال الأسمدة الكيماويّة وتجنّب تلويث التربة.
 
- المهملات من ثياب وأساس منزليّ
 
وُضعت شبكة للثياب والأساس المنزلي غير المرغوب به، حيث يعاد ترميمه وتوزيعه على المحتاجين، وبيع قسم منه لتمويل كلفة الدورة الكاملة لهذه الخدمة (في مؤسّسة آركانسيال La Brocante)، هذا المشروع يحافظ على البيئة ويساعد المحتاجين ويُموّل العمليّة. وككل عمليات "آركانسيال" أخذ هذا المشروع في عين الاعتبار العوامل الثلاث: الاجتماعي والبيئي والاقتصادي.
 
 
إدارة الطاقة
 
بالنسبة إلى الكهرباء وتوليد الطاقة، يتمّ الاعتماد على الطاقة الشمسيّة. بدأنا في السنة الأولى بـ10% طاقة بديلة واليوم وصلنا إلى نحو 60% من الطاقة البديلة (أُنتج نحو 200 MWH خلال العام 2020)، علمًا أنّ المؤسّسات والمصانع زادت. والطموح هو بالوصول إلى الـ100%. وفضلاً عن المحافظة على البيئة، فإنّ مشاريع المنطقة تعاني في ظلّ أزمة الكهرباء والمحروقات التي نعيشها اليوم، أقل بكثير من غيرها.
 
 
القطاعات الإقتصاديّة
 
- الزراعة
 
على مستوى الزراعة، يتمّ تفضيل الأصناف ذات القيمة المضافة إنْ للاستهلاك المحلّي أو للتصدير أو لتلبية متطلّبات الصناعة الغذائيّة التي يُصدّر قسم منها، فينحصر تالياً الاستيراد وتزداد تحويلات العملات الصعبة نحو لبنان. وأسّسنا أسواقًا محلّية (بيت المزارع)، لاختصار المسافة بين المزارعين والمنتجين الصغار والمستهلك، ومن بينهم السيّاح، فيستفيد الاثنان بتفادي الوسطاء الذين يتحكّمون بالأسعار شراءً وبيعًا، ويحتفظون تاليًا بالنسبة الأكبر من هامش الربح.
وبالنسبة إلى مخازن تبريد وتوضيب الفاكهة والخضار، Post Harvest Unit، فالهدف منها خدمة المزارعين في المنطقة حيث يمكنهم تخزين المنتجات لحين تحسّن الأسعار، ليستطيعوا الاستفادة من بيعها عندما ترتفع أسعارها، وتخفّف هذه المخازن كذلك من معاناة الكساد.
 
- الصناعة
 
o المبيدات العضويّة
 
هناك معمل المبيدات العضوية الـ"بيوبيستيسيد" (Biopesticides)، وهو أوّل معمل من نوعه وربّما ما زال الوحيد في الشرق الأوسط. أنشئ بالتعاون مع الجامعة اليسوعيّة وهو أساسي لمكافحة حشرات كثيرة ومن بينها "دود الصندل" الأكثر خطرًا على الثروة الحرجيّة في لبنان، وهذا المعمل هو الحل الجذري لها. ويهدف كذلك إلى تخفيف الاعتماد على الأدوية الكيماويّة وتقليل التلوّث البيئي وخفض كمّية استيراد الأدوية الزراعية التي تتطلّب الدفع بالعملات الصعبة. واستخدام هذه المبيدات العضويّة يسهّل تصدير بضائع نحو أوروبا والدول العربيّة مطابقة للمواصفات فيها على عكس المبيدات الكيماوية الأخرى التي تستخدم عشوائيًا.
 
o الحطب المضغوط
 
وفي ما يتعلّق بمعمل الـ"بريكيت" (Briquettes) أو الحطب المضغوط، فهو يُعتبر الحلّ الأنسب لمشكلة تخلّص المُزارع من المواد "المشحّلة"، وفي الوقت عينه يخلق، كغيره من المشاريع، فرص عملٍ للبنانيين، ويحافظ على الأشجار والبيئة ويعطي مردودًا ماليًا كونه مصدرا للتدفئة في فصل الشتاء.
وأهمّية هذا المعمل هو أنّه يحلّ معضلتين، قطع الناس للأشجار بطريقة عشوائية بهدف التدفئة في الشتاء، وحرق المزارعين ما يشحّلونه من أشجارهم لخفض كلفة تخلّصهم منها.
 
ولإنجاز عمليّة مستدامة أصبحنا ننقل "الشحالة" بعد فرمها في مكانها، وتوضع إلى جانب المعمل لتنشيفها، ويعاد فرمها ويتم بعدها ضغطها فتكون نوعين إما بشكل جيّد فيتم بيعها للاستخدام في المواقد (Cheminée)، والباقي من قطع صغيرة، تُستخدم في المواقد المنزليّة العاديّة ويُعطى قسم منها للمحتاجين. هذا الأمر يحافظ على البيئة بتخفيض قَطعِ الشجر ويعطي حلاً للمزارعين ويخف الخطر عن نتائج الحريق.
 
 
السياحة البيئيّة والدينيّة
 
تستقبل تعنايل اليوم أكثر من 250 ألف شخص سنويا من بينهم 183 ألف زائر يدخلون إلى الأراضي، فضلاً عن عشرات الآلاف الذين يزورون الدير والـecologe وخان المقصود. وهم من مختلف المناطق والطوائف والأديان يقصدونها للتعرّف على طبيعتها ومنشآتها والتمتّع بها وقد باتت فعلاً مساحة للتلاقي ومتنفّسًا طبيعيًا. وهي تساهم في خلق فرص عمل لاسيّما لتلامذة المدارس والجامعات من أبناء المنطقة وخارجها. وخلال السنة الماضية تمّ تأمين 8003 يوميّة عمل (أجر يومي) لطلاّب جامعيّين من المنطقة في قطاع السياحة وحده.
 
طبعًا ليست السياحة الحلّ لمشاكل لبنان إنّما كانت من العوامل التي ساهمت في نهضة منطقة تعنايل.
 
إضافة إلى ذلك كلّه، هناك مشاريع كثيرة أخرى يمكن تطبيق مثيل لها وفق المناطق، كمزارع الأبقار ومصنع الألبان والأجبان الشهير، معمل للتسبيخ، وبيت البذور للمحافظة على الأصناف المحلّية، ونادٍ رياضي وثقافي للترفيه، فضلاً عن المحافظة على التراث والبناء بالترابة والتبن والخشب ومنها خان المقصود، ومؤسّسات تدريب في مجالات عدّة بالزراعة والتربية وغيره، وصناعة "مُعيْنات" للأشخاص المعوّقين والمرضى، والمستوصف...
 
في المحصّلة، إنّ هذه حلول مستدامة مبنيّة على الخطط الشاملة والمتكاملة وعلى رؤية لتأمين رفاهية المجتمع، وقد أثبتت بالتجربة والتطبيق على أرض الواقع نجاحها ولم تزل رغم كل الظروف الصعبة التي نمرّ بها، ويمكن تطبيقها فورًا على كامل أرض الوطن، جُلّ ما تحتاجه إدارة جيّدة، وإرادة صلبة والأهمّ الضمير الحيّ.

 
*الأمين العام لحزب "الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة" بيار عيسى هو عضو مؤسّس في جمعيّة "آركانسيال" ومدير عام سابق لها. من بين مشاريع الجمعيّة الكثيرة سيُخبرنا عن مشروعها في منطقة تعنايل الذي يتضمّن سلسلة شاملة متكاملة من المشاريع الناجحة للمنطقة مبنيّة على مبدأ الاستدامة يصلح تطبيقها على كامل مساحة لبنان.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم